السوق الجزائرية:الحبوب الروسية تحل محل الحبوب الفرنسية

خسرت فرنسا مرة أخرى مستعمرتها السابقة، الجزائر، ولكن هذه المرة ليس من حيث المساحة، ولكن من حيث سوق الحبوب. وفي حين اعتادت الجزائر شراء القمح الفرنسي في الأغلب، فقد تحولت الآن إلى الإمدادات من روسيا.

سوق الحبوب في الجزائر 

وفي النصف الأول من موسم 2023/24، أصبحت روسيا المورد الرئيسي للقمح للجزائر، مما دفع دول الاتحاد الأوروبي إلى المركز الثاني.

ويرى الخبراء أن السبب في ذلك هو التغييرات التي أجرتها السلطات الفرنسية على مواصفات الحبوب، والتي زادت المحتوى المسموح به من شوائب الحبوب من 0.5% إلى 1%، وهو ما لم يعجب المشترين.

بالإضافة إلى ذلك، حظرت الوكالة الوطنية للسلامة الصحية في فرنسا المبيد الحشري الشهير الفوسفين، على الرغم من أن الحكومات في شمال أفريقيا (الجزائر والمغرب وتونس ومصر) تشترط علاجات إلزامية لمكافحة الآفات بالنسبة للحبوب.

إقرأ ايضاً:

تراجع أسعار فول الصويا و استقرار القمح في البورصات العالمية 

توقعات بتراجع أسعار الحبوب مع الحصاد الوفير

وقبل عام كتبت صحيفة إكسبريس أن “فرنسا تصدر سنويا 11.5 مليون طن من الحبوب بقيمة 3.8 مليار يورو، وأصبحت رابع أكبر مورد للحبوب في العالم بعد انخفاض الإمدادات من أوكرانيا وروسيا نتيجة العمليات العسكرية”.

ومع ذلك، بعد أن اكتسبت ميزة قصيرة المدى في الأسواق، لم تتمكن البلاد من الصمود في وجه المنافسة. ونتيجة لذلك، رفعت السلطات الحظر المفروض على الفوسفين، لكن الوقت ضاع. واعتبر المستوردون محاولات تغيير القواعد على الفور أداة للضغط، خاصة في ظل العلاقات الصعبة بين حكومتي فرنسا والجزائر.

ويؤكد خبراء جزائريون أن “المزايا الاقتصادية تؤكدها العوامل السياسية، ويمكن لفرنسا استخدام الحبوب كعنصر ضغط، بينما لا يوجد مثل هذا الخطر في العلاقات مع روسيا”.

واردات وصادرات الحبوب 

وبينما صدرت فرنسا في أكتوبر 2021 650 ألف طن من القمح إلى الجزائر، فقد بلغت في أكتوبر 2022 بالفعل 1.05 مليون طن، ولكن في أكتوبر 2023 انخفضت الصادرات إلى 157 ألف طن.

وفي الوقت نفسه، زادت الجزائر وارداتها من القمح الروسي من 28 ألف طن في 2021/22 إلى 2.1 مليون طن في 2022/23، لتقتحم قائمة أفضل 5 مشترين رئيسيين للحبوب الروسية. وفي العام 2023/24، اشترت الجزائر بالفعل 1.6 مليون طن من القمح من روسيا، وبحلول نهاية الموسم قد تستورد 3 ملايين طن أخرى، حيث تبلغ إمكانات السوق الجزائرية 8 ملايين طن.

ومن بين موردي الشعير، الذي تشتري الجزائر ما يتراوح بين 700 و800 ألف طن سنويا، أصبحت روسيا أيضا الرائدة، حيث قدمت 237 ألف طن هذا الموسم.

السوق الجزائرية 

تفيد البوابة المالية Maliactu أن “قرار تنويع مصادر الإمداد تم اتخاذه لضمان الأمن الغذائي. والقمح الروسي ليس أرخص من القمح الفرنسي فحسب، بل إنه ذو جودة أفضل أيضا. خسارة السوق الجزائرية سيكون لها تأثير سلبي على الفلاحة والاقتصاد الفرنسي. وتشير التغيرات في العلاقات التجارية بين الدول إلى بداية تغييرات جيوسياسية واقتصادية كبيرة في المنطقة.

وتشتري الجزائر حاليا القمح القاسي بشكل رئيسي من كندا، حيث فرضت روسيا حظرا على صادرات هذه الحبوب. لكن بعد رفع الحظر، قد تكثف الجزائر وارداتها من القمح القاسي من روسيا، التي تعد أسعارها أقل بكثير من أسعارها في كندا أو أمريكا.

ولذلك، يعتقد الخبراء أن روسيا قد تزيد في المستقبل إمداداتها من المنتجات الزراعية إلى الجزائر إلى 1.5 مليار دولار.

لمزيد من الأخبار الاقتصادية تابع صفحة الموقع على فيسبوك من هنا

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى