حوار| رئيس بنك الطعام لـ«بيزنس 24»: تعاقدنا على زراعة 200 فدان في الوادي الجديد.. ونخطط لتوطين زراعة العدس

تعاقد بنك الطعام مع محافظة الوادي الجديد ووزارة التضامن الاجتماعي على زراعة 200 فدان في محافظة الوادي الجديد بالمحاصيل الاستراتيجية، كما يسعى البنك في التوسع في زراعة الأرز المقاوم للجفاف، وتوطين زراعة العدس في مصر.

ويخطط بنك الطعام إلى زيادة عدد وجبات طلاب المدارس والحضانات للوصول بها إلى 100 ألف طفل شهريًا، والتوسع في الإنتاج الزراعي والداجني والسمكي.

قال محسن سرحان الرئيس التنفيذي لبنك الطعام المصري، إن الـ200 فدان هو مشروع مشترك بين بنك الطعام ووزارة التضامن ومحافظة الوادي الجديد. لتحويلها إلى وقف مستدام لمركز الفرافرة مخصصة لزراعة محاصيل استراتيجية.

وأضاف «سرحان» في حواره لـ«بيزنس 24»، أنه تم الاتفاق على بيع الإنتاج وتخصيص ريعه إلى خدمة الفقراء في مركز الفرافرة، فيما يخصص جزء منها يتم توزيعه في الكراتين الغذائية من بنك الطعام.

جاء الحوار على هامش فعالية رئاسة بنك الطعام المصري للإجتماع التشاوري للمجتمع المدني تحت عنوان «استراتيجيات عملية لنظم غذائية زراعية مستدامة في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا».

ويستضيف وينظم بنك الطعام المصري الفعالية بالتعاون مع اتحاد مزارعي المغرب العربي وشمال أفريقيا والجمعية الزراعية العمانية والجمعية العربية لوقاية النباتات، وبالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) Food and Agriculture Organization of the United Nations (FAO).

وقال إن أبرز مستهدفات بنك الطعام المصري خلال العام الجاري هو التوسع بشكل أكبر في الإنتاج الزراعي، خاصة في ظل ارتفاع أسعار المواد الغذائية.

وأضاف «سرحان»: «من المنطقي التوسع في دمج صغار المزارعين في سلاسل الإمداد، كما بدأ البنك منذ عام ونصف في هذا الأمر، ولن يقتصر على المزارعين بل سيضم المنتجين والمربين».

شراء 2 مليون دجاجة سنويًا

ولفت إلى أن معظم الدواجن التي يشتريها بنك الطعام والتي تقدر بنحو مليوني دجاجة سنويًا هي من إنتاج السيدات في المناطق الريفية، حيث يوفر بنك الطعام لهم الكتاكيت والأعلاف ويعاود البنك الشراء منهم بعد ذلك.

وقال إن بنك الطعام يعتمد على توفير 100% من احتياجات البلح من مزارعي الحيازات الصغيرة في محافظتي أسوان وقنا. كما يتم توفير 100% من احتياجات بنك الطعام من شراء الفاصوليا البيضاء من صغار المزارعين من محافظة البحيرة.

اقرأ أيضًا:

365 يوماً من العمل الخيري والتنموي المتواصل لبنك الطعام المصري خلال 2023

«بنك الطعام المصري» يعقد شراكات استراتيجية مع جمعيات المرحلة الثانية

ولفت إلى اعتماد بنك الطعام على زراعات تعاقدية مع صغار المزارعين بأسعار عادلة لتوفير هذه الاحتياجات، ويوفر احتياجاته من المحاصيل والحبوب بنحو 70% زراعات تعاقدية ونحو 30% من المساحات الزراعية الخاصة بالبنك.

وذكر أن بنك الطعام يشتري من المزارعين بأسعار أعلى من السوق في بعض الأحيان حال الالتزام بالإرشادات الزراعية المطلوبة، ومعدلات زيادة الإنتاجية.

وكشف أن بنك الطعام يعتمد على المزارع السمكية في الوادي الجديد المملوكة للبنك لتوفير احتياجات البنك من الأسماك، كما يعمل البنك حاليًا على التوسع في الإنتاج الدواجني.

مساعي لتوطين زراعة العدس في مصر

وذكر أن بنك الطعام يسعى لتوطين زراعة العدس في مصر خلال الفترة الحالية، حيث تعتمد مصر على استيراد أكثر من 90% من احتياجاتها من العدس في ظل ارتفاع أسعاره إلى مستويات قياسية.

خطة للتوسع في زراعة الأرز المقاوم للجفاف

وكشف أن البنك يسعى ايضًا على التوسع في زراعة الأرز في المناطق الجافة، لكن الأمر يحتاج إلى تنسيق كبير مع أكثر من وزارة للوصول إلى أفضل النتائج.

