
يعد البرسيم من أهم المحاصيل بموسم الشتاء، وهو المنافس الأساسي للقمح في هذا التوقيت من العام، وتتجاوز مساحات زراعته في مصر مستوى 2.5 مليون فدان سنويًا.
ويتوقع المتعاملون انخفاض مساحات زراعة البرسيم هذا الموسم مع التوجه نحو المنافس الأكبر -القمح- في ظل ارتفاع أسعاره ورغبة الدولة بزيادة مساحات زراعته.
زراعة البرسيم
قال حسين أبو صدام، نقيب الفلاحين، إن البرسيم يعد محصول أساسي شتوي ومنافس قوي للقمح. ويزرع في شهري سبتمبر وأكتوبر وهناك نوعان من البرسيم هما البلدي والحجازي.
واتفق معه دكتور عصام عزت، أستاذ بكلية الزراعة جامعة الإسكندرية قسم علوم المحاصيل. قائلًا: «يزرع البرسيم على مساحات كبيرة في مصر تتجاوز 2.5 مليون فدان سنويًا ما بين البرسيم المؤقت والمستديم. وهو المنافس الأساسي للقمح بالموسم الشتوي».
كما أشار إلى أن المساحة المخصصة للزراعة في مصر نحو 9.4 مليون فدان،
وقال إن العام الماضي تمت زراعة نحو 3.4 مليون فدان من القمح. ومن 2.5 إلى 3 مليون فدان بالبرسيم، وباقي المساحة تزرع بالفول ومحاصيل الخضر والفاكهة.
توقعات بانخفاض المساحة المزروعة هذا العام
وهنا أشار «أبو صدام» إلى أنه عادة ما يكون هناك إقبال من الفلاحين على زراعة البرسيم. إلا أنه من الممكن أن تقل المساحات المزروعة منه هذا العام نتيجة لاستهداف الحكومة لزراعة كميات كبيرة من القمح هذا العام. مما يؤثر المساحات المزروعة من البرسيم وباقي المحاصيل الشتوية الأخرى.
شكلين لزراعة البرسيم
في حين استكمل «عزت» حديثه قائلًا: «ويزرع البرسيم بشكلين، الأول أن يزرع بشكل مستديم في التربة حيث إنه بعد 60 يومًا من الزراعة. يتم حش (قطع) النبات فوق سطح التربة مع ترك ما يسمى بالتاج (الذي يحتوي على العقد التي تنمو مرة أخرى). ومن ثم بعد 30 أو 40 يومًا تتم الحشة الثانية للبرسيم. ثم في شهر مارس يتم ترك النباتات التي ستعطي بذور المحصول».
وتابع: «والشكل الثاني هو البرسيم المؤقت والذي يتم أخذ 3 حشات منه وتتم من بعدة زراعة القطن حيث لا يترك لآخر الموسم».
علف للحيوانات
كما أوضح الأهمية الكبرى للبرسيم كعلف للحيوانات، حيث يزداد إقبال الحيوانات المزرعية عليه بشكل كبير. بالإضافة إلى قيمته الغذائية العالية لاحتوائه على نسبة كبيرة من البروتين بالإضافة للدهون والكربوهيدرات والألياف. وعدد وافِ من الأحماض الأمينية.
انخفاض أسعار الأعلاف واللحوم
وفي هذا الصدد قال حسين أبو صدام، نقيب الفلاحين، إنه من أهم محاصيل الأعلاف في مصر.
وتوقع أن يسهم في خفض أسعار أسعار الأعلاف مع بدء حصاده فهو صنف علف أخضر متوفر وقليل التكلفة. كما أنه من الأسباب الأساسية التي تؤدي لانخفاض أسعار اللحوم في فصل الشتاء.
اقرأ أيضًا:
«خاص بيزنس 24»| حرب السودان تمنح البرسيم الحجازي فرص أكبر للتوسع بالصادرات
60 دولارًا للطن.. رسوم على صادرات البرسيم
الإمداد بالنيتروجين
ومن ثم تابع دكتور عصام عزت، أستاذ بكلية الزراعة جامعة الإسكندرية قسم علوم المحاصيل، حديثه. قائلًا: «إن النباتات البقولية بشكل عام تنتمي إما لمحاصيل بقولية غذائية كالفول والعدس والفاصولياء. إما لمحاصيل بقولية علفية ومن أهمها البرسيم المصري والحجازي».
كما تابع: «جميع تلك النباتات تنمو على جزورها بكتيريا تسمى بالبكتيريا العقدية والتي لديها القدرة على تثبيت النيتروجين الجوي. والذي الموجو في الهواء الجوي بنسبة 79% إلا أنه خامل لا يمكن الاستفادة منه. ولكن قدرة النباتات البقولية على تثبيته في صورة نترات تعد من أهم مزاياها حيث يعد النيتروجين أساس البروتين وبالتالي فهي تفيد النبات والتربة أيضًا».
فائدته للتربة
كما أضاف «أبو صدام»: «يعتبر هذا المحصول من الزراعات المفيدة أيضًا للتربة حيث يعطي خصوبة للتربة ويعمل على تحسين خواصها الطبيعية والكيمائية والحيوية».
وباعتبار البرسيم المسئول الأول عن تحقيق استدامة خصوبة الأراضي المصرية منذ ما يزيد على خمسة آلاف سنة. نستعرض لكم أهم فوائده للتربية تبعًا لمركز البحوث الزراعية.
يضيف المحصول للتربة من 45 – 90 كجم أزوت عضوي للفدان بما يعادل من 300 – 600 كجم سماد يحتوى على 15% أزوت.
كما أنه يضيف الأزوت العضوي والدبال والمواد العضوية التي تحسن الخواص الطبيعية والكيماوية للتربة.
وأيضاً يعتبر محصول استصلاح واستزراع للأراضي الهامشية منذ استخدامه في دورة محصول الأرز.
كما يعتبر البرسيم المصري أفضل المحاصيل البقولية وأكفأها في تحقيق نظام تعاقب زراعي مستدام مع المحاصيل النجيلية منذ ما يزيد عن خمسة آلاف سنة.
وكذلك فهو أهم الوسائل على الإطلاق في التحكم في مقاومته للحشائش بصفة عامة وحشيشة الزمير والفلارس والصامة بصفة خاصة اقتصاديًا وبيئيًا.
وهو أيضاً من أهم المحاصيل التي تستخدم كغذاء لنحل العسل وتخفيض المساحة المنزرعة برسيم عن حد معين. أو منع زراعته يعنى تدهور أو القضاء على ثروة مصر من نحل العسل.
كما يعتبر المحصول المسئول عن إعادة بناء الحشرات النافعة التي تعتبر أساس للمقاومة البيولوجية. والمحافظة على الاتزان البيولوجي لمقاومة الحشرات الضارة الذى أختل نتيجة الإفراط في استخدام المبيدات.
كما أنه أقل المحاصيل احتياج لعمليات الخدمة التي تنعدم في حالة زراعته بعد الأرز مما يحافظ على بناء التربة. وعدم حدوث نحر لها عن طريق المياه والرياح والمحافظة على الميكروفلورا النافعة للتربة. وهو يحقق مبدأ أقل حرث أو عدم الحرث الذى بدأ ينتشر في العالم المتقدم .
للمزيد من الأخبار الاقتصادية عن الأمن الغذائي والزراعة زور صفحتنا على فيسبوك من هنا
كما يعتبر أفضل محاصيل العلف إنتاجية ونوعية. ومشاكله تكاد تكون منعدمة بالمقارنة بالبرسيم الحجازي حيث يطلق عليه في كاليفورنيا المحصول السحري.