
تتعرض شركة التكنولوجيا الزراعية الأرجنتينية Bioceres Crop Solutions SA لواحدة من أكبر الانتكاسات في تاريخها الحديث، حيث شهدت أسهمها انخفاضًا حادًا بنسبة 16% في تداولات نيويورك، وهو أكبر تراجع يومي منذ يوليو 2022. جاءت هذه الخسائر بعد إعلان الشركة عن أرباح أقل من التوقعات للربع المنتهي في يونيو، وتسليط الضوء على التحديات التي تواجه سلالة القمح المعدل وراثياً HB4، والتي كانت تأمل أن تحدث ثورة في قطاع الزراعة.
أوضح الرئيس التنفيذي للشركة، فيديريكو تروكو، أن الشركة وجدت نفسها في وضع غير متوقع، حيث لم تحقق توقعات الموسم المرجوة. وأشار إلى أن عملية زراعة القمح المعدل وراثياً تواجه عقبات كبيرة تتعلق بمدى تقبل المستهلكين والجماعات البيئية لهذه التقنية الجديدة، رغم استخدامها الناجح في محاصيل مثل الذرة وفول الصويا.
الإنجاز التاريخي لـ Bioceres
على الرغم من الإنجاز التاريخي الذي حققته Bioceres الشهر الماضي، عندما منحت الولايات المتحدة الضوء الأخضر لزراعة سلالة القمح HB4، إلا أن الشركة ما زالت تواجه صعوبات في التوسع. تروكو أشار إلى أن الوصول إلى مرحلة تحقيق نتائج ملموسة من هذا الابتكار قد يستغرق ثلاث سنوات أخرى، حيث يتطلب الأمر تكييف الجينات وتوسيع نطاق البذور لتلبية احتياجات المزارعين.
في الأرجنتين، حيث قطعت Bioceres خطوات كبيرة في إدخال سلالة القمح HB4، لا تزال التحديات قائمة. المزارعون والمطاحن يظهرون تحفظاً واضحاً تجاه القمح المعدل وراثياً، بالإضافة إلى الشكوك حول الرسوم الملكية المرتفعة. وعلى الرغم من ذلك، تمكنت الشركة من زرع مئات الآلاف من الهكتارات بهذه السلالة، مع إقبال حوالي 20 مطحنة دقيق في الأرجنتين على شراء القمح HB4.
تسعى Bioceres لتخطي هذه العقبات من خلال تبني استراتيجيات نمو أكثر حذرًا وتعديل توقعاتها بناءً على استجابة السوق والتحديات التقنية. تروكو أكد أن استثمار هذه الفرصة بشكل كامل سيحتاج إلى بعض الوقت، لكن الشركة تبقى متفائلة بقدرتها على تحقيق نجاحات طويلة الأمد في قطاع القمح المعدل وراثياً.
للمزيد من الأخبار الاقتصادية عن الأمن الغذائي والزراعة زور صفحتنا على فيسبوك من هنا