
يشهد سوق الذرة العالمي تحديات متزايدة بفعل قوة الدولار الأمريكي، الذي أصبح عاملاً مؤثرًا رئيسيًا في تشكيل الأسعار. وبالرغم من البداية الواعدة لمحصول الذرة في الولايات المتحدة، فإن تأثير الدولار قد كبح ارتفاع الأسعار، خاصة بعد تقرير وزارة الزراعة الأمريكية الذي أظهر انخفاضًا طفيفًا في المخزونات.
تمثل صادرات الولايات المتحدة هذا الموسم تحولًا كبيرًا، حيث من المتوقع أن تصل إلى 30 مليون طن في العام المالي 2024/2025، ما يعادل ضعف حجم المبيعات مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
منافسة البرازيل تتراجع بسبب قيود الإنتاج
كانت البرازيل في العام الماضي مصدرًا رئيسيًا للذرة بفضل محاصيل ضخمة وأسعار تنافسية، حيث شحنت 55 مليون طن خلال موسم 2023/2024. إلا أن الظروف تغيرت هذا الموسم، حيث انخفضت قدرة البرازيل التصديرية إلى نحو 40 مليون طن فقط.
الأرجنتين وأوكرانيا تحت وطأة التحديات
تعاني الأرجنتين من تراجع في الإنتاج بسبب انتشار الآفات الزراعية، ما قلل من حجم صادراتها المتوقعة. وفي أوكرانيا، أدت الأزمات الجيوسياسية إلى انخفاض الإنتاج، مما دفع جزءًا كبيرًا من الطلب العالمي نحو الولايات المتحدة.
“السوق العالمي يواجه طلبًا أقوى مما كان متوقعًا، مما قد يضطر وزارة الزراعة الأمريكية إلى مراجعة توقعاتها للصادرات السنوية”، بحسب تقرير صادر عن محللي السوق.
تحديات الأسعار المحلية والدولية
ساهمت انخفاضات أسعار النفط والقمح في الأسابيع الماضية، إلى جانب ارتفاع الدولار، في وضع مزيد من الضغوط على تسعير الذرة في الأسواق الدولية. في حين يظل الطلب المحلي على الذرة مستقرًا، فإن عوامل السوق العالمية تؤدي إلى تقلبات في الأسعار.
موسم مبشر للأرجنتين رغم التحديات
من جهة أخرى، تبدو آفاق محصول الذرة في الأرجنتين للموسم 2024/2025 واعدة، حيث ساعدت الأمطار الأخيرة في تحسين ظروف الزراعة. وفي حين كانت آفة حشرة البصاق تمثل تهديدًا في المناطق الشمالية، فإن السيطرة عليها هذا الموسم تبدو أفضل مقارنة بالسنوات السابقة.
يبدو أن سوق الذرة العالمي يسير نحو مرحلة معقدة من التوازن بين العرض والطلب. ومع تزايد الضغوط الاقتصادية وقيود الإنتاج في عدة دول، قد تضطر الولايات المتحدة لتحمل عبء أكبر لتلبية الطلب العالمي المتزايد، مع استمرار الدولار في لعب دور رئيسي في تحديد ديناميكيات السوق.
للمزيد من الأخبار الاقتصادية عن الأمن الغذائي والزراعة زور صفحتنا على فيسبوك من هنا: