
تواجه المحاصيل الزراعية تحديات كبيرة في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة وروسيا وأوروبا وأستراليا والأرجنتين.
شهدت أسواق القمح موجة من عمليات البيع المكثفة خلال الأسبوعين الماضيين، رغم التوقعات التي تشير إلى تحسن كبير في آفاق المحاصيل مقارنة بالشهر الماضي.
توقعات أسواق القمح
هل شهدت التوقعات في نصف الكرة الجنوبي تحسناً ملحوظاً؟ ربما تكون ظروف زراعة القمح الشتوي في نصف الكرة الشمالي قد أثرت على الوضع بشكل مفاجئ.
ورغم عدم حدوث أي تغييرات جذرية، يبدو أن أسواق القمح تأثرت بتوجهات السوق الهابطة في أسواق الذرة.
حالياً، يجري حصاد القمح في أستراليا، حيث تتراوح تقديرات المحصول بين 25 إلى 30 مليون طن، وهو ما يعد انخفاضاً كبيراً مقارنة بـ 40.5 مليون طن في العام الماضي.
تحديات متعددة
تواجه المحاصيل الأسترالية تحديات متعددة، بما في ذلك الجفاف في المناطق الشرقية والغربية، بالإضافة إلى صقيع واسع الانتشار في نيو ساوث ويلز. لن يتضح تأثير الصقيع بشكل كامل حتى يتم الانتهاء من حصاد المحاصيل في تلك الولاية.
بدأت عمليات الحصاد في كوينزلاند وشمال نيو ساوث ويلز، ومن المتوقع أن تتجه جنوبًا خلال نوفمبر، حيث تنتهي عادة بحلول نهاية ديسمبر.
في الأرجنتين، شهدت حالة الرطوبة بعض التحسن، لكن منطقة بوينس آيرس، وهي المنطقة الرئيسية للإنتاج، لا تزال تعاني من الجفاف.
محصول القمح الأرجنتيني
لا يزال محصول القمح الأرجنتيني في مرحلة النمو، ويُرحب بهطول أمطار إضافية لتعزيز المحصول، حيث تتراوح تقديرات الإنتاج بين 17 و20 مليون طن.
تتجاهل الأسواق أيضاً التوقعات المتعلقة بمحصول عام 2025. ورغم أن زراعة القمح الشتوي في نصف الكرة الشمالي تواجه صعوبات، إلا أن الدورة الإنتاجية لا تزال في بداياتها.
تظل المخاوف الرئيسية مرتبطة بالجفاف في منطقة البحر الأسود (أوكرانيا وروسيا)، مما أدى إلى تقليص المساحات المزروعة بالقمح في كلا البلدين. كما أن ظروف إنبات القمح الشتوي تثير القلق.
أسباب تأخر عمليات الزراعة
في أوروبا، كانت الظروف الجوية مناسبة للزراعة، لكن هطول الأمطار الغزيرة تسبب في تأخير عمليات الزراعة، خاصة في فرنسا، مما أثر على مناطق واسعة من شمال إيطاليا إلى جنوب المملكة المتحدة.
تسببت الظروف الرطبة في أوروبا في تعقيد زراعة المحاصيل الشتوية، وزادت من احتمالية تعرضها للأمراض، حيث أُغلقت نافذة الزراعة المثلى لمحاصيل الحبوب.
في الولايات المتحدة، تثير الظروف الجافة في السهول الجنوبية القلق بشأن محصول القمح الأحمر الشتوي لعام 2025، حيث تظل الزراعة في حالة سيئة رغم هطول بعض الأمطار في كانساس.
مواجهة التحديات العالمية
تستمر الظروف الصعبة في جنوب غرب أوكلاهوما، حيث تسود جفاف شديد، رغم أن الوضع لم يكن بنفس حدة العام الماضي.
في ظل هذه التحديات العالمية، يثير التناقض في ردود السوق استغراب الكثيرين.
متى سيبدأ السوق في الاستجابة لهذه المخاوف؟ من المحتمل أن يبدأ سوق القمح في عكس القلق بشأن محصول عام 2025 مع بداية العام الجديد، وحتى ذلك الحين، من المتوقع أن يتحرك السوق بالتوازي مع العقود الآجلة للذرة.
للمزيد من الأخبار الاقتصادية عن الأمن الغذائي والزراعة زور صفحتنا على فيسبوك من هنا: