في ضوء الارتفاعات المتتالية في أسعار المواد الغذائية بالأسواق، صعدت أيضًا أسعار العصائر الطبيعية والمعلبة بدون سابق إنذار من الشركات المنتجة.
ونستعرض لكم في التحقيق التالي من خلال منصة «بيزنس24 »العوامل التي أدت لتلك الزيادة بالتفصيل من خلال التواصل مع عدد من الشركات والمصانع المرتبطة بالمجال.
ارتفاع سعر السكر
قال محمد عبد الستار، صاحب مصنع جوجو للعصائر، أن المصنع متخصص في إنتاج العصائر الطبيعية. والتي تتكون من ماء وسكر وفاكهة بالإضافة إلى العبوة التي يتم وضع المنتج بها. فالذي يؤدي إلى ارتفاع أسعار العصائر هو أولًا أن سعر السكر مرتفع حيث يتراوح سعره ما بين 8 إلى 27 جنيهًا للكيلو.
واتفق معه محمد رمضان، صاحب مصنع ورلد فودز للعصائر، بقوله أن السبب في صعود أسعار العصائر هو ارتفاع الأسعار المحلية والعالمية. كارتفاع سعر السكر، حيث يصل سعر السكر اليوم إلى 27.5 جنيهًا للكيلو. بالإضافة إلى زيادة أسعار المواد الخام كالمواد الحافظة الفواكة الطبيعية.
أسباب زيادة سعر السكر
وأكد ابراهيم عشماوي، مساعد أول وزير التموين، خلال مداخلة هاتفية مع إحدى البرامج. أن سبب التحرك في الأسعار بالأسواق مرتبط بأسعار الوقود عالميًا.
وتعمل وزارة التموين والتجارة الداخلية على منع تلاعب التجار بالأسعار. أو ممارسة أي نوع من الاحتكار أو الاستغلال، إضافة إلى تعزيز المخزون الاستراتيجي من سلعة السكر.
تأثير صعود أسعار الفاكهة
ومن ثم أوضح «عبد الستار» السبب الثاني بأن سعر الفاكهة أيضًا متزايد. حيث ازدادت أسعارها لأكثر من الضعف فما كان بسعر الـ 10 جنيهات أصبح بـ 15 جنيهًا.
وفي هذا الصدد اختلف معه محمد حلمي المدير التجاري لشركة الجسر العربي لصناعة العصائر. قائلًا: «إن أسعار الفواكه لا تؤثر بدرجة كبيرة على صعود أسعار العصائر».
عبوات تغليف العصائر
والتقت منه محمد عبد الستار، صاحب مصنع جوجو للعصائر، أطراف الحديث. قائلًا: كما أنه من العوامل التي تؤثر في زيادة أسعار العصائر هى ارتفاع سعر خامات البلاستيك أو الـ PETE (عبوات البلاستيك الشفاف. وهذا النوع يتميز بالقوة والشفافية ومنع دخول الغازات والرطوبة.
لذلك يستخدم في زجاجات المياه المعبأة. والعصائر والمربات المختلفة) أو الـ HDPE (يتم تصنيعه من البولي إيثيلين عالي الكثافة، ويستخدم في صنع عبوات اللبن ومنتجاته. ولعب الأطفال، وعلب مستحضرات العناية الشخصية مثل غسول الاستحمام والشامبو والبلسم. نظرًا لحفاظه على المواد بداخله دون التفاعل معها. وآمن على الأطفال في حال وضعه في فمهم في أثناء اللعب وأفضل نوع منه هو الشفاف) التي تدخل في صناعة عبوات العصائر.
اقرأ أيضًا:
تكنولوجيا الأغذية حول “منظومة التعبئة والتغليف وتأثيرها على صلاحية المواد الغذائية”
بخلاف 100 منتج .. شركة “بيتي” تدرس طرح منتجات من العصائر والألبان
أسباب ارتفاع أسعار عبوات التغليف
كما أشار إلى أننا اليوم نقوم بحساب كل شيء على أساس أسعار الدولار كأنه عملتنا الأساسية. ونعاني من أزمة في الدولار تؤثر على أسعار المنتجات المحلية حيث أن سعر الدولار اليوم 40 جنيهًا. وهو ما أدى إلى التذبذب الحالي بالأسعار.
ووافقه في الرأي هيثم رمزي، صاحب مصنع الشركة المصرية السورية لتعبئة وتغليف العصائر. قائلًا: أن الأسباب الرئيسية لارتفاع أسعار أدوات التغليف تتمثل في أزمة توافر الدولار في البنوك وصعود سعره.
فالمصنع يستورد مواد التغليف من الخارج بالدولار وبالتحديد من الصين. وبالتالي فالأمر في الأساس مرتبط بالدولار. بالإضافة إلى تأثير عملية تعطل البضائع بالميناء
كما أوضح محمد حلمي المدير التجاري لشركة الجسر العربي لصناعة العصائر، أن الارتفاع في سعر العصائر وصل لأكثر من 300%. حيث أن استيراد الحاوية كان بما يُعادل مليون جنيه مصري بينما الان نستوردها بما يُعادل 3.5 مليون جنيهًا.
