تُعتبر إندونيسيا المنتج والمصدر الأكبر لزيت النخيل في العالم، حيث يدخل زيت النخيل في العديد من المنتجات من الأغذية إلى مستحضرات التجميل.
إلا أن هذا القطاع يسهم بشكل كبير في إزالة الغابات وتغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي، فمنذ بداية توسع مزارع زيت النخيل، أسهم هذا النشاط في فقدان حوالي 3 ملايين هكتار من الغابات القديمة، والتي تمثل حوالي ثلث إجمالي خسارة الغابات في إندونيسيا على مدار العشرين عامًا الماضية.
وما يزيد من الأثر المناخي هو زراعة زيت النخيل على أراضي الخث الغنية بالكربون، حيث يُصدر هذا القطاع حوالي 220 مليون طن من الغازات الدفيئة سنويًا، مما يعادل خمس إجمالي الانبعاثات السنوية في البلاد.
تقدم ملحوظ في الحد من إزالة الغابات خلال العقد الماضي
خلال الفترة من 2018 إلى 2022، حققت إندونيسيا تقدمًا ملحوظًا، إذ بلغ معدل إزالة الغابات لإنتاج زيت النخيل 32,406 هكتارات سنويًا، أي ما يعادل 18% فقط من مستويات الذروة المسجلة قبل عقد من الزمان.
ويعود هذا الانخفاض الملحوظ إلى عدة عوامل، مثل السياسات البيئية، والضغوط العالمية للحد من إزالة الغابات، واهتمام الشركات العالمية بزيادة الاستدامة.
ومع ذلك، شهد عام 2022 ارتفاعًا جديدًا في إزالة الغابات المرتبطة بزيت النخيل بنسبة 18%، مما يشير إلى أن هذا الإنجاز قد يكون هشًا ويحتاج إلى دعم إضافي للحفاظ عليه.
المناطق الأكثر تأثراً
تعتبر مقاطعات كاليمانتان في جزيرة بورنيو الإندونيسية الأكثر تضررًا من توسع مزارع زيت النخيل، حيث تمثل 72% من إجمالي إزالة الغابات، أما جزيرة سومطرة فقد شهدت ارتفاعًا كبيرًا في إزالة الغابات المرتبطة بزيت النخيل، حيث تضاعفت النسبة بأكثر من 3.7 ضعفًا بين عامي 2020 و2022.
ويعود هذا الارتفاع إلى الطلب المتزايد على زيت النخيل من الأسواق الكبرى، وخاصة الصين التي أصبحت المستورد الأول لزيت النخيل الإندونيسي متجاوزةً الاتحاد الأوروبي والهند.
التحديات المرتبطة بالطلب المحلي والعالمي المتزايد
زاد الاستهلاك المحلي لزيت النخيل في إندونيسيا من 32% في عام 2018 إلى 44% في عام 2022، حيث يتم استخدام أكثر من نصفه في إنتاج الديزل الحيوي، مما يعزز من الاعتماد على زيت النخيل ويزيد الضغط على الغابات.
كما أن هناك تزايداً في الطلب من أسواق مثل الصين والهند، واللتين تعتمد سلاسل التوريد فيهما بشكل كبير على زيت النخيل المرتبط بمعدلات إزالة غابات أعلى مقارنة بالزيت المتجه إلى الاتحاد الأوروبي.
الآثار البيئية والحاجة إلى تدخل سياسي
تُشير بيانات منظمة Trase إلى أن الصين وإندونيسيا والهند تمثل 75% من إجمالي تعرض إندونيسيا لإزالة الغابات بسبب زيت النخيل. ومع هذه التوجهات، يُحذر الخبراء من أن التقدم المحرز في الحد من إزالة الغابات قد يكون معرضًا للانتكاس، ما لم يتم اتخاذ إجراءات إضافية للتخفيف من الآثار البيئية.
مستقبل زيت النخيل الإندونيسي
تواجه إندونيسيا تحدياً مزدوجًا في الحفاظ على مكانتها كأكبر منتج لزيت النخيل مع الالتزام بالحفاظ على الغابات، ورغم التقدم المحرز في السنوات الأخيرة، فإن الطلب المتزايد على زيت النخيل من الأسواق الكبرى يشكل خطرًا على البيئة.
تحتاج إندونيسيا وشركاؤها التجاريون إلى وضع سياسات أكثر صرامة لتحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والاستدامة البيئية.
للمزيد من الأخبار الاقتصادية عن الأمن الغذائي والزراعة زور صفحتنا على فيسبوك من هنا: