
في إطار الجهود المصرية نحو تحقيق التنمية المستدامة وفقًا لرؤية مصر 2030 واستراتيجية التنمية الزراعية المستدامة 2030، أكد الدكتور علاء عزوز، رئيس قطاع الإرشاد الزراعي بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، على الدور المحوري للغابات الشجرية في دعم التنمية المستدامة في مصر.
جاء ذلك خلال مشاركته في ورشة العمل الإقليمية بعنوان “الإدارة المتكاملة للغابات: أفضل الممارسات وتبادل المعرفة بين دول الشرق الأدنى والبحر الأبيض المتوسط”، والتي انعقدت في العاصمة المغربية الرباط.
وخلال كلمته، نقل الدكتور عزوز تحيات وتقدير السيد علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، للمشاركين في هذه الفعالية، وأشاد بالدور الهام الذي تقوم به منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) في دعم المبادرات الزراعية والبيئية وتعزيز استدامة الغابات الشجرية في المنطقة.
الغابات الشجرية: عنصر بيئي واقتصادي واجتماعي
وأوضح الدكتور عزوز أن الغابات الشجرية تُعد من الركائز الأساسية للحفاظ على البيئة، حيث تساهم في امتصاص الغازات الدفيئة، الحد من آثار التغير المناخي، وتحسين جودة الهواء. كما أشار إلى أن هذه الغابات توفر موارد طبيعية مستدامة مثل الأخشاب وتسهم في دعم الزراعة العضوية وتقليل الاعتماد على المبيدات الكيميائية، مما يعزز من استدامة النظام الزراعي.
على الصعيد الاجتماعي، أوضح أن الغابات الشجرية تُعد من أهم المصادر التي تخلق فرص عمل جديدة، خاصة في مجالات الزراعة والتشجير، فضلاً عن دورها في تحسين جودة الحياة من خلال زيادة المساحات الخضراء في المناطق الحضرية.
تحديات تواجه الغابات الشجرية
تناول رئيس قطاع الإرشاد الزراعي أبرز التحديات التي تواجه استدامة الغابات الشجرية في مصر، مثل ندرة المياه وارتفاع درجات الحرارة نتيجة تغير المناخ. وأشار إلى أن استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة لري الغابات الشجرية يمثل حلًا مبتكرًا يساهم في توفير موارد مائية غير تقليدية لدعم مشروعات التشجير، دون التأثير على الموارد المائية التقليدية.
وأكد عزوز أهمية تضافر الجهود بين الجهات الحكومية، القطاع الخاص، ومنظمات المجتمع المدني لضمان استدامة الغابات الشجرية. وأضاف أن الحكومة تعمل على وضع السياسات والإجراءات التنظيمية، بينما يساهم القطاع الخاص بالدعم المالي والفني، في حين تسعى منظمات المجتمع المدني لتعزيز الوعي البيئي وتحفيز المشاركة المجتمعية لحماية الغابات.
مبادرة “100 مليون شجرة” ودورها في تحقيق التنمية المستدامة
تطرق عزوز إلى المبادرة الوطنية “100 مليون شجرة”، التي أطلقتها الدولة المصرية بهدف تعزيز الغطاء النباتي على مستوى الجمهورية. وأوضح أن هذه المبادرة تسهم في تحسين جودة الهواء، مكافحة التصحر، وحماية التربة، إلى جانب توفير فرص عمل في مجالات الزراعة والتشجير، مما يدعم الاقتصاد الوطني ويعزز أهداف التنمية المستدامة.
التعاون الإقليمي ودعوة لتعزيز الشراكات
أكد رئيس قطاع الإرشاد الزراعي أن الغابات الشجرية تمثل أحد الدعائم الرئيسية لتحقيق التنمية المستدامة، مشددًا على ضرورة تكثيف التعاون الإقليمي وتبادل الخبرات بين دول المنطقة، بما يضمن مواجهة التحديات البيئية وتحقيق أهداف الأمم المتحدة الإنمائية.
ودعا عزوز إلى تعزيز الشراكات بين الحكومات، القطاع الخاص، ومنظمات المجتمع المدني لضمان حماية الغابات واستدامتها، معربًا عن تطلعه إلى المزيد من التعاون الإقليمي لتحقيق أهداف مشتركة تخدم الأجيال القادمة.
ورشة العمل الإقليمية حول حرائق الغابات
من الجدير بالذكر أن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، بالتعاون مع لجنة غابات البحر الأبيض المتوسط وشبكة حرائق الغابات لمنطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا، نظمت بشراكة مع الوكالة الوطنية للمياه والغابات بالمملكة المغربية ورشة عمل دولية بعنوان “التدبير المتكامل لحرائق الغابات”، خلال الفترة من 12 إلى 15 فبراير.
وشهدت الورشة مشاركة أكثر من 18 دولة من شمال إفريقيا والشرق الأدنى ومنطقة البحر الأبيض المتوسط، وركزت على تبادل الخبرات وأفضل الممارسات في إدارة الغابات ومكافحة الحرائق. كما تطرقت إلى المبادرات الوطنية والإقليمية، بما في ذلك الجهود المغربية لإعادة تأهيل الغابات المتضررة من الحرائق، ما يساهم في تعزيز التعاون الدولي لضمان استدامة الغابات.