
ارتفعت أسعار الذهب العالمية إلى مستويات غير مسبوقة خلال تداولات اليوم الثلاثاء، مدفوعة بتزايد التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، إلى جانب المخاوف المرتبطة بأزمة التعريفات الجمركية الأمريكية، ما عزز الطلب على الملاذات الآمنة.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاعًا بنسبة 0.7%، ليصل إلى 3028 دولارًا للأونصة، محققًا أعلى مستوى تاريخي جديد بعد أن افتتح تداولات اليوم عند 3001 دولار للأونصة، ويتداول حاليًا عند 3021 دولارًا للأونصة، وفقًا لتقرير جولد بيليون.
مكاسب الذهب المستمرة منذ بداية العام
واصل الذهب مكاسبه لليوم السادس على التوالي، حيث ارتفعت قيمته بنسبة 15% منذ بداية العام، وذلك في ظل استمرار الطلب القوي على الأصول الآمنة وسط تصاعد التوترات الاقتصادية والسياسية.
كما تأثرت الأسواق بقرارات التعريفات الجمركية، حيث تم فرض ضريبة بنسبة 25% على الصلب والألومنيوم في فبراير، مع توقع تنفيذ رسوم جمركية متبادلة في 2 أبريل.
أشار مجلس الذهب العالمي إلى أن الذهب قد يواجه بعض الاستقرار بعد وتيرة الارتفاعات الأخيرة، إلا أن العوامل المحفزة مثل التضخم المرتفع، وانخفاض أسعار الفائدة، وضعف الدولار الأمريكي، تظل عوامل داعمة للطلب الاستثماري عليه.
كما أكد المجلس أنه إذا استمر الذهب فوق حاجز 3000 دولار للأونصة خلال الأسبوعين المقبلين، فقد يعزز ذلك عمليات الشراء بشكل أكبر.
من جهة أخرى، رفع بنك ANZ توقعاته لسعر الذهب على المدى القريب، حيث توقع أن يصل سعر الأونصة إلى 3100 دولار خلال الثلاثة أشهر المقبلة، وإلى 3200 دولار خلال الأشهر الستة القادمة، مستندًا إلى تصاعد التوترات الجيوسياسية والتجارية، وتوجه البنوك المركزية نحو تخفيف السياسة النقدية.

التوترات في الشرق الأوسط تدعم الطلب على الذهب
تجددت التوترات في الشرق الأوسط بعد أن خرق الكيان الصهيوني اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في يناير، حيث شن غارات جوية على أهداف لحركة حماس في غزة. وأدت هذه التطورات إلى زيادة الطلب على الذهب كملاذ آمن، مما عزز استقراره فوق مستويات 3000 دولار للأونصة.
تتجه الأنظار حاليًا نحو اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، والذي يستمر ليومين، وسط توقعات بعدم تغيير أسعار الفائدة. ومع ذلك، يتوقع المستثمرون أن يقوم البنك بتخفيف موقفه المتشدد في ظل تصاعد حالة عدم اليقين الاقتصادي.
وفي سياق متصل، أعلن مجلس الذهب العالمي أن التدفقات النقدية إلى صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب سجلت ارتفاعًا للأسبوع السابع على التوالي، حيث بلغت 32.7 طنًا من الذهب خلال الأسبوع المنتهي في 14 مارس.
شهدت أسعار الذهب المحلية في مصر ارتفاعًا ملحوظًا خلال تداولات اليوم، بدعم من صعود الأسعار العالمية إلى مستويات غير مسبوقة. وعلى الرغم من التراجع التدريجي في سعر صرف الدولار أمام الجنيه المصري في البنوك الرسمية، إلا أن هذا التراجع لم يحد من تأثير ارتفاع الذهب العالمي.
افتتح الذهب عيار 21 – وهو الأكثر تداولًا في السوق المحلية – تداولات اليوم الثلاثاء عند 4260 جنيهًا للجرام، قبل أن يستقر حاليًا عند 4255 جنيهًا للجرام. وكان قد سجل ارتفاعًا قدره 15 جنيهًا خلال جلسة الأمس، حيث أغلق عند 4230 جنيهًا للجرام بعد أن بدأ الجلسة عند 4215 جنيهًا للجرام.
تراجع الطلب المحلي على الذهب وسط زيادة الصادرات
رغم الارتفاع المستمر في الأسعار، يشهد الطلب المحلي على الذهب تراجعًا ملحوظًا، حيث أصبح المعروض من الذهب أعلى من الطلب نتيجة ارتفاع أسعاره، مما أدى إلى زيادة عمليات تصدير الذهب لتعويض التباطؤ في المشتريات المحلية.
واصل الذهب العالمي ارتفاعه إلى مستويات تاريخية جديدة مدفوعًا بتجدد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، مما عزز الطلب عليه كملاذ آمن.
أما في السوق المحلية، فقد تمكن الذهب عيار 21 من تحقيق مكاسب إضافية، متجاوزًا قمته السابقة التي سجلها أمس عند 4230 جنيهًا للجرام، ليصل اليوم إلى 4260 جنيهًا للجرام. وتترقب الأسواق الآن ما إذا كان الذهب المحلي سيستمر في الصعود أم سيدخل في مرحلة تصحيح سعري.
أقرا المزيد|
جولد بيليون: رغم التراجع الطفيف.. الذهب يحافظ على بريقه فوق 3000 دولار للأونصة
جولد بيليون: الذهب يحقق قمة تاريخية جديدة عالميًا.. الأوقية تكسر 3000 دولار
جولد بيليون: الذهب مستقر عالميًا مدعومًا بتراجع الدولار لأدنى مستوى في 4 أشهر
جولد بيليون: حركة محدودة للذهب العالمي بعد هبوط كبير وصناديق أمريكا الشمالية تسجل تدفقات بـ48.8 طن