بريطانيا تواجه أحد أسوأ مواسم الحصاد: تحليل يعكس أزمة زراعية حادة

تشير التقارير الأخيرة إلى أن بريطانيا قد تواجه أحد أسوأ مواسم الحصاد في تاريخها، وذلك بعد هطول أمطار قياسية في الشتاء الماضي التي أثرت بشدة على إنتاج المحاصيل.

من المتوقع أن يكون هذا الموسم ضمن أسوأ ثلاثة مواسم حصاد منذ بدء تسجيل البيانات في عام 1983، متفوقًا فقط على عامي 2020 و2001.

انخفاض كبير في إنتاج المحاصيل

وفقًا لتحليل بيانات حكومية، يُتوقع أن ينخفض إجمالي الحصاد بأكثر من 13%، وهو ما يعادل ثلاثة ملايين طن أقل من متوسط السنوات الخمس الأخيرة. ويُتوقع أن يبلغ إنتاج القمح في إنجلترا وحدها حوالي 2.2 مليون طن، مسجلاً انخفاضًا حادًا بنسبة 18% مقارنة بعام 2023.

تأثير الطقس المتطرف على الزراعة

استخدمت وحدة استخبارات الطاقة والمناخ (ECIU) بيانات مؤقتة من مناطق المحاصيل الخاصة بالقمح والشعير والشوفان واللفت الزيتي، جنبًا إلى جنب مع توقعات الإنتاج من مجلس تنمية الزراعة والبستنة (AHDB). وعلق توم لانكستر، المحلل الزراعي في وحدة البحوث الزراعية الدولية، قائلاً: “كان هذا العام عامًا استثنائيًا، ولا يمكن نسيانه بسهولة من قبل المزارعين في بريطانيا.”

وأوضح لانكستر أن “الصيف اللطيف الأخير لم يستطع تعويض ستة أشهر من الأمطار المتواصلة في الشتاء، والتي أصبحت آثارها واضحة الآن.” وأشار إلى أن المزارعين هم أول من يشعر بتأثيرات تغير المناخ، مما أدى إلى ارتفاع فواتير الغذاء وزيادة الاعتماد على الواردات.

ثقة المزارعين تصل إلى أدنى مستوياتها

تأتي هذه التوقعات في وقت تتراجع فيه ثقة المزارعين إلى مستويات غير مسبوقة. وفقًا لمسح سنوي أجراه الاتحاد الوطني للمزارعين، الذي صدر في مايو، وصلت الثقة في المدى القصير والمتوسط إلى أدنى مستوياتها منذ بدء التسجيل في عام 2010. وأعرب مارتن لاينز، المزارع والرئيس التنفيذي لشبكة الزراعة الصديقة للطبيعة، عن قلقه الشديد قائلاً: “لم أشهد عامًا مثل هذا من قبل. الطقس المتطرف يجعل الزراعة أكثر صعوبة ويشكل تهديدًا رئيسيًا لأمننا الغذائي.”

الحاجة إلى دعم المزارعين

وأكد لاينز أن المزارعين يحتاجون إلى دعم لمواجهة التحديات المتزايدة، سواء من الجفاف أو الفيضانات. وقد أدى الطقس غير المستقر بالفعل إلى زيادة فواتير الغذاء وتعميق الاعتماد على الواردات، مما يعزز الحاجة إلى استراتيجيات زراعية جديدة تدعم القطاع الزراعي في مواجهة التغيرات المناخية المستمرة.

مستقبل الزراعة في ظل التغيرات المناخية

مع تفاقم أزمة تغير المناخ، تزداد أهمية الاستعدادات المستقبلية لمواجهة الطقس المتطرف. تعمل منصات مثل AgriSupp، التي طورتها شركة UkrAgroConsult، على توفير معلومات استخباراتية دقيقة تساعد المزارعين في اتخاذ القرارات بناءً على بيانات وتحليلات الأسواق الزراعية، مما يدعم استمرارية الإنتاج الغذائي في الظروف الصعبة.

خلاصة

تواجه بريطانيا تحديات زراعية كبيرة هذا الموسم، حيث تضافرت العوامل المناخية السلبية مع انخفاض ثقة المزارعين، مما قد يؤدي إلى أزمة في إنتاج الغذاء وزيادة الاعتماد على الواردات. من الضروري تقديم الدعم اللازم للمزارعين لمساعدتهم في التكيف مع هذه الظروف غير المسبوقة، وضمان استمرار الأمن الغذائي للبلاد.

للمزيد من الأخبار الاقتصادية عن الأمن الغذائي والزراعة زور صفحتنا على فيسبوك من هنا:

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى