تُعتبر مصر واحدة من أهم الدول عالميًا في إنتاج التمور، بإنتاج سنوي يتجاوز 1.8 مليون طن، مما يجعلها تتربع على عرش الدول المنتجة للتمور. ومن بين نحو 80 نوعًا من التمور التي تنتجها مصر، يبرز تمر “المجدول” كأحد أجود وأغلى الأنواع، إذ يصل سعر الطن الواحد منه إلى ما بين 220 و270 ألف جنيه، ما يجعله أيقونة التمور المصرية.
لماذا يتميز تمر المجدول؟
يمتاز تمر المجدول بمذاقه الفريد وغناه بالفيتامينات، ما يجعله خيارًا مثاليًا للتصدير، إذ يحظى بإقبال كبير في الأسواق العالمية. رغم أن مصر تمتلك نحو 15 مليون نخلة، فإن زراعة تمر المجدول لا تنتشر في جميع المحافظات، بل تقتصر على مناطق محددة مثل المنيا، الفرافرة، والواحات البحرية. هذه المناطق تتمتع بمناخ صحراوي شديد الحرارة، وهو المثالي لنضج هذا النوع من التمور بجودة فائقة.
بحسب تقرير صادر عن المعمل المركزي لبحوث النخيل، فإن إنتاجية الفدان من تمر المجدول تتراوح بين 4 و5 أطنان، مما يعكس العائد الاقتصادي الكبير لهذا المحصول، خاصة مع ازدياد الطلب عليه في الأسواق الدولية.
تحديات أمام زراعة تمر المجدول
رغم الجدوى الاقتصادية الكبيرة، فإن التوسع في زراعة تمر المجدول يواجه تحديات، أبرزها ارتفاع تكاليف العمالة المدربة. هذا النوع من التمور يتطلب اهتمامًا دقيقًا لضمان جودة الإنتاج، ما يرفع من تكاليف الزراعة مقارنة بالأصناف الأخرى.
اقرأ أيضًا:
برواتب تصل إلى 8 آلاف ريال.. وزارة العمل تعلن عن وظائف للشباب في السعودية
مليونير في 4 سنوات.. سر تحقيق ثروة تفوق 10 ملايين جنيه
جهود الدولة لتعزيز إنتاج التمور
أبدت القيادة السياسية في مصر اهتمامًا كبيرًا بتطوير زراعة النخيل، مع التركيز على الأصناف عالية القيمة مثل المجدول، البرحي، والخلاص. وقد تم إنشاء أكبر مزرعة نخيل في العالم في توشكى، بمساحة تصل إلى 38 ألف فدان، تضم نحو 44 صنفًا من التمور. هذه المزرعة دخلت موسوعة جينيس للأرقام القياسية في مايو 2023.
كما تعمل الحكومة على إنشاء مصانع لمعالجة التمور وفق معايير جودة عالية، بالإضافة إلى دعم المزارعين عبر برامج تدريبية وإرشادية لتحسين الإنتاجية. كل هذه الجهود تستهدف تعزيز صادرات التمور، بما يتماشى مع الإمكانيات الإنتاجية الضخمة لمصر.
تمر المجدول كنز استراتيجي واعد
لا شك أن تمر المجدول يمثل فرصة ذهبية لتعزيز الاقتصاد المصري، ليس فقط عبر التصدير، بل أيضًا من خلال تنشيط الاستثمار الزراعي. ومع استمرار جهود الدولة في تطوير قطاع التمور، يمكن أن تصبح مصر قِبلة رئيسية للأسواق العالمية في هذا المجال.
للمزيد من الأخبار الاقتصادية عن الأمن الغذائي والزراعة زور صفحتنا على فيسبوك من هنا: