
في خطوة غير تقليدية، عادت روسيا إلى نظام المقايضة في التجارة مع باكستان، وذلك في أعقاب منتدى التجارة والاستثمار الروسي الباكستاني الذي أسفر عن العديد من الاتفاقيات التجارية، ومع ذلك واجهت هذه الاتفاقيات صعوبات كبيرة في التنفيذ، حيث أدت العقوبات الدولية المفروضة على روسيا نتيجة غزوها لأوكرانيا إلى تعقيد عمليات الدفع بشكل ملحوظ.
عودة المقايضة بين روسيا وباكستان
وبما أن الروبل الروسي والروبية الباكستانية من بين أقل العملات موثوقية في العالم، لم يكن هناك حاجة ملحة لتبادل العملات بين البلدين. ورغم التقارير الأولية التي أفادت بقبول بعض الشركات الروسية للدفع بالروبية، اتضح أن المقايضة ستكون الوسيلة الرئيسية للتبادل التجاري. ومن المتوقع أن تزود الشركات الباكستانية روسيا بالبطاطس واليوسفي، في مقابل الحمص والعدس والأرز.
أزمة اقتصادية متبادلة
هذا الأسلوب التجاري، الذي يُعتبر عودة إلى “العصر الحجري”، يمثل ضرورة لكلا البلدين. فعلى الرغم من جهود البنك المركزي الروسي للحد من التضخم عبر رفع سعر إعادة التمويل، لا يزال التضخم في ارتفاع مستمر. يقترب سعر صرف الروبل من 100 روبل مقابل الدولار، ويعاني الاقتصاد الروسي من ضغوط نتيجة انخفاض أسعار النفط، مما يفرض تحديات على الميزانية الوطنية التي تحتاج إلى 8 إلى 10 مليارات دولار شهريًا لتمويل العمليات العسكرية في أوكرانيا. ونتيجة لذلك، ارتفعت أسعار المواد الغذائية إلى مستويات قياسية، مما يهدد بزيادة عدد الروس الذين يعيشون تحت خط الفقر.
من جهة أخرى، تعاني باكستان من أزمة اقتصادية حادة بدأت منذ عام 2022، حيث أدت معدلات التضخم المرتفعة وأسعار المواد الغذائية الأساسية مثل دقيق القمح واللحوم والأرز إلى تعريض الملايين لخطر المجاعة. كما ارتفع الدين العام الباكستاني، مما دفع البلاد إلى طلب المساعدة من صندوق النقد الدولي عدة مرات.
للمزيد من الأخبار الاقتصادية عن الأمن الغذائي والزراعة زور صفحتنا على فيسبوك من هنا: