خاص| بين الاستيراد والاكتفاء.. التغيرات المناخية نقمة أم نعمة للاقتصاد المصري؟

ألحقت التغيرات المناخية الضرر  باقتصاد الدول خاصة في المجال الزراعي، فارتفاع أو انخفاض درجات الحرارة بشكل متطرف يؤدي الإضرار بالمحاصيل الزراعية بالتالي انخفاض مستوى الزراعة.

و بناءًا على ذلك، وجهت الحكومة المصرية بضرورة التفكير خارج الصندوق وإيجاد أفكار من شأنها زيادة المحاصيل الزراعية من خلال إنتاج محاصيل زراعية جديدة لم تُزرع بعد  لمواجهة التغيرات المناخية.

تأثير التغيرات المناخية على المجال الزراعيأوضح الخبير الاقتصادي السيد خضر في تصريحات خاصة لـ «بيزنس 24» أن أزمة التغيرات المناخية تعتبر من الأزمات الخطيرة التي تؤثر بشكل كبير على المجال الزراعي وزراعة المحاصيل،  وبالتالي تأثيرها على الأمن الغذائي العالمي كبير خاصة مع تغير نمط الأمطار، حيث يؤدي التغير في نمط وتوزيع الأمطار إلى تحولات في مواسم الزراعة ونمو المحاصيل، فقد تشهد بعض المناطق نقصًا في كمية الأمطار مما يؤثر سلبًا على موارد المياه ويقلل من إنتاجية المحاصيل.

فى المقابل، قد تتعرض بعض المناطق لزيادة في هطول الأمطار، مما يتسبب في فيضانات وتآكل التربة وتلوث المياه وتدهور النباتات.

وأشار إلى أن ارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى تأثيرات سلبية على المحاصيل، ويمكن أن تتسبب درجات الحرارة العالية في تبخر الماء بشكل أسرع، مما يؤدي إلى جفاف التربة ونقص المياه للنباتات، كما يمكن أن تزيد درجات الحرارة العالية من انتشار الآفات والأمراض التي تؤثر على المحاصيل.

سلبيات التغيرات المناخية على الزراعة

وأكد على أن زيادة التغيرات المناخية المتطرفة مثل الجفاف الشديد والفيضانات والعواصف الرعدية تتسبب في تلف المحاصيل وفقدان الإنتاجية، وتؤدي إلى تراجع الأمان الغذائي وتهديد استدامة الزراعة ،بالإضافة إلى تأثيراتها على التنوع البيولوجي.

ولفت خضر إلى أن التغير المناخي يؤدي إلى تغيرات في التوزيع الجغرافي للكائنات الحية وتراجع التنوع البيولوجي، وذلك يمكن أن يؤثر على نظام الزراعة وتوفر المصادر الوراثية للمحاصيل، مما يعرض الأنواع النباتية للانقراض ويقلل من مرونة الزراعة في مواجهة التحديات المناخية.

تحديات الزراعة الساحلية

أوضح خضر أن ارتفاع مستوى البحار نتيجة التغير المناخي من أهم التحديات التي تواجه الزراعة الساحلية، حيث يزيد ارتفاع مستوى البحار من مخاطر حدوث فيضانات مالحة وتسرب المياه البحرية إلى التربة الزراعية، مما يؤدي إلى تدهور جودة التربة وانخفاض إنتاجية المحاصيل ، يجب ملاحظة أن هذه التأثيرات يمكن أن تختلف من منطقة إلى أخرى وتعتمد على عوامل عدة مثل التضاريس ونوع التربة ونظام الري المستخدم.

تحديات وحلول في مجال الزراعة

وأضاف أن مصر تواجه  تحديات كبيرة في مجال الزراعة بسبب التغيرات المناخية، خاصة فيما يتعلق بنقص المياه والزيادة في درجات الحرارة، لذلك تعمل الحكومة المصرية على تطوير استراتيجيات وتقنيات زراعية مستدامة للتكيف مع هذه التحديات وتحسين إنتاجية المحاصيل حتى نستطيع مواجهة تلك الأزمة وحتى لاتؤدى إلى نقص فى السلع الاستراتيجية والسعى الدائم إلى زيادة المناطق الصحراوية والاستثمارات فيها والتى تستهلك نسب بسيطة من المياة خاصة مشروع الصوب الزراعية الذى ساهم فى زيادة القدرات الإنتاجية وتحقيق الاستقرار فى السلع الزراعية على المستوى الداخلى وزيادة حجم الصادرات.