الاستيراد وأزمة الدولار
وأشار إلى أن السبب في ارتفاع أسعار العصائر هو صعود أسعار عبوات العصائر نفسها. والتي تتأثر بأزمة الدولار التي تعاني مصر منها، حيث لا يتم الاعتماد على تصنيع عبوات التغليف في مصر بل يتم استيرادها من الخارج.
كما أن مكونات العبوة من الداخل معظمها يكون مستوردًا، وذلك المحور الأساسي الذي يؤدي لزيادة أسعار العصائر.
وعلى حد قوله فإن تجار أدوات التغليف أحيانًا يقومون بالبيع بأسعار منخفضة عندما يكون لديهم كميات كبيرة.
وهنا أوضح محمد رمضان، صاحب مصنع ورلد فودز للعصائر، أن الأغلفة تأتي مستوردة سواء الخاصة بالعصائر أو الجبن أو أي منتج أخر. مشيرًا إلى أن المصنع يستورد تلك المنتجات غالبًا من السعودية والصين.
مشيرًا إلى أن نسبة الارتفاع في أسعار الخامات بين هذا العام والعام الماضي 100%. فعلى سبيل المثال أسعار المطبوعات نسبة الزيادة بها مقارنة بالعام الماضي تُعادل 80%.
رأي أخر في تأثير أزمة الدولار
بينما اختلف معهم أحمد عنتر، رئيس مجلس إدارة شركة القصبجي للعصائر الطبيعية. قائلًا: أن ارتفاع أسعار عبوات «التيك أواي» مرتفعة منذ فترة أزمة كورونا على الرغم من أن سعر الدولار وقتها كان بسعر 15 أو 16 جنيهًا.
تأثير كورونا على مصانع التعبئة والتغليف
وتعد عبوات التغليف المصنوعة من البلاستيك والكرتون والمستخدمة في الصناعات الغذائية من أكثر المشروعات التي استفادت من أزمة كورونا. حيث زيادة الطلب عليها من قبل المطاعم والكافيهات.
وذلك بسبب زيادة الطلب على الوجبات السريعة والتسليم خلال فترة الوباء. وخوفًا من انتقال الفيروس عن طريق الأدوات التي تستخدم أكثر من مرة ويستخدمها أكثر من شخص.
ويجدر هنا الإشارة إلى قول نادر عبد الهادي، عضو مجلس إدارة شعبة البلاستك بالغرفة التجارية بالإسكندرية سابقًا. أن معظم الصناعات البلاستيكية التي ترتبط بالصناعات الغذائية من حيث العبوات والتغليف شهدت رواجًا وفرصاً إنتاجية مميزة في الوقت الراهن.
وفي هذا الصدد أوضح «عنتر» أن السبب في صعود أسعار أدوات التغليف هو زيادة الطلب عليها بشكل كبير من بعد أزمة كورونا. حيث أنه في فترة الوباء زاد مُعدل استهلاك الجمهور للطعام والشراب الجاهز «التيك أواي»، خوفًا من انتقال الفيروس عن طريق الأدوات التي يستخدمه أكثر من شخص.
فالمصنع قبل أزمة كورونا كان يعمل بنسبة 70% في العبوات الزجاجية و 30% عبوات البلاستيك والكرتون، أصبحنا بعد الأزمة الاعتماد الكلي بنسبة 90% على عبوات «التيك أواي». والمقصود بعبوات التيك أواي هى أكواب العصائر الطبيعية وغيرها.
ارتفاع الطلب على عبوات التغليف
مستنتجًا أن الأزمة أدت إلى الارتفاع الكبير في الطلب على تلك العبوات، التي أصبحت تشح الان نتيجة للاستهلاك والطلب الكبير.
كما قال: «إن ثقافة المصانع عندما يحدث شح لمنتج معين حتى إذا كانت أسعار خاماتها طبيعية فإنها ترفع سعر المنتج».
وأشار إلى أن خامات أدوات التغليف ليست مرتفعة بدرجة كبيرة، ومع ذلك ارتفع سعر كرتونه عبوات «التيك أواي» خمسة أضعاف. فمنذ 3 سنوات فقط كانت كرتونة التيك أواي ذات الـ 1000 عبوة تُباع بسعر 250 أو 300 جنيهًا.
بينما اليوم وصل سعر الكرتونة إلى 1200 جنيهًا بنفس الحجم إلا أن جودتها قلت مقارنة بما كانت عليه في الماضي، وذلك على الرغم من أن اليادة في أسعار الخامات لا تتعدى الـ 40%.
للمزيد من الأخبار الاقتصادية عن الأمن الغذائي والزراعة زور صفحتنا على فيسبوك من هنا:
https://www.facebook.com/Business24.Eg
مضيفًا إلى ذلك أن علبة العصائر التي حجمها 4 لتر كانت تُباع بسعر 2.5 جنيهًا بينما وصل سعرها الان إلى 9 جنيهات.
