شهد موسم 2024/2025 التسويقي (من 1 يونيو 2024 إلى 31 مايو 2025) انتعاشًا قويًا في صادرات القمح الأمريكية، مدعومًا بارتفاع الإنتاج وزيادة القدرة التنافسية للأسعار.
ووفقًا لتقرير وزارة الزراعة الأمريكية (USDA) في يونيو 2025، فقد ارتفعت صادرات القمح بنسبة 16% على أساس سنوي لتصل إلى 820 مليون بوشل (ما يعادل 22.3 مليون طن متري).
وجاء هذا النمو رغم تراجع الطلب من الصين، التي غابت جزئيًا عن السوق العالمية في هذا الموسم بعد أن فرضت قيودًا على وارداتها لحماية الإنتاج المحلي.
وبلغ إجمالي واردات الصين من القمح نحو 147 مليون بوشل (4 ملايين طن متري)، بانخفاض بنسبة 70% مقارنة بالموسم السابق.
وساهم تحسن الظروف المناخية وتعافي المساحات المزروعة بعد سنوات من الجفاف في زيادة الحصاد الأمريكي، ما عزز قدرة المزارعين على تلبية الطلب العالمي وتوسيع نطاق التصدير.
المكسيك تسجل أعلى معدلات استيراد في تاريخها
في ظل غياب الصين، برزت المكسيك كأكبر مستورد للقمح الأمريكي خلال موسم 2024/2025، محققة مستويات قياسية في حجم الاستيراد.
فقد سجلت مبيعات القمح القديمة للمكسيك في أبريل 2025 رقمًا قياسيًا بلغ 17.3 مليون بوشل (472 ألف طن متري)، وارتفع إجمالي الصادرات إليها إلى ما يقرب من 147 مليون بوشل (4 ملايين طن متري).
ويُعزى هذا النمو الكبير في المبيعات إلى زيادة المساحات المزروعة وتحسن الإنتاجية، حيث تمكن المنتجون من حصد القمح على مساحة 38.5 مليون فدان (15.6 مليون هكتار)، وارتفع الإنتاج بنسبة 9% ليصل إلى 1.97 مليار بوشل (53.6 مليون طن متري).
وبفضل تحسن الأسعار وتراجع المنافسة في بعض الدول المنتجة الأخرى، استطاعت الولايات المتحدة استغلال هذا الزخم لدعم موقعها في السوق العالمية للقمح.
القمح الشتوي الأحمر الصلب يقود الانتعاش
كان لصنف القمح الشتوي الأحمر الصلب (HRW) دور بارز في نمو صادرات القمح الأمريكية، حيث ارتفعت صادراته بنسبة 57% على أساس سنوي لتصل إلى 210 مليون بوشل (5.77 مليون طن متري)، ورغم هذا التحسن الكبير، لم تصل الصادرات بعد إلى مستويات ما قبل الجفاف والصراع في البحر الأسود.
وجاء هذا الارتفاع بفضل زيادة الإنتاج التي بلغت 770 مليون بوشل (نحو 21 مليون طن متري)، مدفوعة بتحسن الظروف المناخية وتضييق الفجوة السعرية مع الدول المنافسة.
أما صادرات القمح الربيعي الأحمر الصلب (HRS)، فقد شهدت استقرارًا نسبيًا مع ارتفاع بسيط قدره 15 مليون بوشل (408 آلاف طن متري) ليصل الإجمالي إلى 250 مليون بوشل (6.7 مليون طن متري)، إلا أن المنافسة الشديدة من كندا، التي قدمت أسعارًا أقل بنحو دولار لكل بوشل، أثرت على فرص التوسع.
إنتاج قياسي من القمح الأبيض والقمح الأحمر الناعم
استفاد محصول القمح الأبيض الناعم (SW) من هطول أمطار جيدة ودرجات حرارة معتدلة، ما أدى إلى تحسن التوزيع البروتيني والإنتاج فوق المتوسط.
وارتفعت صادرات هذا الصنف بنسبة 18% على أساس سنوي إلى 174 مليون بوشل (4.74 مليون طن متري)، مع مبيعات إضافية إلى كوريا الجنوبية وتايلاند بلغت 1.07 مليون طن متري (39.3 مليون بوشل).
وسجلت صادرات القمح الأحمر الشتوي الناعم (SRW) ثاني أعلى مستوى لها خلال عشر سنوات، حيث بلغت نحو 121 مليون بوشل (3.29 مليون طن متري)، متجاوزة متوسط السنوات الخمس الأخيرة.
وكان هذا الصنف الأكثر تنافسية من حيث السعر عالميًا، خاصة بين مارس ويونيو 2025، رغم مواجهته للجفاف ودرجات الحرارة المرتفعة.
أما صادرات القمح القاسي (Durum)، فقد انخفضت إلى ثاني أدنى مستوى لها في التاريخ عند 14.4 مليون بوشل (391 ألف طن متري)، رغم الجودة العالية التي سجلتها مناطق السهول الشمالية وصحراء الجنوب.
التوقعات تشير إلى تزايد الطلب في الموسم الجديد
رغم المنافسة العالمية القوية، أظهرت السوق الأمريكية مرونة واضحة بفضل وفرة المعروض والأسعار التنافسية.
وقد أثبت المزارعون الأمريكيون والقطاع الزراعي قدرتهم على الصمود رغم التقلبات الاقتصادية والصراعات الجيوسياسية والجفاف الممتد.
وتُظهر بيانات وزارة الزراعة الأمريكية (WASDE – يونيو 2025) أن نسبة المخزون العالمي إلى الاستخدام تراجعت إلى 32%، وهي النسبة الأدنى منذ موسم 2007/2008، ما يشير إلى فرصة حقيقية لزيادة الطلب على القمح الأمريكي في الموسم المقبل.
ويُتوقع أن تستمر الولايات المتحدة في استعادة حصتها السوقية العالمية مع تحسن جودة المحاصيل واستقرار الأسعار، خصوصًا مع استمرار تقلبات الإمداد من منافسين رئيسيين.
قد يهمك أيضا:-
