شهدت الفترة الماضية خروج شريحة كبيرة من صغار المربيين بسبب تعرضهم للخسائر، ويلعب نظام إنشاء العنابر المغلقة دورًا مؤثرًا في إنتاجية الدواجن. ولهذا السبب يتجه القطاع الداجني للتوسع في العنابر المغلقة من أجل تقليل التكلفة وخفض معدلات النفوق.
وفي المقابل مازال صغار المربيين يعانون من نقص السيولة للتحول لنظام العنابر المغلقة، ويستعرض موقع «بيزنس 24» أضرار العنابر المغلقة على الدواجن، وفوائد التحول للنظام المفتوح، وطرق دعم الدولة لصغار المربيين.
تربية الدواجن
قال عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن بالغرفة التجارية، إن هناك 70% من صغار المربيين لا يزالوا معتمدين على النظام المفتوح في تربية الدواجن.
وتابع: «ومن المهم أن يتجه المربيين للنظم المغلقة في تربية الدواجن، حيث إن نظام العنابر المفتوحة لا يستطيع أن يطبق نظام الأمن الحيوي. والدقة المتناهية داخل العنابر، كما تكون العنابر عرضة لدخول الأمراض،. بالإضافة إلى أنه يتسبب في هدر كمية كبيرة من العلف والتدفئة، وبالتالي يمثل تكلفه أكبر من النظام المغلق».
وفي هذا الصدد قال أحمد عبد الخالق، وكيل البحوث بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني، إن إنشاء العنابر جزء أساسي من عملة التربية.
أشار إلى أن العنابر المغلقة مكلفة ماديًا لكن بمجرد بدء الإنتاج نجد أن تكاليف الإنتاج أقل في العنابر المغلقة من نظام العنابر المفتوحة.
نظام العنابر المغلقة
وتابع: «إن كل تلك المشاكل تتلاشى في العنابر المغلقة. والتي تكون مجهزة بمعدات تعمل على استقرار درجة الحرارة، والرطوبة وغازات التنفس داخل العنبر. فعلى سبيل المثال إذا زادت نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون يتم التحكم وسحب الغاز خارج العنبر».
كما اتفق معه عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن بالغرفة التجارية، قائلًا: «إن النظام المغلق يرفع الطاقة الإنتاجية بنسبة 80%. ويستطيع السيطرة على الأمن الحيوي، ويخفض من تكلفة الإنتاج من خلال تقليل هادر العلف والطاقة».
ثم تابع «عبد الخالق» حديثه قائلًا: «إن نظام العنابر المغلقة يمكن من التحكم في نظام الإضاءة أيضًا، على عكس النظام المفتوح. مما يجعلها أقل عرضه للأمراض من العنابر المفتوحة، مضيفًا: «وتوفر العنابر المغلقة التحكم الكامل في نظام رعاية الدواجن».
اقرأ أيضًا:
خاص «بيزنس 24»| الموجات الحارة تلهب صناعة الدواجن.. مزيد من التكلفة قليل من الربح
العنابر المغلقة وتصدير الدواجن
والتقت منه عمرو علي العضو المنتدب بشركة طيبة لجدود الدواجن، أطراف الحديث. قائلًا: «إن تنفيذ الاشتراطات المطلوبة بالأنظمة المغلقة للإنتاج الداجني هي أولى اشتراطات تصدير الدواجن».
كما لفت إلى أن جميع العنابر لدى مزارع الشركة مغلقة وهذا بهدف توفير منتج عالي الجودة. فضلًا عن استعداد الشركة لتصدير منتجاتها للدول العربية خلال الفترة المقبلة.
وأضاف «علي»: «إن فكرة التوسع لدى الشركة حاليًا في الإنتاج الداجني بمختلف أنواعه يستهدف تلبية الطلب المحلي. والتأهب للتصدير في إطار خطة الشركة لتصدير منتجاتها خلال الفترة المقبلة».
زيادة الإنتاج
كما استكمل «عبد الخالق» حديثه قائلًا: «إن العنابر المغلقة تعد نظامًا اقتصاديًا يعود بالفائدة على المربي من خلال زباده الإنتاج، حيث تستوعب عدد أكبر من الطيور. وذلك على عكس التربية في النظم المفتوحة التي يتم بها تقليل كثافة الطيور في وحدة المتر المربع».
واتفق معه لؤي مجدي الجريتلي، نائب رئيس شركة منا الأمير للإنتاج الداجني، قائلًا: «إن ارتفاع التكلفة إلى مستويات غير مسبوقة جعلت الشركات تسعى لتقليل معدلات النفوق وإنشاء مزارع مغلقة بدلا من الأنظمة المفتوحة حتى لا تتكبد خسائر كبيرة».
وأضاف: «وهذا ما جعل السوق يشهد خلال السنوات الأخيرة توجهًا ملحوظًا نحو مزارع الإنتاج الداجني المغلقة، لرفع إنتاجية المزارع وخفض معدل النفوق، بعدما أثبتت أهميتها وجدواها الاقتصادية».