أساليب زراعية حديثة لمواجهة التغيرات المناخية

أوضح دكتور محمد يوسف أستاذ الزراعة والمكافحة الحيوية بكلية الزراعة جامعة الزقازيق و مستشار الزراعة العضوية بالوحدة الاقتصادية بجامعة الدول العربية في تصريحات خاصة لـ «بيزنس 24» أن التغيرات المناخية جعلت مصر تتجه نحو تبني عدة طرق للزراعة التي تتحمل قلة المياه وارتفاع درجات الحرارة والرطوبة العالية.

وأشار دكتور محمد أن من ضمن هذه الطرق هو استخدام الشتلات في زراعة قصب السكر، بالتالي توفير حوالي 50 %من المياه، و60% من الأسمدة، و55% من المبيدات.

وفيما يخص الأرز، أضاف أن هناك أيضًا محصول الأرز اتجهت الدولة لاستخدام أصناف جديدة من الأرز مثل الأرز الجفاف و أرز عرابي وهي أصناف تساعد على زيادة الإنتاجية و توفير المياه بنسبة 50%.

وأشار دكتور محمد إلى الفرق الشاسع بين زراعة الأرز التقليدي و أرز الجفاف أو عرابي، منهم أن الأرز العادي يتم ريه يوم ويوم و يستهلك 8 آلاف لتر مكعب مياه للفدان، في حين أن أرز عرابي أو الجفاف يتم ريه كل 12 يوم ويستهلك 4 آلاف لتر مكعب مياه للفدان وينتج حوالي من 5 ل6 طن للفدان لكن الأرز البلدي ينتج حوالي 3.5 أو 4 طن للفدان ، بالتالي تم توفير مبالغ مالية ضخمة، وتوفير مياه، وتوفير المبيدات والأسمدة ، وزيادة الإنتاجية بجودة عالية.

تجارب زراعية جديدة لمواجهة التغيرات المناخية

أكد دكتور محمد على أن المساحة المزروعة من الأرز تصل حوالي 7274 ألف فدان في 9 محافظات على مستوى الجمهورية، والمساحة المخصصة للأرز قلت لتوفير المياه، حيث يستهلك فدان الأرز تقريبًا 8 ألف لتر مكعب من المياه.

لذلك وتحت إشراف من الرئيس عبد الفتاح السيسي وجهت وزارة الزراعة بزراعة 200 ألف فدان من الأرز متحمل الجفاف مثل أرز عرابي أرز الجفاف، على أن يتم هذه المساحة باستخدام مياه الصرف الزراعي ومياه عالية الملوحة وأرض مالحة، وفي حال أثبتت هذه التجارب نجاحها سيتم تعميمها على مستوى الجمهورية لمواجهة مشكلة ندرة المياه والاحتباس الحراري.

زيادة إنتاج القطن بسبب التغيرات المناخية

في حين لفت دكتور محمد إلى أن المحصول الوحيد الذي سوف تزداد إنتاجيته مع الارتفاع المتطرف في درجات الحرارة بسبب التغيرات المناخية هو محصول القطن، وذلك بنسبة من 4 ل5% زيادة في المحصول.

وأضاف أنه تم زيادة المساحة المخصصة لزراعة القطن لتصل إلى 300  ألف فدان ومن المتوقع أن تصل إلى 500 ألف فدان في 2025 من القطن طويل ومتوسط وقصير التيلة في إطار مشروع مستقبل مصر الزراعي والدلتا الجديدة لزراعة 5 ألف فدان من القطن.

وأكد دكتور محمد أن ارتفاع درجات الحرار لم ولن يؤثر على الإنتاجية المصرية من المواد الغذائية الأساسية مثل القمح و الأرز، حيث قامت مصر بزراعة 3.7 مليون فدان من القمح بإنتاحية 11.5 مليون طن، ويتم استهلاك 20 مليون طن من القمح، ويتم استيراد الفرق من رومانيا والهند وفرنسا بتكلفة تصل إلى 50 مليار جنيه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى