شهدت أسعار الفضة العالمية تراجعًا حادًا خلال الأسبوع الماضي، لتخسر أكثر من 13.3% من قيمتها وتمحو كامل المكاسب التي حققتها منذ بداية العام، وفقًا لتحليل صادر عن شركة جولد بيليون المتخصصة في الأسواق المالية والمعادن الثمينة.
أدنى مستوى للفضة منذ بداية 2025
سجلت الفضة أدنى مستوياتها هذا العام عند 29.1930 دولارًا للأونصة، قبل أن تغلق تداولات الأسبوع عند 29.5885 دولارًا، بعد تراجع قوي خلال آخر جلستين تجاوزت نسبته 12%. وبهذا الانخفاض، تقلصت المكاسب السنوية للفضة إلى 2.4% فقط، مقارنةً بأعلى مستوى لها عند 34.5880 دولارًا للأونصة منذ بداية 2025.
و أرجع تقرير جولد بيليون هذا التراجع الحاد إلى توقعات انخفاض النمو الاقتصادي العالمي، ما يؤثر سلبًا على الطلب الصناعي على الفضة، التي تُستخدم بكثافة في قطاعات الإلكترونيات والطاقة الشمسية. وتُقدّر الطلب العالمي على الفضة بنحو 700.2 مليون أونصة خلال عام 2024، بحسب معهد الفضة.
سياسات ترامب الجمركية تزيد المخاوف
تصاعدت المخاوف من تباطؤ اقتصادي نتيجة سلسلة الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وهو ما دفع الأسواق لتوقع تراجع الطلب على الفضة رغم أنها من السلع المعفاة من هذه الرسوم. ومع ذلك، تدفقت كميات كبيرة من الفضة إلى خزائن نيويورك في محاولة من البنوك لتأمين حيازاتها، مما زاد العرض في السوق.
و أشارت “جولد بيليون” إلى أن التدفقات إلى خزائن بورصة كومكس ارتفعت بنسبة 51% منذ بداية العام، لكنها قد تشهد انعكاسًا جزئيًا في ظل موجة الهبوط الحالية، وهو ما قد يضيف ضغوطًا إضافية على الأسعار وسط مخاوف من ركود قصير الأجل.
هل الانخفاض فرصة للشراء؟
رغم هذا التراجع الكبير، يرى محللو جولد بيليون أن الانخفاض الحالي يمثل فرصة استثمارية مغرية، مع توصيات من مؤسسات مالية دولية بالشراء، معتبرين أن مستويات الفضة المتراجعة قد تكون مناسبة للاستثمار التكتيكي، خاصة مع توقعات تعافي الطلب الصناعي واستمرار عجز المعروض على المدى الطويل.
و أشار التحليل إلى أن استمرار مشتريات صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs) من الفضة سيساعدها على مواكبة حركة الذهب على المدى القريب، ما لم تتدهور الأوضاع الاقتصادية العالمية بشكل حاد ومفاجئ.
قد يهمك أيضاً:-
