
يعتبر محصول الكانولا من المحاصيل الزيتية التي تعمل الدولة على تشجيع المزارعين للتوسع في زراعتها، لما تحتويه من فوائد زيت الكانولا، لكنها تعاني من تحديات في زراعتها بمصر.
زراعة الكانولا
قال دكتور عصام عزت، أستاذ بكلية الزراعة جامعة الإسكندرية قسم علوم المحاصيل: «إن الكانولا تزرع كباقي المحاصيل الشتوية في نوفمبر ويكون الحصاد في شهر مايو. وهو نبات متوفر في العديد من البلدان بأوروبا وفي كندا».
والكانولا هو صنف من بذور اللفت، وتمثل 63% من جملة الزيوت النباتية الغذائية المستخدمة في كندا.
مزايا نبات الكانولا
كما بيَن «عزت»، أن الكانولا يمكن أن تمثل محصولًا جيدًا ذا أهمية في مصر بشرط أن يكون له مكانًا بالدورة الزراعية.
في حين أوضح أن زيت الكانولا يتميز بأن به نسبة منخفضة من الأحماض الدهنية المشبعة. ونسبة مرتفعة من الأحماض الدهنية غير المشبعة وبالتالي يساهم في تقليل مستوى الكولسترول في جسم الإنسان.
كما يعد من الزيوت المناسبة للتغذية الادمية ذو طعم ورائحة جيدين. بالإضافة إلى أنه ثابت في المعاملات الحرارية (لا يتحول إلى سائل بسهولة عند التسخين).
وأضاف أن الكسب الخاص بالكانولا يستخدم في تغذية الماشية والدواجن وهو ذو قيمة غذائية عالية. حيث يحتوي على حوالي 40% من البروتين و35% من الكربوهيدرات بالإضافة إلى احتوائه على نسبة مرتفعة من الألياف.
كما أشار «عزت» إلى أنه فيما يتعلق بالظروف البيئية للزراعة فالكانولا يتحمل الجفاف نسبيًا. كما أنه يتحمل ملوحة التربة ومن ثم يجوز زراعته في الأراضي المستصلحة حديثًا.
اقرأ أيضًا:
توقعات زيادة المحصول الأسترالي تهبط بأسعار الكانولا
قلة المساحات المزروعة من الكانولا
ومن ثم قال دكتور عصام عزت، أستاذ بكلية الزراعة جامعة الإسكندرية قسم علوم المحاصيل. إن المساحات المزروعة من الكانولا عادة ما تكون قليلة، وبشكل عام يوجد نقص كبير في زراعات المحاصيل الزيتية بمصر.
تابع: «نحن لسنا دولة منتجة للزيوت النباتية، حيث ننتج نحو 4% أو 5% فقط من احتياجاتنا من الزيوت. ونستورد البذور الزيتية من الخارج ومن ثم تستخلص المصانع الزيوت منها».
واتفق معه فريد واصل، نقيب الفلاحين والمنتجين الزراعيين، قائلًا: «إن المحاصيل الزيتية بشكل عام تقل مساحة زراعتها في مصر. ونستورد أكثر من 90% الزيوت من الخارج».
كما أضاف: «إننا قديمًا في الستينات والسبعينات كنا نساهم بنسبة من 50% إلى 60% في احتياجاتنا من الزيوت من خلال زراعة القطن. والكتان وعباد الشمس وغيرها وكنا نستورد نسبة قليلة جدًا من الزيوت. إلا أن تدهور صناعة الأنسجة في مصر واللجوء لاستيراد الأقطان تسبب في تدهور صناعة الزيوت أيضًا».
تأثير الحرب بين أوكرانيا وروسيا
ومن ثم استكمل «عزت» حديثه قائلًا: «وتفاقمت مشكلتنا في الزيوت خاصة بعد حرب أوكرانيا وروسيا. وتوقف استيراد الزيوت من أوكرانيا والذي جعل أسعار الزيوت تشهد ارتفاعًا كبيرًا؛ نتيجة لمحدودية العرض وزيادة الطلب».
كما أضاف: «ومع محدودية المساحات الزراعية في مصر وقلة المياه لا يستطيع المزارع أن يزرع مساحة كبيرة من محصول الكانولا الشتوي. على حساب بعض المحاصيل الشتوية الأخرى ذات الأهمية الكبيرة كالقمح والفول والبرسيم. وبالتالي دخوله في الدورة الزراعية يكون محدود جدًا»،
كما أوضح أن الفلاح يقدم على زراعة المحاصيل التي يضمن عملية بيعها. إلا أن محصول الكانولا إمكانيات تسويقه ضعيفة في ظل الظروف الحالية.
اقرأ أيضًا:
5.1 مليون طن حجم استيراد الصين من الكانولا العام الماضي
الصين تستورد كمية كبيرة من الكانولا في 2023
صعوبة استخلاص الزيوت من بذور الكانولا
كما أشار إلى أن استخلاص الزيوت من بذور الكانولا لا يتم بالطريقة العادة التي يتم بها استخلاص الزيوت من بذور فول الصويا. وعباد الشمس وهى العصر، حيث أن بذور الكانولا صغيرة جدًا. وبالتالي تحتاج إلى استخدام مذيبات وهذه التكنولوجيا ليست منتشرة بشكل كبير.
كما أضاف «عزت»: «وحينما كنت مشرفًا على مزرعة كلية الزراعة بالأراضي الجافة قمنا بإنتاج بذور الكانولا. إلا أننا لم نجد أي مصدر لاستخلاص الزيت منها، حيث لا يوجد في مصر مصدر لاستخلاص الزيت من الكانولا».
خطوات الدولة لتشجيع زراعة المحاصيل الزيتية
وهنا أشار فريد واصل، نقيب الفلاحين والمنتجين الزراعيين، إلى أن الدولة بدأت منذ سنتين في اتخاذ خطوات لتشجيع المزارعين. على زراعة المحاصيل الزيتية من خلال تطبيق الية الزراعة التعاقدية، عن طريق التعاقد بين المزارع ووزارة الزراعة.
وأضاف: «ويتم تحديد الكميات والأسعار بشكل معلن قبل الموسم وبالفعل بدء يكون هناك إقبال من قبل المزارعين. ولكنه لم يصل للشكل المطلوب بعد، ونتمنى أن تستمر المساحات في الزيادة».
كما تابع: «حيث إن الأمر يحتاج لبعض الوقت من أجل زيادة وعي وثقافة المزارعين بأهمية تلك المحاصيل. وتعزيز ثقتهم من خلال نشر ثقافة إرشادية لأن المحاصيل الزيتية من الزراعات الحساسة التي تحتاج إلى ميكنة معينه. وتتطلب تدخل الجمعيات الزراعية في الأمر».
بداية ظهور الكانولا
كما أشار «عزت» إلى بداية ظهور الكانولا قائلًا: «كانت تسمى بالشلجم في منتصف الثمانينات وأوائل التسعينات، فيما كان مركز البحوث الزراعية يحاول إدخالها إلى مصر إلا أنه كانت هناك اعتراضات، وذلك بسبب أن الزيت الخاص بنبات الشلجم كان يحتوي على حمض الإروسيك أسيد والذي يؤثر عضلة القلب. بالإضافة إلى بعض المواد الأخرى التي تقلل من إمكانية استخدامه بشكل أدمي».
كما تابع: «إلا أن كندا في تلك الأثناء قامت بعمل عدة تهجينات على نبات الشلجم من أجل التخلص من حمض الإروسيك أسيد. وبالفعل استطاعت أن تجعلها خالية منه تمامًا ومن ثم تمت تسميته بالكانولا. واعتبرته منظمة الأغذية والزراعة الأمريكية في عام 1985 من المحاصيل الزيتية».
للمزيد من الأخبار الاقتصادية عن الأمن الغذائي والزراعة زور صفحتنا على فيسبوك من هنا
توصيات للمزارعين
وهنا أوصى فريد واصل، نقيب الفلاحين والمنتجين الزراعيين، المزارعين بضرورة متابعة المراكز الإرشادية الموجودة في كل منطقة يوم بيوم. لتلاشي أخطار التغيرات المناخية العالمية على المحاصيل. كما يمكن الاتصال المباشر للاستفسار عن أي أمر من خلال الرقم الموحد الذي أطلقته وزارة الزراعة للتواصل مع مركز البحوث الزراعية.