دعم التراجع المحلوظ في أسعار الذرة والصويا بشكل ملحوظ خلال الفترة الأخيرة هبوط أسعار الأعلاف في الأسواق مع توقعات بتراجعات جديدة خلال الأيام المقبلة حال استمرار التراجع في الذرة والصويا.
وتعتبر الصويا والذرة من أهم محددات التكلفة في صناعة الأعلاف. حيث تمثل تسبة تزيد عن 85% من تكلفة إنتاج الأعلاف في السوق، بالإضافة إلى إضافات الأعلاف والنخالة ومخلفات الأرز.
قال إسلام محمد، مدير مصنع الصفوة للأعلاف، إن أسعار الأعلاف شهدت تراجعًا خلال يوليو الماضي مع تراجع أسعار الذرة والصويا ثم ارتفعت مع ارتفاع أسعار الحبوب نهاية يوليو وعاودت بعدها الهبوط خلال الأسبوع الأخير.
وأشار إلى ارتفاع سعر الذرة قبل أسبوعين 4000 جنيهًا، كما حقق فول الصويا أيضًا زيادة بقيمة 2500 جنيهًا، فيما شهد الأسبوع الحالي تراجعًا في أسعار كلًا منهما، حيث هبط سعر كلًا من الذرة و الصويا بمقدار 2000 جنيهًا هذا الأسبوع.
وأضاف: «لكن على الرغم من ذلك التراجع في الأسعار، إلا أنه لم يغط أيًا منهما مقدار الزيادة في الأسبوعين الماضيين».
تراجع الذرة الأرجنتيني و البرازيلي
وتابع «محمد»، قائلًا: «إن إنتاج الأعلاف تمر بأزمات شديدة بحكم اعتمادها على الخامات المستوردة من البرازيل و الأرجنتين، حيث إن الذرة المستوردة من البلدين متناقصين في السوق بشكل كبير».
وقال إن صناعة الأعلاف يدخل بها أكثر من 20 صنفًا و جميعهم أسعارهم متزايدة، فعلى سبيل الثال البريمكس المستورد (أحد الاصناف التي تدخل في تركيبات الأعلاف) الذي كان سعره السنة الماضية 44 جنيهًا بينما أصبحت قيمته حاليًا 88 جنيهًا بزيادة قدرها الضعف، وكذلك الميثيونين الذي كان سعره السنة الماضية 40 جنيهًا بينما الآن سعره 115 جنيهًا، والجلوتين الذي كان يبلغ 20 جنيهًا أصبح سعره اليوم 50 جنيهًا.
دور الجهات المعنية
و أشار إلى أن دور الوزارات المعنية يكمن في توفير خامات الأعلاف اللازمة في الأسواق، وتوفير عملة الدولار لتسهيل عملية استيرادها، والحد من سيطرة تجار الخامات و المستوردين.
تأثير الأعلاف على أسعار الدواجن
أما عن زيادة أسعار الدواجن، فأوضح «محمد» أنه لا توجد علاقة مباشرة بين أسعار الدواجن و الأعلاف، ففي الأسابيع الماضية كان سعر الأعلاف في زيادة في حين هبوط أسعار الدواجن و كذلك العكس أيضًا، فالدواجن لها بورصة خاصة بها يحددها العرض والطلب.
تابع: «التأثير يكون على المدى الطويل (أي على مدى دورة كاملة)، فعندما يزيد ثمن الأعلاف يمكن أن يمتنع أصحاب المزارع عن بيع الدواجن مما يؤدي لحدوث فجوة بين العرض و الطلب، فتزداد أسعار الدواجن».
عوامل أدت لهبوط سعر العلف
و أكد أن ركود السوق هو السبب رئيسي في تراجع أسعار الأعلاف، حيث انخفض حجم الطلب عللى الأعلاف عن العام الماضي بنسبة 50%.
كما أنه من العوامل التي ساعدت في هبوط سعر العلف هى الإفراجات الجديدة التي بدأت لتوفير خامات الأعلاف.
كما قال المهندس أحمد التهامي، رئيس شركة خير مصر للأعلاف، إن أسعار الأعلاف فقدت بين 800 و1000 جنيهًا في الطن خلال أيام تبعًا لتراجع أسعار الصويا والذرة بشكل كبير في السوق خلال الأسبوع الأخير.
وأشار «التهامي» في تصريحات خاصة لـ«بيزنس 24» إلى أن عملية تسعير الأعلاف وخفض أسعارها جاء استجابة لتراجع أسعار الذرة الذي فقد نحو 2000 جنيهًا في الطن.
وأضاف أن التراجع في أسعار الصويا هبط من 30.5 آلاف جنيهًا في الطن وهو أعلى سعر له نهاية يوليو الماضي ليهبط سريعا مع مطلع أغسطس إلى 29.5 ألف جنيها ثم إلى 28.5 ألف جنيها، ليصل أخيرًا خلال تعاملات اليوم إلى 28 ألف جنيها للطن.
ولفت إلى أهمية تشديد الرقابة على الأسواق وإحكام السيطرة على توفير الذرة والصويا في السوق بأسعار مناسب لأسعارها الحقيقية وفقًا لأسعارها عالميًا والتي تشهد تراجعًا ملحوظًا أيضًا.
روسيا و ارتفاع أسعار الحبوب
وقال إن انسحاب روسيا من اتفاق الحبوب في 17 يوليو الماضي ساهم في ارتفاع كبير في أسعار الحبوب الرئيسية من القمح والذرة والصويا حيث تعتبر أوكرانيا من أكبر مصدري هذه الحبوب إلى أفريقيا، كما تفاقمت الأسعار بشكل أكبر في السوق المحلية وقتها.
وأضاف أنه سرعان ما عدل السوق من الأسعار التي كانت غير حقيقية على حد قوله لتخفض أسعار الذرة والصويا ليتبعها أسعار الأعلاف بمجرد استقرار السوق عند الانخفاض.
و اتفق معه عبد الله أبو يوسف، مدير مصنع ذهب ميلانو للأعلاف، قائلًا إن الإفراجات الجمركية في الفترة الأخيرة مع قلة الطلب ساهمت في هبوط أسعار العلف، وأصبحت تكفي حاجات السوق.
تراجع الطلب بشكل ملحوظ
وتابع: «بالإضافة إلى عوامل أخرى كثيرة منها إغلاق العديد من مزارع الدواجن بسبب مشكلات انتشار الأمراض بها، بالإضافة إلى عدم استقرار سعر بيع المنتج النهائي وبالتالي يعود ذلك بالخسائر على مربي الدواجن».
كما أنه بسبب انتهاء موسم العيد من فترة قريبة و بيع المواشي زات الأوزان الكبيرة، وبالتالي بدء أصحاب المزارع بإدخال مواشي ذات أوزان صغيرة و التي تتناول كمية علف قليلة، مما خفض من استهلاك الأعلاف.
و أضاف «أبو يوسف»، أن المربيين يشترون خلال الفترة الأخيرة كميات كبيرة من الأعلاف و تخزينها في حال ارتفاع الأسعار; مما أدى إلى حدوث كساد في هذا الأسبوع.
كما أشار إلى أن الانخفاض في سعر الأعلاف يتحدد على أساس التركيبات التي يتكون منها، فهناك تركيبة تعتمد على خامات أخرى أكثر من الذرة و الصويا، ولكن الانخفاض في سعرها يناسب التراجع في سعر فول الصويا والذرة، حيث تراجع بمقدار يتراوح ما بين 1000 و 1500 جنيهًا خلال ال10 أيام السابقة.
و انهى حديثه، قائلًا أنه من المتوقع أن تستمر الأسعار في الهبوط في الفترة القادمة، وذلك بفعل حالة الاستقرار في الخارج بالنسة لأزمة أوكرانيا و روسيا و غيرها، حيث أن جميع خامات الأعلاف يتم استيرادها من الخارج.
