
شهدت أسواق الحبوب العالمية في الأيام الأخيرة ارتفاعًا طفيفًا، مدعومًا بعمليات تغطية المراكز القصيرة والمخاوف المتعلقة بالإمدادات العالمية. هذا التوجه يعكس التحديات المستمرة التي تواجهها الأسواق، خاصة مع التباطؤ المحتمل في صادرات القمح من البحر الأسود.
مخاوف من الطقس وتأثيره على المحاصيل
أثرت الظروف الجوية بشكل كبير على زراعة القمح، حيث أدت الأجواء الجافة في مناطق زراعة القمح الشتوية الرئيسية في روسيا وأوكرانيا إلى تباطؤ عملية الزراعة، مما أثار المخاوف من تراجع المحصول لعام 2025. في المقابل، الأمطار الغزيرة التي تضرب أجزاء من الاتحاد الأوروبي تثير تساؤلات حول تأثيرها على الإنتاجية.
وفي الولايات المتحدة، يتوقع هطول أمطار غزيرة نتيجة إعصار هيلين، مما قد يبطئ حصاد الذرة ويعطل الصادرات. بينما يواجه مزارعو البرازيل خطر الطقس الجاف المستمر، مما يهدد منطقة الذرة في سافرينها لعام 2024/2025.
تخفيض تقديرات المحاصيل في الاتحاد الأوروبي
خفضت المفوضية الأوروبية تقديراتها لمحاصيل القمح والشعير والذرة لعام 2024، مما أدى إلى تقليص الإمدادات مقارنة بالتوقعات السابقة. ومع ذلك، لا تزال واردات القمح والذرة تسير بوتيرة أسرع من توقعات الاتحاد الأوروبي لهذا الموسم، مما يساهم في دعم الأسعار.
دعم الأسعار في ظل نقص الإمدادات
تتوقع الأسواق أن يوفر الطقس الجاف في البحر الأسود دعمًا إضافيًا للأسعار في الأيام المقبلة، حيث لا تزال الإمدادات العالمية من القمح تعاني من نقص. ورغم أن التوقعات العالمية للذرة تشير إلى وجود إمدادات كافية حاليًا، فإن صغر حجم المحاصيل في الاتحاد الأوروبي والظروف الجوية في البرازيل تثير بعض المخاوف.
حالة الشعير
يبدو أن الإمدادات الأوروبية من الشعير أقل من المتوقع، مما يجعل الطلب عنصرًا حاسمًا في تحديد اتجاه الأسعار. ومع انتهاء موسم حصاد الحبوب في أيرلندا، رغم انخفاض العائدات، إلا أن هناك أخبارًا إيجابية لمزارعي المحاصيل المرتبطة بموسم الحصاد 2024.
زراعة الشعير الشتوي والقمح
تشير الظروف الممتازة للتربة في أيرلندا إلى دفعة كبيرة لزراعة مساحات واسعة من الشعير الشتوي والقمح. هذا الوضع المتناقض مع السنة الماضية، حيث واجه المزارعون هطول أمطار متواصلة، يعكس تحسن الظروف الزراعية.
مقاومة الأمراض وتأثيرها على المحاصيل
عند الحديث عن الشعير الشتوي، هناك توجه قوي نحو اختيار أصناف مقاومة لفيروس التقزم الأصفر (BYDV)، مما يعكس التأثير الكبير لهذا المرض على المحاصيل الشتوية والربيعية في 2023/2024.
تظل أسواق الحبوب العالمية تحت تأثير الضوابط والتوازنات، مما يجعل من الضروري متابعة الظروف المناخية والتغيرات في السياسات الزراعية لضمان استقرار الأسعار والإمدادات في المستقبل.
للمزيد من الأخبار الاقتصادية عن الأمن الغذائي والزراعة زور صفحتنا على فيسبوك من هنا: