جولد بيليون: الذهب يسجل ارتفاعًا سنويًا بنسبة 26.7% في 2024 مدفوعًا بالتوترات الجيوسياسية والطلب الصيني

يتجه الذهب إلى إغلاق إيجابي لعام 2024، مسجلًا ارتفاعًا سنويًا قدره 26.7%، وهو الأكبر منذ عام 2010، بحسب تقرير صادر عن “جولد بيليون”، عززت التوترات الجيوسياسية وارتفاع الطلب الصيني على المعدن الأصفر هذا الأداء المميز، ومن المتوقع أن تستمر هذه العوامل في دعم أسعار الذهب في عام 2025، خاصة مع دخول دونالد ترامب وإدارته الجديدة إلى المشهد السياسي.

شهدت تداولات الذهب العالمية اليوم الاثنين تراجعًا طفيفًا بنسبة 0.4%، حيث سجلت الأونصة أدنى مستوى لها عند 2609 دولار، قبل أن تستقر عند 2612 دولار للأونصة، مقارنة بافتتاح التداولات عند 2622 دولار. يأتي هذا التراجع مع ضعف أحجام التداول في الأسواق العالمية نتيجة لفترة الأعياد واقتراب نهاية العام، فيما يترقب المستثمرون إشارات جديدة بشأن أسعار الفائدة للاحتياطي الفيدرالي والسياسات الجمركية للإدارة الأمريكية القادمة.

على الرغم من التراجع الطفيف خلال الأسابيع الماضية، ظلت التداولات تحت منطقة 2640-2650 دولار للأونصة، وهي منطقة المتوسط المتحرك لـ50 يومًا، ما يشير إلى استقرار نسبي في السوق في ظل الظروف الحالية.

العوامل الرئيسية وراء صعود الذهب في 2024

كان للتوترات الجيوسياسية دور كبير في دفع الذهب إلى تسجيل هذه الارتفاعات القياسية، ومن المرجح أن تبقى هذه التوترات عنصرًا رئيسيًا في تحديد اتجاه الأسعار خلال عام 2025. من جهة أخرى، ساهم الطلب القوي من الصين، سواء من قبل المستهلكين أو البنك المركزي الصيني، في دعم أسعار الذهب خلال النصف الأول من عام 2024، حيث وصلت الأسعار إلى مستويات قياسية مرتفعة.

وعلى الرغم من أن البنك المركزي الصيني أوقف عمليات شراء الذهب لمدة ستة أشهر وخفض وارداته بشكل كبير، إلا أن ذلك لم يعرقل بشكل كبير حركة الذهب العالمية خلال النصف الثاني من العام. توقع تقرير “جولد بيليون” أن يظل الطلب الصيني قويًا في عام 2025، مدفوعًا بالتباطؤ المستمر في قطاع العقارات الصيني وضعف العملة، مما يعزز مكانة الذهب كملاذ آمن.

تأثير السياسات الأمريكية الجديدة وأسعار الفائدة

تشير التوقعات إلى أن الأسواق العالمية ستشهد تداولات عرضية في أسعار الذهب مع بداية العام الجديد، وسط ضعف أحجام التداول ورغبة المستثمرين في عدم فتح مراكز مالية جديدة خلال هذه الفترة الانتقالية. ومع تولي الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة دونالد ترامب مهامها في يناير 2025، يركز المستثمرون على التحولات الكبيرة المحتملة في السياسة الاقتصادية، بما في ذلك التعريفات الجمركية، وإلغاء القيود التنظيمية، وإجراء تغييرات ضريبية قد تؤثر على الأسواق العالمية.

في سياق متصل، قام البنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة بإجمالي 100 نقطة أساس على مدار عام 2024، ما دعم أسعار الذهب بشكل كبير. ومع ذلك، أشار الفيدرالي في اجتماعه الأخير إلى إمكانية تقليل وتيرة خفض الفائدة خلال عام 2025، مع استقرار معدلات التضخم وإمكانية ارتفاعه في ظل القرارات الاقتصادية للإدارة الأمريكية الجديدة.

نظرة مستقبلية للذهب في 2025

يتوقع تقرير “جولد بيليون” أن يستمر الطلب على الذهب مدفوعًا بالعديد من العوامل، بما في ذلك:

  • الطلب الصيني القوي نتيجة ضعف الاقتصاد المحلي وضعف العملة.
  • استمرار التوترات الجيوسياسية التي تدعم مكانة الذهب كملاذ آمن.
  • تأثير السياسات الاقتصادية الأمريكية الجديدة على الأسواق العالمية.

في المجمل، يظل الذهب عنصرًا أساسيًا في استراتيجيات المستثمرين، مع توقعات بمزيد من الاستقرار أو الصعود خلال العام المقبل، خاصة مع التحولات الاقتصادية والجيوسياسية المتوقعة عالميًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى