ارتفاع أسعار الحبوب العالمية: عوامل مؤثرة وتوقعات مستقبلية

بدأت أسعار الحبوب العالمية في الارتفاع بشكل ملحوظ مع بداية شهر أكتوبر، حيث أكد مجلس الإمدادات الزراعية والبستانية أن الأسواق شهدت زيادة ملحوظة في العقود الآجلة، تراوحت بين 1.5% و3.0% خلال الأسبوع الماضي.

هذا الارتفاع جاء نتيجة لعدة عوامل، أبرزها الطقس الجاف الذي يؤثر على الدول المنتجة الرئيسية، بالإضافة إلى تصاعد الأزمات في منطقة الشرق الأوسط وزيادة الطلب العالمي على الحبوب. ومع ذلك، بحلول نهاية الأسبوع، تعرضت الأسعار لبعض الضغوط نتيجة لجني الأرباح وتعزيز الدولار الأمريكي.

وفي سياق آخر، أصدرت وزارة الزراعة الأمريكية تقديراتها لمخزونات الربع الثالث، حيث قدرت مخزونات القمح بحوالي 54.0 مليون طن، متجاوزة توقعات المحللين التي كانت تشير إلى 53.7 مليون طن. في المقابل، سجلت مخزونات الذرة نحو 44.7 مليون طن، وهو ما يقل بنسبة 4.6% عن التقديرات السابقة.

ارتفاع أسعار الحبوب العالمية

تشير التقارير إلى أن الطقس الجاف المستمر في أجزاء من الأرجنتين يؤثر سلبًا على إنتاج القمح، حيث أدى ذلك إلى زيادة المساحات المهجورة من حقول القمح وظهور الآفات، مما قد ينعكس سلبًا على إجمالي الإنتاج. بينما تستمر زراعة الذرة، حيث تم إنجاز 14% من المساحة المستهدفة البالغة 6.3 مليون هكتار حتى الآن.

في أستراليا، أثرت الظروف المناخية القاسية، بما في ذلك الجفاف والصقيع، سلبًا على إمكانيات المحاصيل. ويتوقع الخبراء انخفاض إنتاج القمح لموسم 2024/2025 بأكثر من 1.7 مليون طن عن التقديرات السابقة.

من جهة أخرى، خفضت شركة “سوفيكون” توقعاتها لصادرات القمح الروسي لعام 2024/2025 بمقدار 0.5 مليون طن، لتصل إلى 47.6 مليون طن، نتيجة للأحوال الجوية السيئة التي أثرت على الحصاد. ومع ذلك، تواصل صادرات القمح من روسيا تحقيق تقدم جيد بفضل المخزونات الأعلى.

في مصر، وافقت الهيئة العامة للسلع التموينية على صفقة خاصة لشراء 3.12 مليون طن من القمح من منطقة البحر الأسود خلال الفترة من نوفمبر إلى أبريل.

وعلى نطاق أوسع، تشير التوقعات إلى أن مستويات المخزون المنخفضة في الولايات المتحدة والعائدات الضعيفة في أوروبا قد توفر دعمًا إضافيًا للأسعار في الأمد القريب، على الرغم من أن الإمدادات العالمية تبدو كافية حاليًا.

كما أن تباطؤ زراعة الشعير في أوروبا بسبب الظروف المناخية السيئة قد يخلق نقطة مراقبة طويلة الأجل لهذا المحصول. ومع ذلك، تظل أسعار الشعير في الأمد القريب تتبع الاتجاهات السائدة في سوق الحبوب بشكل عام.

وفي أيرلندا، ارتفعت مستويات زراعة الحبوب في الخريف بشكل كبير مقارنةً بالعام الماضي، مدعومة بالظروف الجوية الممتازة في سبتمبر، ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه في الأيام المقبلة.

للمزيد من الأخبار الاقتصادية عن الأمن الغذائي والزراعة زور صفحتنا على فيسبوك من هنا:

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى