
مع اقتراب موسم تصدير الحبوب لعام 2025، تتوقع روسيا تقليصًا كبيرًا في حصتها المخصصة لتصدير الحبوب بسبب التحديات المتعلقة بالحصاد وارتفاع معدلات التصدير في الأشهر الأخيرة، ما يهدد بتقليص صادراتها بنحو الثلثين مقارنة بالعام السابق.
الخفض المتوقع في حصص التصدير
من المتوقع أن تبدأ روسيا بتطبيق حصص تصدير الحبوب في فبراير 2025، حيث تشير التوقعات إلى أن حصتها قد تتقلص بشكل كبير، لتصل إلى ما بين 9 إلى 12 مليون طن فقط في النصف الثاني من موسم 2024/2025.
ويعود هذا التراجع إلى عدة عوامل، أبرزها انخفاض الحصاد المرتقب بسبب الأحوال الجوية السيئة، بالإضافة إلى معدلات التصدير المرتفعة في الأشهر الأخيرة من العام الحالي.
ووفقًا لشركة الاستشارات الروسية “إيكار”، تتوقع أن تكون حصص التصدير في النصف الثاني من الموسم المقبل بين 11.5 و12.0 مليون طن. بينما يتوقع أندريه سيزوف، رئيس شركة “سوف إيكون”، أن تكون الحصة أقل من ذلك بقليل، حيث قدرها بـ 10 ملايين طن. أما إيغور بافنسكي، رئيس المركز التحليلي “روساجروترانس”، فيتوقع أن تكون الحصة بين 9 إلى 10 مليون طن.
حماية السوق المحلي
تفرض روسيا نظام حصص تصدير الحبوب منذ عام 2020 في محاولة لحماية السوق المحلي من تقلبات الأسعار العالمية وضمان توافر الإمدادات المحلية.
الحصص تقتصر على النصف الثاني من موسم التصدير (من فبراير إلى يونيو)، بينما يسمح للتجار المحليين بتصدير الحبوب في النصف الأول من الموسم بدون قيود. ومن المتوقع أن تكون الحصة الرسمية للحبوب في يناير 2025، مع إمكانية تعديل الحصص وفقًا لمعدلات التصدير واحتياجات السوق المحلي.
تصدير الحبوب بوتيرة قياسية
على الرغم من التحديات التي يواجهها القطاع الزراعي في روسيا، بما في ذلك انخفاض الحصاد الناتج عن الطقس السيئ، استمرت الشركات الروسية في تصدير الحبوب بمعدلات مرتفعة في الأشهر الأخيرة.
وفقًا للمصادر، ساهمت التعديلات في نظام التصدير التي أُعلنت في أكتوبر 2024، بالإضافة إلى توجيهات وزارة الزراعة بشأن الأسعار الدنيا للتصدير، في تسريع عمليات الشحن.
وفي هذا السياق، توقع رئيس اتحاد الحبوب الروسي، أركادي زلوتشيفسكي، أن تبلغ صادرات الحبوب الروسية حوالي 25.1 مليون طن بحلول الأول من نوفمبر 2024، وهو رقم مرتفع نسبيًا بالنظر إلى الظروف الراهنة.
زيادة وسط تحديات السوق
في بداية عام 2024، أعلنت الحكومة الروسية عن زيادة الحصة الأولية لتصدير الحبوب من 24 مليون طن إلى 29 مليون طن، بهدف مواكبة الصادرات القياسية التي حققتها روسيا في الموسم السابق، والتي قدرت بحوالي 72 مليون طن.
إلا أن الواقع قد يفرض تحديات كبيرة على هذه التوقعات بسبب تأثر الحصاد بانخفاض الإنتاج نتيجة للظروف الجوية القاسية.
توقعات غير مؤكدة وتهديدات للمستقبل
مع استمرار تباطؤ الحصاد في روسيا وسط ظروف مناخية صعبة، قد تتأثر صادرات الحبوب بشكل كبير في 2025. في ظل انخفاض الحصص المتوقعة وتراجع المحاصيل، سيظل المستقبل غير واضح بالنسبة لقطاع الحبوب الروسي، مع الحاجة إلى مراجعة دقيقة للتوقعات الاقتصادية والسياسات الزراعية في الفترة المقبلة.
للمزيد من الأخبار الاقتصادية عن الأمن الغذائي والزراعة زور صفحتنا على فيسبوك من هنا: