
شهدت بورصة الدواجن فجوة بين أسعار الدواجن البيضاء والساسو وارتفاعًا متتاليًا في أسعار الأخيرة ليصل في المزارع إلى 105 جنيهات
ما العوامل المؤثرة في ارتفاع أسعار الدواجن الساسو؟ و هل ستستمر الزيادة في الفترة القادمة؟ و ما الدور الذي تلعبه المؤسسات المعنية للحد من ارتفاع الأسعار؟
عوامل تسببت في رفع أسعار الساسو
قال عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن بالغرفة التجارية، إن الأسعار التي تسجلها الدواجن البورصة والفجوة في الأسعار بين أنواع الدواجن و بعضها، حيث أن سعر كيلو الفراخ الساسو اليوم 105 جنيهًا و تصل للمستهلك ب110 جنيهًا، نتيجة لأن ظروف تربية الفراخ الساسو مختلفة عن الأنواع الأخرى.
وأشار «السيد»، في تصريح خاص لـ«بيزنس 24»، إلى أن عدد الأيام في دورتها يمثل ضِعف دورة الفراخ البيضاء; و بالتالي فإن احتمالية حدوث تغيرات تؤثر على الإنتاج تكون مرتفعة، ذلك بالإضافة إال الاختلاف في تكلفة الإنتاج و العمالة و مقدار مُعامل التحويل عن غيرها.
بالإضافة إلى دور الحلقات الوسيطة من تجار و مستوردين في زيادة أسعار الدواجن، و لذلك يجب على الجهات الرقابية المحافظة على الانضباط و معاقبة المخالفين.
عملية الإنتاج تعود بالخسائر على المُربي
و أضاف محمود العناني، رئيس اتحاد منتجي الدواجن، حديثه قائلًا «إن أسعار الدواجن لا تعد مرتفعة، حيث أن سعر البيع بالكاد يغطي تكلفة الإنتاج و يعود بربح قليل، حيث أن بيئة العمل بها الكثير من الخسائر على المُربي و خاصة صغار المريين; و بالتالي لا يقوم بعمل دورات جديدة مما يجعل حركة الإنتاج غير منتظمة، و على ذلك فإن تلك الزيادة مطلوبة لتستقر الصناعة».
وأشار إلى أنه على الرغم من توافر الخامات إلا أن سعرها مرتفع مقارنة بالسنة الماضية بسبب ارتفاع سعر الدولار، كما أن التغيرات الجوية التي حدثت في الفترة الأخيرة أثرت أيضًا على الإنتاج.
تابع: «أي سلعة تخضع لنظام العرض و الطلب، فعندما يقل سعر الأعلاف و بالتالي يتم عمل دورات جديدة ليزيد الإنتاج، و عندها تقل أسعار الدواجن.
و أوضح أن الارتفاع في أسعار الفراخ الساسو جاء نتيجة توقف تربية الفراخ الساسو لفترة، و لكن ستؤدي تلك الزيادة في أسعار الساسو إلى رفع إنتاجها; و بالتالي ستعود أسعارها لتقل مرة أخرى.
و في النهاية أشار إلى ضرورة تشجيع المربيين على العمل و إدخال دورات جديدة.
ضرورة الاهتمام بالفلاح
وشدد من جانبه عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن بغرفة القاهرة، على ضرورة الاهتمام بالفلاح و توفير احتياجاته من بذور و كيماويات و تكافل زراعي حتى لا يشعر بأن حقه مهدور; من خلال تفعيل قانون التكافل الزراعي رقم 126 لعام 2014 الذي يكفل تعويض للفلاح في حالة حدوث التغيرات الجوية أو الأمراض الوبائية ، و قانون الزراعات التعاقدية رقم14 لسنة 2015.
كما يجب الاهتمام بالبحث العلمي لاستنباط سلالات جديدة من أجل زيادة الطاقة الإنتاجية.
التي وصلت اليوم إلى 64 جنيهًا و تصل للمستهلك بسعر من 70 إلى 72 جنيهًا، هى السعر الطبيعي وفقًا للمدخلات، حيث أن سعر العلف الذي يتراوح بين 22000 و 23000 يعد سعرًا مرتفعًا، بالإضافة إلى زيادة أسعار الكتاكيت عمر يوم في السوق.
انخفاض الأسعار قبل عيد الأضحى
أضاف أن الانخفاض الذي حققته أسعار الدواجن قبل عيد الأضحى، و الذي وصلت به إلى سعر من 67 إلى 68 جنيهًا، كان سببه الاعتماد الأساسي على اللحوم في تلك الفترة من السنة، بالإضافة إلى تأثر المزارع بالموجة الحارة التي اجتاحت البلاد، فكل تلك العوامل أدت لهبوط أسعارها.
و أشار إلى أن الغالبية العظمى من مزارع الدواجن نظام تقليدي مفتوح، و بالتالي لا تستطيع التعامل بكفاءة مع موجات الحرارة التي تؤدي لنفوق الطيور .
أزمة المزارع ذات النظام المفتوح
على عكس مزالرع الدواجن ذات النظام المغلق التي تمتلك خلايا التبريد، الشفاطات الكهربائية و خطوط العلف; مما يجعلها أكثر قدرة في السيطرة على درجة الحرارة داخل عنابر المزرعة حتى تتلائم مع درجة الحرارة المناسبة للطيور .
وذكر أن الدواجن تمتنع عن تناول الطعام في درجات الحرارة المرتفعة; فيقل مُعامل التحويل مما يتسبب في هدر الأعلاف و يؤثر على صحة الطيور; فيؤثر ذلك في صعود أسعار الدواجن.
و أضاف «السيد»، أنه لا يمكن لأي فرد أن يجزم بأن أسعار الدواجن ستنخفض أو ترتفع أو ستظل ثابتة في الفترة القادمة، حيث لا يوجد من يضمن أنه سيستطيع الاستمرار في سداد أسعار الأعلاف لمدة شهر على سبيل المثال، فلا يستطع أحد التحكم في الوضع العام وسط التغيرات العالمية التي تحدث.
4 عوامل رئيسية تؤثر في العملية الإنتاجية
و أفصح «السيد»، عن وجود 4 عوامل هامة تؤثر في المنتج المحلي و تؤدي إلى ارتفاع أو انخفاض الأسعار ، و في مقدمتها ارتفاع تكلفة الإنتاج من العوامل المؤثرة بشكل رئيسي، فمثلًا 1.6 كيلو علف للفراخ البيضاء يعطي كيلو لحم بفارق 600 جرام، بالإضافة إلى الارتفاع في تكلفة الإيجار و زيادة العمالة.
كما تعد القوة الشرائية للمواطن المصري مؤثرًا قويًا على الإنتاج.
و كذلك الأمراض الوبائية و الحالة الجوية عاملان رئيسيان في العملية الإنتاجية.
كما أن آليات العرض و الطلب تسيطر بشكل كامل على جميع السلع و ليس الدواجن فقط، بالإضافة إلى أنه مازال يوجد افتقار للدولار; و بالتالي يجب زيادة الصادرات حتى تتوافر حصيلة كافية من العملة لتعويض الفجوة و إحداث انضباط في السوق المحلي و من ثم الاقتصاد المصري.