
شارك الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، في جلسة رفيعة المستوى ضمن فعاليات قمة “الآلات يمكنها أن ترى” (Machines Can See 2025) التي تنعقد في مدينة دبي.
في إطار “أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي”، بحضور نخبة من وزراء التكنولوجيا والاتصالات من عدد من الدول، وقادة الشركات التكنولوجية الكبرى.
وخلال كلمته، أعلن الوزير عن إطلاق مصر للإصدار الثاني من استراتيجيتها الوطنية للذكاء الاصطناعي، استكمالاً لما تحقق منذ إطلاق الإصدار الأول في عام 2021.
مؤكداً أن الدولة تتبنى نهجاً شاملاً في توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز التنمية المجتمعية، ودعم الكفاءات البشرية، وتطوير قطاعات حيوية.
نقلة نوعية في ترتيب مصر عالمياً بمجال الذكاء الاصطناعي
أشار الوزير إلى أن الاستراتيجية الأولى ساهمت في صعود مصر 46 مركزاً في مؤشر جاهزية الذكاء الاصطناعي الصادر عن مؤسسة “أكسفورد إنسايت” خلال خمس سنوات.
حيث أصبحت مصر في المرتبة 65 من بين 188 دولة في عام 2024، ما يعكس جهود الدولة في تبني أحدث التقنيات الرقمية.
برامج تدريبية مكثفة تستهدف 500 ألف متدرب سنوياً
أكد الدكتور طلعت أن مصر تشهد توسعاً غير مسبوق في برامج بناء القدرات الرقمية، من خلال تقديم منح تدريبية مجانية لجميع الفئات العمرية بالتعاون مع القطاع الخاص والجامعات.
حيث تضاعفت البرامج التدريبية أكثر من 25 مرة، وتستهدف حالياً تدريب نصف مليون متدرب سنوياً في مجال الذكاء الاصطناعي.
وأضاف أنه تم إنشاء 23 مركزاً لـ”إبداع مصر الرقمية”، إلى جانب كليات متخصصة في الذكاء الاصطناعي، ومنح للماجستير المهني، لتوفير بيئة تعليمية وتدريبية متكاملة.
حلول مجتمعية مبتكرة وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي
تطرق الوزير إلى مركز الابتكار التطبيقي الذي يعمل على تطوير حلول ذكاء اصطناعي لمواجهة التحديات في مجالات الصحة والزراعة، بالتعاون مع المجتمع الأكاديمي والصناعي.
كما استعرض إطلاق الميثاق المصري للذكاء الاصطناعي المسؤول عام 2023، والمشاركة الفاعلة في وضع استراتيجية عربية موحدة، وأطر أخلاقية بالتعاون مع اليونسكو ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
دمج الذكاء الاصطناعي في الخدمات الحكومية عبر “منصة مصر الرقمية”
أوضح الوزير أن أحد المحاور الرئيسية للاستراتيجية الجديدة هو تمكين 36% من المواطنين من استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي خلال خمس سنوات.
مع التركيز على تطوير تطبيقات باللغة العربية الفصحى واللهجات المحلية لضمان سهولة الوصول، وسيتم دمج هذه التطبيقات ضمن منصة مصر الرقمية لتوفير خدمات ذكية للمواطنين.
الربط القومي وتعزيز البنية التحتية الرقمية
أكد الوزير أن البنية التحتية القوية هي حجر الأساس لاستراتيجية الذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى أن مصر أصبحت نقطة ارتكاز عالمي لحركة البيانات، حيث تمر بها 90% من حركة البيانات بين الشرق والغرب، ونحو 20% من حركة البيانات العالمية.
كما أوضح أن تحسين خدمات الإنترنت كان أولوية، إذ ارتفعت سرعة الإنترنت الثابت لأكثر من 15 ضعفاً خلال السنوات الست الماضية، لتصبح مصر الأولى إفريقياً من حيث السرعة، والثانية من حيث أقل تكلفة، فضلاً عن ربط أكثر من 850 قرية بشبكة الألياف الضوئية ضمن مشروع “حياة كريمة”، مع خطة للوصول إلى 1400 قرية قريباً.
لقاءات ثنائية مع وزراء من الإمارات وآسيا لتعزيز التعاون الدولي
عقد الدكتور طلعت اجتماعاً مع وزير دولة للذكاء الاصطناعي بالإمارات عمر سلطان العلماء، حيث تم التأكيد على أهمية التعاون الثنائي في تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ومشاركة الخبرات بين البلدين.
كما أجرى لقاءات ثنائية مع وزراء من ماليزيا، إندونيسيا، وكازاخستان، لبحث سبل التعاون في مجالات التكنولوجيا والتنمية الرقمية.
قمة “الآلات يمكنها أن ترى”: منصة إقليمية لمستقبل الذكاء الاصطناعي
شهدت القمة حضور الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، وعدد من الوزراء والخبراء الدوليين وقادة شركات التكنولوجيا.
وتعد قمة “الآلات يمكنها أن ترى” من أكبر الفعاليات المعنية بمناقشة مستقبل الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط، حيث تناقش أهمية استخدام التقنيات الحديثة لبناء عالم أكثر استدامة وأمانًا.
قد يهمك أيضاً:-