جولد بيليون: الذهب يخسر قمته رغم استمرار الحرب الإيرانية الإسرائيلية

شهدت أسعار الذهب حالة من الاستقرار خلال تداولات اليوم الثلاثاء، وذلك عقب التراجع الذي سجلته في الجلسة السابقة، وسط تصاعد المخاوف من إمكانية تورط الولايات المتحدة في الحرب الدائرة بين إيران والكيان الصهيوني، بالإضافة إلى ضبابية المشهد حول احتمالية التوصل إلى وقف إطلاق النار.

ووفقًا لتقرير صادر عن شركة جولد بيليون، تداولت أونصة الذهب اليوم عند نفس مستوى الافتتاح البالغ 3388 دولارًا، بعد أن سجلت أعلى مستوى خلال الجلسة عند 3403 دولارات، وأدنى مستوى عند 3373 دولارًا. يأتي هذا بعد أن لامست الأونصة أمس أعلى مستوياتها في شهرين عند 3451 دولارًا، قبل أن تتراجع بشكل حاد وتغلق الجلسة دون مستوى 3400 دولار، مسجلة انخفاضًا بنسبة 1.4%.

تصعيد أمريكي وتحذيرات من تفاقم الأزمة

أطلق الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مساء أمس الاثنين تحذيرًا بضرورة “إخلاء طهران فورًا”، وهو ما زاد من التوتر والمخاوف بشأن احتمالية حدوث تصعيد عسكري وشيك. ورغم هذه التصريحات التصعيدية، أكّد البيت الأبيض أن الولايات المتحدة لا تعتزم التدخل العسكري المباشر في النزاع.

من ناحية أخرى، أظهرت تقارير إعلامية أن واشنطن لا تزال منفتحة على خيار التفاوض مع طهران، رغم إلغاء المحادثات النووية التي كانت مقررة في نهاية الأسبوع الماضي. وتشير التقارير إلى أن هناك جهودًا لعقد محادثات جديدة تتناول موضوع وقف إطلاق النار والملف النووي الإيراني، لكن دون تحديد جدول زمني حتى الآن.

حالة السوق بين التصعيد والتهدئة

تتأرجح معنويات السوق العالمي للذهب بين آمال التهدئة ومخاوف التصعيد، وهي حالة تسببت في تقلبات حادة في أسعار الذهب، التي تراجعت دون مستوى 3400 دولار. ومع ذلك، فإن استمرار التوترات الجيوسياسية، إلى جانب عدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية العالمية، يقدمان دعمًا للأسعار، ويُبقيان الذهب مرشحًا للعودة إلى قمته التاريخية عند 3500 دولار للأونصة.

أنظار المستثمرين على البنك الفيدرالي الأمريكي

تتجه أنظار الأسواق إلى اجتماع البنك الفيدرالي الأمريكي، الذي يبدأ اليوم ويستمر ليومين، حيث تشير التوقعات إلى أن البنك سيبقي على أسعار الفائدة دون تغيير. لكن الاهتمام الأكبر سينصبّ على تصريحات رئيس البنك، جيروم باول، بشأن التوجهات المستقبلية لأسعار الفائدة، في ظل التغيرات الاقتصادية المتسارعة.

ورغم عدم ظهور تأثير واضح للأزمة الجمركية الحالية على معدلات التضخم والنمو الاقتصادي الأمريكي، إلا أن سياسة الفيدرالي القائمة على التريث والمراقبة تساهم في زيادة حالة الترقب داخل الأسواق، خاصة مع تأثير هذه السياسات على تحركات الذهب.

توقعات بزيادة احتياطات الذهب عالميًا

في سياق متصل، كشف مجلس الذهب العالمي في دراسة حديثة أن 73 بنكًا مركزيًا حول العالم يتوقعون زيادة احتياطاتهم من الذهب خلال السنوات الخمس المقبلة، مقابل تراجع متوقع في احتياطاتهم من الدولار الأمريكي.

