
تستعد العاصمة السعودية الرياض لاستضافة خمس فعاليات صناعية متخصصة كبرى خلال الفترة من 1 إلى 3 سبتمبر 2025، بمشاركة قوية من الشركات المصرية، وذلك تحت مظلة تنظيم شركة “إكسبو كونسالتنت” العالمية، وبالتعاون مع جهاز التمثيل التجاري المصري والمجالس التصديرية، في خطوة استراتيجية تهدف إلى دعم صادرات مصر غير البترولية وتعزيز تواجدها في الأسواق الخليجية.
وتغطي المعارض الخمسة قطاعات صناعية محورية ذات فرص نمو واعدة داخل المملكة العربية السعودية، وتشمل: الأخشاب، الكابلات، المطاط، الألمنيوم، والماكينات.
وتُعد هذه المعارض من الأكبر في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا من حيث التخصص وحجم المشاركة الإقليمية والدولية، ما يمنح الشركات المصرية منصة فعالة لعرض منتجاتها وبحث فرص التصدير وعقد الشراكات.
وتأتي هذه المشاركة ضمن خطة الدولة للتوسع في الأسواق الواعدة، لا سيما الخليجية، من خلال دعم التواجد في الفعاليات الدولية المتخصصة، وتوفير أجنحة جماعية للمصدرين لخفض التكاليف وزيادة التمثيل التجاري المصري بالخارج.
معرض الأخشاب والطفرة العمرانية بالسعودية
يأتي معرض Saudi Wood Expo في مقدمة الفعاليات المتخصصة في صناعة الأخشاب، ويكتسب أهمية متزايدة مع الطفرة العمرانية التي تشهدها السعودية ضمن “رؤية 2030″، والتي تشمل إنشاء 1.5 مليون وحدة سكنية جديدة.
وقد بلغ حجم سوق الأخشاب السعودي نحو 2.21 مليار دولار في عام 2023، وسط توقعات بنمو سنوي مركب يصل إلى 4% حتى عام 2028.
وتستهدف الشركات المصرية المشاركة في هذا المعرض اقتناص فرص التصدير لسوق يتوسع بسرعة، مدفوعًا بالمشروعات السكنية والتجارية والإنشائية الكبرى التي تنفذها المملكة، خاصة في المدن الجديدة والمشروعات العملاقة مثل “نيوم”.
ويمثل المعرض فرصة مثالية للمصدرين المصريين لعرض منتجاتهم الخشبية والأثاث والتجهيزات، وبحث فرص الشراكة مع كبرى الشركات السعودية العاملة في مجال التشييد والبناء.
توسع في الكابلات والمطاط لدعم البنية التحتية
يعد Saudi Wire & Coiling Expo أكبر معرض في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في قطاع الكابلات، ويأتي في وقت تتوسع فيه السعودية بمشروعات بنية تحتية عملاقة تتجاوز تريليون دولار، بما يشمل المدن الذكية والمطارات والقطارات، وتشير التقديرات إلى أن سوق الكابلات السعودي سيصل إلى 12.95 مليار دولار بحلول عام 2030.
وفي نفس السياق، يبرز معرض Saudi Rubber Expo كمنصة مهمة لتسويق التطبيقات الصناعية للمطاط، خاصة في مجالات البناء والبنية التحتية، حيث يُتوقع أن يبلغ حجم السوق السعودي للمطاط 1.8 مليار دولار بحلول 2030، بمعدل نمو سنوي يزيد على 5%.
ويستهدف المصدرون المصريون من خلال المشاركة في هذين المعرضين الاستفادة من الطلب المتزايد على المواد الصناعية والمنتجات ذات الجودة العالية، في ظل التوسع السريع للقطاع العقاري والتشييدي في السعودية.
الألمنيوم والماكينات يدعمان قطاع التصنيع
يشهد معرض Saudi Aluminum Expo اهتمامًا خاصًا من الجانب السعودي، في إطار توجه المملكة لتكون من بين أكبر 10 دول منتجة للألمنيوم عالميًا، حيث استثمرت حتى الآن نحو 12 مليار دولار في هذا القطاع، ويُتوقع أن ينمو السوق بمعدل 6.8% سنويًا حتى عام 2026، مدفوعًا بالطلب على مواد التعبئة والتغليف ومنتجات البناء.
أما معرض Saudi Machinery Expo، فيُعتبر من الفعاليات البارزة التي تواكب خطط السعودية لتعزيز مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي الإجمالي بثلاثة أضعاف، في إطار “رؤية 2030″، ويقدر حجم السوق الصناعي في المملكة بحوالي 26 مليار دولار، مع فرص واعدة للاستثمارات والصناعات التحويلية.
وتسعى الشركات المصرية عبر هذين الحدثين إلى فتح آفاق جديدة للتصدير والتصنيع المشترك، في ظل توجه المملكة نحو التنويع الاقتصادي والاعتماد على الإنتاج المحلي.
دعم حكومي وشراكة مع المجالس التصديرية
تُقام الأجنحة المصرية المشاركة في هذه الفعاليات الصناعية الخمسة ضمن نظام “الدعم الجماعي”، الذي يتم بالتنسيق بين جهاز التمثيل التجاري المصري والمجالس التصديرية، وعلى رأسها المجلس التصديري للصناعات الكيماوية، بهدف تقليل تكاليف المشاركة وتوفير أكبر عدد من الفرص للمصدرين المصريين.
وتعكس المشاركة المصرية الواسعة حرص الدولة على تعزيز حضور المنتج المصري عالي الجودة في الأسواق الإقليمية والدولية، لا سيما الخليجية، والتي تمثل أحد الأعمدة الأساسية في استراتيجية مصر لمضاعفة صادراتها لتصل إلى 145 مليار دولار سنويًا.
وتسعى الحكومة المصرية من خلال هذه الخطوة إلى دعم المصدرين في التوسع الخارجي، وزيادة معدلات النمو الصناعي، عبر الانخراط المباشر في المعارض والفعاليات التخصصية التي تمثل بوابات رئيسية للنفاذ إلى الأسواق المستهدفة.
قد يهمك أيضا:-