
تنطلق غدًا قمة البريكس، في دورتها الـ15، تحت عنوان «بريكس وأفريقيا: شراكة من أجل النمو المتسارع والتنمية المستدامة والتعددية الشاملة بشكل متبادل»، و من المقرر أن تستضيف جوهانسبرج، عاصمة جنوب أفريقيا، القمة بمشاركة 34 دولة حتى الآن.
طلب عضوية مصر في البريكس
و قدمت مصر، في يونيو الماضي، طلب الانضمام إلى منطقة البريكس، في محاولة منها لإلغاء التعامل بالدولار في التبادل التجاري بين الدول الأعضاء، مما يساهم في حل جزئي من مشكلة السيولة الدولارية لديها.
ونستعرض خلال هذه السطور أهم المميزات التي يمكن أن تحصل عليها مصر من الانضمام لمنطقة البريكس، وكيف تؤثر عضويتها في هذه المنطقة على حجم الصادرات لديها؟
قال عبد النبي عبد المطلب، الخبير الاقتصادي، بالرغم من وجود التكتل منذ عام 2006، ويشمل فى عضويته كل من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، لكنه هذه المرة مختلف كثيرًا، حيث سيحضر القمة أكثر من 40 رئيس دولة وحكومة، بالإضافة إلى قادة دول المجموعة.
القمة 15 للبريكس
وأضاف عبد النبي عبد المطلب في تصريحات خاصة لـ« بيزنس 24»، أن هناك تأكيدات أن القمة ستسعى لترسيخ دور بريكس في النظام الاقتصادي العالمي.
و ستناقش القمة للمرة الأولى التوسع في عضوية المجموعة، وحاليًا 23 دولة قدمت طلبات للانضمام لمجموعة بريكس، ومنها مصر، وإندونيسيا و السعودية.
عضوية مصر في البريكس يمنحها التحول لمنطقة لوجستية
أوضح «عبد المطلب» أنه منذ الإعلان عن رغبة مصر للانضمام لمجموعة البريكس، وهناك رهانات كبيرة عن احتمالية حل الكثير من المشاكل التي تعاني منها مصر حاليًا، وفى مقدمتها ارتفاع أسعار الغذاء.
وأعلن بوتين أكثر من مرة عن رغبته فى توصيل القمح والزيوت وغيرها من الحبوب والمحاصيل الغذائية إلى الدول الفقيرة بأسعار مناسبة.
ومن هنا فإن انضمام مصر إلى مجموعة بريكس، قد يسهم في تحقيق مساعي مصر لتكون منطقة لوجيستية لتداول الحبوب والمحاصيل الغذائية، ولا شك أن حدوث ذلك سوف يساعد على ارتفاع حجم صادرات مصر من المواد الغذائية والحاصلات الزراعية لكافة دول العالم وفى مقدمتها الدول الإفريقية.
وأضاف عبد المطلب أن هذه المحاصيل هى أساسًا مستوردة من روسيا، لكن إعادة تصديرها لإفريقيا عبر مصر سيزيد من استفادة الاقتصاد المصري.
معايير الانضمام للبريكس تتضح بعد قمة جوهانسبرج
وأشار عبد المطلب إلى أنه حتى هذه اللحظة لا توجد قواعد وضعتها قيادة بريكس للدول المؤهلة للانضمام اليها، وسيبقى قرار التوسع فى عضوية المجموعة من عدمه مرهونا بنتائج قمة جوهانسبرج.
أوضح أن الحديث عن المتطلبات المطلوبة لاستيفاء معايير الانضمام، لن تظهر إلا بعد الإعلان عن قرار توسيع المجموعة.
44 تريليون دولار حجم التبادل التجاري بين الدول الأعضاء
ولفت عبد المطلب إلى أن حجم التبادل التجاري بين الدول المشاركة في البريكس يبلغ، حتى نهاية عام 2022، نحو 44 تريليون دولار، وذلك وفقًا لبيانات البنك الدولي.
وأشار عبد المطلب أنه طبقًا لبيانات منظمة التجارة الدولية تساهم مجموعة بريكس بنحو 17% من حجم التجارة العالمية.
وطبقًا لبيانات كل دولة فمن الواضح أن الأرقام تختلف من دولة إلى أخرى، فعلى سبيل المثال أعلنت إدارة الإحصاءات الصينية أن حجم تجارتها مع شركائها التجاريين فى بريكس يزيد عن 330 مليار دولار خلال الفترة من يناير إلى يوليو 2023، أما الإحصاءات الروسية فتشير إلى أن حجم تجارة روسيا مع دول بريكس يزيد عن 165 مليار دولار، عن عام 2021.
وأوضح عبد المطلب، أن اختلاف البيانات يعود إلى طبيعة نشر البيانات فى كل دولة، حيث تهتم الصين، على سبيل المثال، بنشر بياناتها بشكل محدث، فيما يحتاج إصدار البيانات فى بعض الدول إلى وقت أطول.
فوائد مصر من الانضمام لمنطقة البريكس
قال السيد خضر، الخبير الاقتصادي، إن انضمام مصر إلى مجموعة البريكس، وهي تعني الدول الناشئة الخمس الرئيسية (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا)، لها عدة أهميات وفوائد منها: المساهمة في تعزيز العلاقات الاقتصادية، حيث يمكن أن يعزز انضمام مصر إلى البريكس التعاون الاقتصادي بين مصر والدول الأخرى في المجموعة.
تابع: «كما يؤدي الانضمام إلى زيادة حجم التجارة البينية والاستثمارات بين مصر وهذه الدول، وتعزيز فرص النمو الاقتصادي المستدام».
وبالإضافة إلى إمكانية الاستفادة من مزايا التكتل من خلال الوصول إلى أسواق كبيرة ونماذج تنموية ناجحة ،وكذلك الخبرات والتجارب الناجحة في التنمية الاقتصادية والتكنولوجيا وبناء البنية التحتية، وهذا قد يساعد في تعزيز التنمية المستدامة في البلاد.
متطلبات للانضمام إلى البريكس
أوضح السيد خضر في تصريحات خاصة لـ « بيزنس 24» أن الانضمام إلى مجموعة البريكس يتطلب تلبية مجموعة من الشروط والمتطلبات، ومصر يجب أن تستعد وتعزز قدراتها في مجالات مختلفة للاستفادة الكاملة من عضويتها في المجموعة، كما يجب أن تتعاون مصر مع الدول الأعضاء الأخرى لتعزيز التعاون والفوائد المشتركة للحكومة المصرية.
تأثير عضوية مصر في البريكس
وأضاف خضر أن انضمام مصر إلى مجموعة البريكس قد يكون له تأثير إيجابي على الاقتصاد المصري والعلاقات الدولية، حيث ستزيد نسبة التجارة الثنائية وقد تتطور علاقات التجارة بين مصر ودول البريكس ، يمكن أن تزيد العضوية في المنظمة من حجم التجارة وتعمق الروابط التجارية بين الطرفين، كذلك حجم الاستثمارات المشتركة، فقد توفر عضوية مصر في البريكس فرصًا لتعزيز التعاون في مجال الاستثمارات بين مصر ودول البريكس.
ويضم تجمع «بريكس»، والذي يعد من أهم التجمعات الاقتصادية على مستوى العالم، في عضويته كلا من الصين، وروسيا، والهند، والبرازيل، وجنوب أفريقيا، ويمثل التجمع 30% من حجم الاقتصاد العالمي، و26% من مساحة العالم و43% من سكان العالم، وينتج أكثر من ثلث إنتاج الحبوب في العالم.
مجالات التعاون بين مصر ودول البريكس
أشار خضر إلى أن مصر تستطيع الاستفادة من التعاون الاقتصادي مع دول البريكس في مجالات مثل الطاقة، والزراعة، والنقل، والتكنولوجيا ،يمكن أن تسهم الشراكة مع دول البريكس في تبادل المعرفة والخبرات وتعزيز التنمية الاقتصادية المشتركة.