لفت إلى وجود أكثر من سلالة للأرز المقاوم للجفاف وتم اختبارها للزراعة في مصر لكن لم يتم تعميم زراعتها حتى الآن.

زراعة دوار الشمس وفول الصويا

وقال: «الأرز والزيت تعتبر أهم المحاصيل التي يحتاجها البنك ولها أولوية في توفيرها؛ لذا يسعى البنك إلى التوسع في زراعتهم من خلال المزارع التابعة له لزراعة دوار الشمس وفول الصويا لتحويلها إلى زيوت».

دعم شهري لـ100 ألف أسرة

كما يقدم البنك دعمًا شهريًا لنحو 100 ألف أسرة من الأسر الأكثر احتياجًا غير قادرين على العمل، من كبار السن وذوي الإعاقة التي تمنعهم عن العمل، فضلا عن سيدات معيلات تعمل بالفعل لكن دخلهن الشهري غير كافٍ لتحقيق الأمن الغذائي لأطفالهن.

ولفت إلى أن عمل بنك الطعام المصري يعمل بالتكامل مع برامج الدولة من تكافل وكرامة ودعم الخبز وغيرها من برامج الدعم للأسر الأكثر احتياجًا، لسد فجوة نقص الغذاء.

يركز أعماله خلال العام الجاري على برنامج تغذية الأطفال سواء في المدارس والتعليم الابتدائي، حيث جدد بنك الطعام بروتوكول التعاون مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني.

وأشار «سرحان» إلى أن البنك يعمل على توفير الأغذية للأطفال في الحضانات الأهلية التابعة لوزارة التضامن الاجتماعي.

توفير وجبات إلى 100 ألف طفل شهريًا من طلاب المدارس والحضانات

وكشف أن بنك الطعام يوفر أغذية لنحو 60 ألف طفل يوميًا من المدارس والحضانات المصرية بتوفير وجبة يوميًا، فيما يسعى البنك لتوفير الوجبات إلى 100 ألف طفل يوميًا خلال العام الجاري.

وقال إن السبب الرئيسي وراء هذا التركيز هو السعى لتوفير غذاء متكامل للأطفال في ظل الضغوط التضخمية وارتفاعات أسعار الأغذية المختلفة.

وأوضح أن هذه الارتفاعات تؤثر بدورها على صعوبة الوصول إلى مصادر البروتين للأطفال مقارنة بالأجيال السابقة. وذلك في ظل ارتفاع أسعار الألبان والجبن والأسماك والدواجن واللحوم الحمراء كلها على حد السواء.

تابع: «نسعى لإعطاء الطفل فرصته كاملة للحصول على الأغذية السليمة لتحسين مستوى معيشته».

وقال بالتزامن مع توفير الأمة الغذائي لعدد كبير من المواطنين المصريين يدعم البنك أيضًا الجاليات غير المصرية الموجودة في مصر من السودانيين واليمنين وحاليًا رعاية نحو 2000 طالب فلسطيني ممن فقدوا أسرهم ومصادر الدخل منذ بداية الحرب على غزة بتوفير غذاء شهري لحين انكشاف الأزمة.

الزكاة تمثل 90% من مصادر تمويل بنك الطعام

ولفت إلى أن بنك الطعام يعتمد على الزكاة بشكل أساسي، حيث تمثل نحو 90% من مصادر التمويل لدى البنك في تنفيذ أعماله وخدمة الأسر الأكثر احتياجا من غير القادرين على العمل.

وقال إنه على الرغم من زيادة معدلات التضخم خلال الفترة الأخيرة لكن مازالت الزكاة والصدقات تخرج وبمعدلات أكبر خلال الفترة الأخيرة وتصل إلى بنك الطعام مما يدعمه في تحقيق خطه في التوسع في الدعم والوصول لأعداد أكبر من المواطنين.

وقال: «تزيد التبرعات مع كل أزمة، كما أسهمت الحرب الإسرائيلية على غزة في توسيع مصادر التبرع والتمويل من المصريين وغير المصريين لتوفير الطعام إلى أهل غزة».

4600 طن أغذية قدمها البنك لأهل غزة

وكشف أن البنك قدم حتى الآن نحو 4600 طن غذاء إلى غزة، فيما يسعى البنك لإرسال دفعة جديدة من الغذاء إلى غزة، لكن صعوبة التفتيش من الجانب الإسرائيلي تسببت في بطء دخول الشحنات من نقطتي الدخول.

وذكر أن عمل بنك الطعام يأتي في إطار التوجه العالمي لدعم قضايا المناخ، حيث يعتبر صغار المزارعين أكثر الفئات تضررًا من التغيرات المناخية، خاصة في مصر.

وأوضح أن ارتفاع درجات الحرارة يرفع منسوب البحر مما يسبب زيادة معدلات الملوحة في التربة، كما تتسبب التذبذبات المناخية في تضرر المحاصيل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى