
كشف المهندس محمد عويضة، رئيس جمعية مصنعي القاهرة الجديدة، أن مصر تنتج يوميًا 34 مليون متر مكعب من مياه الشرب عبر محطات المياه المختلفة، إلا أن 10% من هذه الكمية، أي ما يعادل 3 ملايين متر مكعب يوميًا، تُستخدم في عمليات التنظيف العكسي لخطوط الإنتاج داخل المحطات، ليتم تصريفها بعد ذلك في المصارف العمومية.
وأوضح أن التحدي الأكبر يكمن في كيفية استعادة أكبر قدر ممكن من هذه المياه المهدرة وجعلها صالحة للشرب مرة أخرى.
المشروع التجريبي، الذي يتم تنفيذه بالتعاون بين شركة مياه الإسكندرية وشركة “تكنو ميتر”، يعتمد على تكنولوجيا ألمانية حديثة، تُستخدم لأول مرة في مصر لمعالجة هذه المياه.
وأكد المهندس نصر الزعبلاوي، نائب رئيس “تكنو ميتر”، أن فريق العمل تمكن باستخدام هذه التقنية من استرداد 90% من المياه المهدرة خلال التجربة التي أُجريت في محطة المنشية 2 بالإسكندرية. وأوضح أن العينات التي خضعت للفحص والتحليل أكدت أن المياه المستعادة تتمتع بجودة تعادل جودة المياه المعدنية، مما يعزز فرص تعميم التجربة على مستوى الجمهورية.

وفي إطار توسيع نطاق المشروع، يجري حاليًا الترتيب لزيارة وفد من وزارة الإسكان والمجتمعات العمرانية، والشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي، للاطلاع على نتائج التجربة في محطة المنشية 2 ودراسة إمكانية تعميم التكنولوجيا على جميع محطات المياه في مصر.
ويؤكد الزعبلاوي أن تعميم هذه التقنية قد يسهم في استعادة حوالي 2.7 مليون متر مكعب يوميًا من المياه النقية، مما يوفر ملايين الجنيهات في تكاليف إنتاج وتنقية المياه، حيث تصل تكلفة تنقية المتر المكعب الواحد من المياه إلى 4 جنيهات.
من جانبه، أوضح عرابي النمر، مدير المبيعات بشركة “تكنو ميتر”، أن هذا المشروع يأتي في إطار تحسين إدارة الموارد المائية، ومواجهة التحديات المرتبطة بندرة المياه، تماشيًا مع توجهات الدولة في الحفاظ على كل نقطة مياه.
كما أشار إلى أن المرحلة التالية لنجاح المشروع ستتضمن تصنيع مستلزمات تنقية المياه محليًا، بهدف تقليل فاتورة الاستيراد وتحقيق الاكتفاء الذاتي، من خلال نقل وتوطين التكنولوجيا الألمانية في مصر.
هذا المشروع يعد خطوة كبيرة نحو تعزيز كفاءة إدارة المياه في مصر، حيث يسهم في تقليل الفاقد، خفض التكاليف، وتحقيق الاستدامة في استخدام الموارد المائية، مما يجعله نموذجًا يجب تعميمه لدعم الأمن المائي المصري.