أضرار العنابر المفتوحة على تربية الدواجن
حيث أوضح أن العنابر المفتوحة تمثل عبء اقتصادي، خاصة في ظل التقلبات المناخية الفجائية. بحيث لا يستطيع المربي التحكم في درجات الحرارة داخل العنبر، والتي تعد من المشاكل الكبرى التي تواجهها عملية تربية الدواجن. كما يصعب عليه التحكم في تهوية العنابر، مما يجعل الطيور عرضة للإصابة بالأمراض وخاصة التنفسية كمرض الـCRD.
وأضاف: «كما أن الدواجن في ظل نظام العنابر المفتوحة تكون عرضة لأي تلوث خارجي من الأمراض الموجودة في الجو. كما تكون عرضة لدخول الحيوانات البرية من فئران أو غيرها للمزرعة. وتدمير الإنتاج خاصة عندما تكون الكتاكيت في العمر الأولي لها».
اقرأ أيضًا:
خاص «بيزنس 24»| الموجة الحارة ترفع الطلب على مضادات الإجهاد الحراري للدواجن
مخاطر الإجهاد الحراري في النظام المفتوح
ومن ثم قال «عبد الخالق»: «من المشكلات الكبيرة التي تتعرض لها الطيور أثناء عملية التربية مما يؤدي إلى نفوقها. هى الإجهاد الحراري أو إجهاد البرودة نتيجة للعوامل المناخية والتي يصعب التحكم بها في نظم العنابر المفتوحة».
واتفق معه الدكتور أحمد جودة أستاذ فسيولوجي الدواجن، قائلًا: «إن الإجهاد الحراري يعد من أخطر المشكلات التي تواجه تربية الدواجن. حيث يؤدي إلى تأثير سلبي على صحة الدواجن وإنتاجيتها».
كما أضاف: «إن الإجهاد الحراري يحدث عندما يتعرض الدجاج لدرجات حرارة عالية جدًا. والتي تؤدي إلى تغيير في وظائف الجسم الحيوية للدواجن، مما يتسبب في العديد من المشكلات من بينها نقص المناعة. وبالتالي يؤدي ذلك إلى نفوق العديد من الطيور».
تحسين تغذية الدواجن
وهنا لفت «عبد الخالق» إلى أن مواجهة الإجهاد الحراري للطيور في نظام العنابر المفتوحة يكون من خلال طريقتين. الأولى تحسين التغذية المقدمة للطائر، عن طريق استخدام إضافات الأعلاف أو إضافات المياه. والتي تساعد في تحمل الطائر لدرجات الحرارة المرتفعة كإضافة فيتامين C وبيكاربونات الصوديوم. بالإضافة إلى تقليل البروتين في الغذاء مع زيادة نسبة الأحماض الأمينية الضرورية للطائر.
وتابع: «كما يمكن استبدال جزء من طاقة عليقة الدواجن (استبدال مكون الذرة) ببعض الدهون والزيوت. وذلك لتكون نسبة الاستفادة من طاقة العليقة أعلى، ولتقليل مجهود الطائر المبذول في الهضم والامتصاص».
رعاية الدواجن
ومن ثم أوضح الطريقة الثانية لحماية الدواجن من الإجهاد الحراري في العنابر المفتوحة وهى تحسين الرعاية. مشيرًا إلى أن ذلك يتم من خلال رفع تغذية الدواجن خلال الفترات الحارة من اليوم. والذي يقلل احتمالية تعرضها للإجهاد الحراري.
كما أضاف: «وذلك بالإضافة إلى زيادة التهوية وتقليل عدد الطيور في وحدة المساحة أثناء ارتفاع درجة حرارة الجو».
التحول لنظام العنابر المغلقة
وبعد إحصاء فوائد نظام العنابر المغلقة ما الذي يحتاجه مربيين الدواجن للتحول من النظام المفتوح للمغلق.
وفي هذا الصدد أشار عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن بالغرفة التجارية، إلى أنه. في حين أن الدولة تدعم المربيين من خلال المبادرات كبرنامج تمويل مزارع الدواجن من البنك الأهلي. والذي يوفر قرض لأصحاب مزارع الدواجن بفائدة 5% متناقصة. إلا أن المشكلة الحقيقية تكمن في عدم التسعير الجيد للدواجن، مما يتسبب في خروج شريحة كبيرة من صغار المربيين.
للمزيد من الأخبار الاقتصادية عن الأمن الغذائي والزراعة زور صفحتنا على فيسبوك من هنا
ومن ثم قال: «وبالتالي يجب أن تتوافر آلية محددة يمكن من خلالها حساب التكلفة الفعلية مع هامش ربح مناسب للمربي. وإذا حدث ذلك سيتجه جميع المربيين للنظام المغلق. حيث أن المربي لا يستطيع التحول من النظام المفتوح للمغلق بسبب أنه يخشى الاقتراض. ومن ثم يجد أن سعر البيع غير مناسب مما يعرضه للخسائر».