وأظهرت نتائج الدراسة أن 76% من هذه البنوك تتوقع زيادة حصة الذهب ضمن احتياطاتها النقدية، مقارنة بـ69% في العام الماضي، فيما يتوقع نحو ثلاثة أرباع المشاركين تراجع احتياطاتهم من الدولار خلال الفترة ذاتها، مقابل 62% العام الماضي.

وأوضح المجلس أن الأداء الإيجابي للذهب خلال الأزمات، إضافة إلى دوره كأداة تحوط من التضخم وتنويع المحافظ الاستثمارية، يدفع البنوك المركزية لمواصلة تعزيز احتياطاتها من الذهب.

محليًا، شهدت أسعار الذهب في السوق المصرية استقرارًا ملحوظًا خلال تداولات اليوم، بعد الانخفاض الحاد الذي سجلته أمس نتيجة تراجع سعر الذهب العالمي وانخفاض سعر صرف الدولار مقابل الجنيه المصري.

وافتتح الذهب عيار 21، الأكثر تداولًا في مصر، جلسة اليوم عند مستوى 4830 جنيهًا للجرام، وانخفض بشكل طفيف إلى 4825 جنيهًا وقت إعداد التقرير، وذلك بعد أن خسر 90 جنيهًا من قيمته أمس، حيث أغلق عند 4830 جنيهًا بعد أن افتتح تداولاته عند 4920 جنيهًا.

ويُعزى استقرار سعر الذهب المحلي اليوم إلى حركة الذهب العالمية العرضية، بالإضافة إلى تراجع سعر الدولار، وهو ما أدى إلى تقليص قوة تسعير الذهب محليًا.

تقلبات الدولار تؤثر على أسعار الذهب في السوق المصري

كان الذهب المحلي قد شهد ارتفاعًا كبيرًا في بداية الأسبوع، مدفوعًا بارتفاع سريع في سعر صرف الدولار نتيجة خروج بعض الاستثمارات الأجنبية من أدوات الدين المصرية في أعقاب التصعيد العسكري بين إيران والكيان الصهيوني. إلا أن الطلب على الدولار تراجع سريعًا، ما أدى إلى استقرار نسبي في سعر الصرف خلال تداولات اليوم، وساهم في استقرار أسعار الذهب.

وقد تسبب هذا التراجع المفاجئ في سعر الذهب المحلي خلال جلسة الأمس، قبل أن يشهد اليوم حالة من الهدوء النسبي، في ظل ترقب المستثمرين لتطورات الحرب الجارية في الشرق الأوسط، وكذلك قرارات البنك الفيدرالي الأمريكي.

توقعات مستقبلية لحركة الذهب

على الصعيد العالمي، لا تزال حالة الترقب بشأن إمكانية وقف إطلاق النار بين إيران والكيان الصهيوني، إلى جانب انتظار نتائج اجتماع الفيدرالي الأمريكي، تمثل عوامل رئيسية في توجيه بوصلة أسعار الذهب خلال الأيام المقبلة.

أما محليًا، فيستمر الاستقرار الحذر في أسعار الذهب، بعد الانخفاض الذي شهده السوق أمس، وسط تأثر مباشر بحركة الأسعار العالمية وسعر صرف الدولار، حيث أغلق عيار 21 عند 4830 جنيهًا للجرام، ويحاول الذهب الآن تجميع الزخم اللازم لتحديد اتجاهه المستقبلي، سواء صعودًا أو هبوطًا.

قد يهمك ايضا

استقرار أسعار الذهب مع تحرك طفيف في بعض الأعيرة اليوم الاثنين 16-6-2025 

إيهاب واصف: ارتفاع ملحوظ في أسعار الذهب محليًا خلال أسبوع

ارتفاع جديد في عيار 21: أحدث أسعار الذهب اليوم الأحد 15-6-2025 

 جولد بيليون: ارتفاع الذهب العالمي بعد توقف الدولار عن الصعود

جولد بيليون: الذهب عند أعلى مستوى خلال أسبوع بسبب توترات الشرق الأوسط

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى