الدولة تتحول إلى أدوات تمويل ذكية: استراتيجية جديدة لإدارة الأصول

أكد أيمن الصاوي، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “بكرة القابضة”، أن قرار نقل ملكية قطعة أرض استراتيجية في منطقة رأس شقير، الواقعة على ساحل البحر الأحمر وتبلغ مساحتها حوالي 174.4 مليون متر مربع، من الدولة إلى وزارة المالية.

يمثل تحولًا استراتيجيًا بارزًا في نهج إدارة الأصول الحكومية. وتندرج هذه الخطوة ضمن رؤية أشمل تهدف إلى خفض الدين العام، وتمويل المشروعات الكبرى من خلال أدوات مالية مبتكرة وغير تقليدية.

الصكوك السيادية: استثمار دون تفريط

أوضح الصاوي أن هذا التوجه يعكس اعتماد الدولة على الصكوك السيادية كأداة مالية متقدمة، تتيح تحويل الأصول إلى مصادر تمويل دون التفريط فيها. وعلّق بالقول: “الصكوك السيادية ببساطة تقول للمستثمر: لدي أصل ثابت يدرّ عائدًا مستقرًا.

ويمكنك الاستفادة من هذا العائد لفترة محددة مقابل تمويل يتم ضخه اليوم في مشروعات الدولة”.

وأضاف أن هذا النموذج يقوم على رهن العائدات المستقبلية للأصل وليس الأصل ذاته، ما يضمن تدفقات نقدية فورية مع الحفاظ الكامل على ملكية الدولة للأرض.

وأشار إلى أن هذا النموذج يختلف كليًا عن نماذج سابقة مثل مشروع رأس الحكمة، الذي اعتمد على البيع المباشر للأرض. أما في حالة رأس شقير، فقد صدر قرار جمهوري بتخصيص الأرض بهدف توريق إيراداتها، لا بيعها.

طرح شفاف واستثمار استراتيجي

وفيما يتعلق بآلية تنفيذ المشروع، أكد الصاوي أن وزارة المالية، بصفتها الجهة المسؤولة عن إدارة الأصول الخاصة بالدولة، ستقوم بطرح الصكوك السيادية لمستثمرين استراتيجيين، ضمن إصدارات مالية ترتبط بمشروعات واضحة في المنطقة ذاتها، ما يعزز من الشفافية ويضمن الجدوى الاقتصادية.

كما شدد على أن الاعتبارات الأمنية لم تغب عن هذا التحرك، إذ تم الحفاظ على التواجد العسكري في المناطق ذات الأهمية الاستراتيجية، بما يضمن التوازن بين الاستثمار والمصالح الوطنية.

نحو استثمار ذكي ومستدام

اختتم الصاوي تصريحاته بالتأكيد على أن الدولة لا تقوم ببيع أصولها أو التفريط فيها، بل تعمل على توظيفها بذكاء في إطار تمويل مستدام. وقال: “نحن لا نبيع أصولنا، بل نحسن إدارتها ونحوّلها إلى أدوات تمويل ذكية ومستدامة.

الصكوك السيادية لم تعد رفاهية، بل أصبحت ضرورة تمويلية تتيح لنا تجنّب الاقتراض التقليدي”.

وختم قائلاً: “هل تصبح رأس شقير رأس حكمة جديدة؟ قد يجيب الزمن على هذا السؤال، لكن المؤكد أننا ندخل مرحلة جديدة من الاستثمار الرشيد في موارد الدولة”.

المزيد ايضا: 

Bokra والجامعة الكندية تطلقان صندوقًا بقيمة 10 ملايين جنيه لدعم صناع التغيير

«إنفستجيت» تُصدر توصيات أفضل السبل لاستغلال الإمكانيات الاستثمارية للعقارات بمصر

وزارة المالية تعلن موعد صرف مرتبات يونيو وتطبيق زيادات الأجور بدءًا من يوليو

الدكتور سيد إسماعيل: إدارة الحمأة على رأس أولويات قطاع المرافق بوزارة الاسكان

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى