
ارتفعت أسعار الذهب في بداية تداولات الأسبوع مدفوعة بتراجع الدولار، فيما يراقب المستثمرون عن كثب تطورات محادثات التجارة الأمريكية، إلى جانب ترقبهم لاجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي المرتقب ونتائج الانتخابات اليابانية التي قد تؤثر على حركة السوق.
وبحسب بيانات شركة جولد بيليون، سجل سعر أونصة الذهب عالميًا ارتفاعًا بنسبة 0.4% اليوم الاثنين، ليصل إلى أعلى مستوى عند 3370 دولارًا للأونصة، بعد أن افتتح التداول عند 3348 دولارًا، ويتم تداوله حاليًا عند 3363 دولارًا للأونصة.
شهد الدولار بداية هادئة خلال تداولات الأسبوع، ما منح الذهب فرصة لتحقيق مكاسب أولية، خاصة مع اقتراب موعد فرض الرسوم الجمركية الأمريكية في الأول من أغسطس. ويُتوقع في حال عدم التوصل إلى اتفاق تجاري، أن يستمر الذهب في الصعود نحو مستوى 3400 دولار للأونصة أو أكثر.
توترات تجارية تدفع الذهب نحو مزيد من المكاسب
لا يزال وزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك متفائلًا بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي، في الوقت الذي كشفت فيه صحيفة وول ستريت جورنال أن الاتحاد الأوروبي يستعد لاتخاذ إجراءات انتقامية ردًا على الرسوم الجمركية المفروضة من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
المفاوضات التجارية شهدت تصاعدًا في التوتر، حيث طالب المسؤولون الأمريكيون بمزيد من التنازلات من الاتحاد الأوروبي لإبرام صفقة، بما في ذلك تطبيق تعريفة أساسية بنسبة 15%، الأمر الذي فاجأ المفاوضين الأوروبيين وأثار قلق الأسواق.
أدى هذا التوتر إلى زيادة الإقبال على الذهب كملاذ آمن في ظل المخاوف المتزايدة من تفاقم أزمة الرسوم الجمركية، خاصة مع قرب تطبيقها.
انتخابات اليابان وتحركات الين ترفع الطلب على الملاذات الآمنة
في سياق آخر، أظهرت نتائج انتخابات مجلس الشيوخ الياباني التي عُقدت نهاية الأسبوع، فقدان الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم لأغلبيته، ما أثار تساؤلات حول مستقبل الحكومة اليابانية.
ارتفع الين الياباني في أعقاب نتائج الانتخابات، مما يعكس تزايد الطلب على الأصول الآمنة، وهو ما دعم ارتفاع أسعار الذهب بالتزامن مع هذه التحركات.
كما ساهم التراجع الطفيف للدولار الأمريكي بعد موجة صعود استمرت أسبوعين، في تعزيز أداء المعادن النفيسة، رغم بقاء الذهب في نطاق تداول محدود يقترب من 200 دولار منذ أبريل الماضي.
توقعات البنوك المركزية تسهم في استقرار الأسعار عالميًا
من المتوقع أن يُبقي البنك المركزي الأوروبي على أسعار الفائدة دون تغيير عند مستوى 2.0% في اجتماعه المقرر هذا الأسبوع، وذلك بعد سلسلة من التخفيضات التي شهدتها الفترة الماضية.
أما بالنسبة للبنك الاحتياطي الفيدرالي، فما تزال التوقعات تشير إلى تثبيت أسعار الفائدة خلال اجتماعه المقبل، رغم تصريحات محافظ البنك كريستوفر والر التي عبّر فيها عن رغبته بخفضها مجددًا لدعم الاقتصاد الأمريكي.
من جهة أخرى، أظهر تقرير التزامات المتداولين الصادر عن لجنة تداول السلع الآجلة، ارتفاعًا في عقود الشراء للذهب الآجلة بمقدار 8542 عقدًا، فيما تراجعت عقود البيع بـ1605 عقود مقارنة بالتقرير السابق.
المضاربون يعاودون الشراء.. وتقرير التزامات المتداولين يكشف التحول
يعكس التقرير الأخير عودة الزخم نحو الذهب كمادة للمضاربة، في ظل التحول الحاصل بالأسواق وتزايد التركيز على أزمة التعريفات الجمركية والملفات التجارية العالقة بين القوى الكبرى.
هذه المعطيات دفعت المستثمرين والأفراد والصناديق المالية لزيادة تعرضهم للذهب، بحثًا عن الأمان وسط التقلبات الجيوسياسية والاقتصادية المستمرة.
ويأتي هذا في وقت تترقب فيه الأسواق أي مؤشرات جديدة من البنوك المركزية أو من المحادثات التجارية قد تغير المسار الراهن للأسعار.
الذهب محليًا: أداء عرضي رغم ارتفاع عالمي
على الصعيد المحلي، شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا محدودًا في بداية جلسات اليوم، بالرغم من صعود الأسعار عالميًا، ويُعزى هذا الأداء إلى تراجع سعر صرف الدولار المحلي، ما انعكس على عملية تسعير الذهب بالسوق المصري.
استقر سعر جرام الذهب عيار 21 – الأكثر تداولًا – عند 4655 جنيهًا للجرام، دون تغير يُذكر عن تداولات أمس التي سجلت 4650 جنيهًا.
ولا يزال السوق المحلي يعاني من حالة من التذبذب، حيث يتحرك في نطاق عرضي دون اتجاه محدد، متأثرًا بعدم وضوح اتجاه الذهب العالمي وتغيرات سعر الدولار مقابل الجنيه المصري.
صافي الأصول الأجنبية يدعم الاقتصاد ويحد من الطلب على الذهب
أعلن البنك المركزي المصري عن ارتفاع صافي الأصول الأجنبية لديه بنهاية يونيو الماضي ليصل إلى 499.628 مليار جنيه، مقارنة بـ492.332 مليار جنيه في نهاية مايو، ما يعكس تحسنًا في المؤشرات المالية.
هذا التحسن يشكل دعمًا قويًا للقطاع المصرفي ويُحسن من الوضع المالي العام، ما يقلل من الإقبال على الذهب كأداة للتحوط، ويُسهم في استقرار الأسواق المالية.
وتُظهر هذه المؤشرات تفاؤلًا نسبيًا بشأن استقرار الوضع الاقتصادي المحلي، رغم استمرار المخاوف من تأثيرات الأسواق العالمية.
نظرة مستقبلية على أسعار الذهب عالميًا ومحليًا
استمر سعر الذهب عالميًا في تحقيق مكاسب مع بداية الأسبوع، مدعومًا بتراجع الدولار وارتفاع الطلب على الملاذات الآمنة مع اقتراب تطبيق الرسوم الجمركية الأمريكية وعدم وجود اتفاقيات تجارية جديدة حتى الآن.
وفي المقابل، لم تتفاعل أسعار الذهب المحلي بنفس القوة، حيث أثّر تراجع الدولار مقابل الجنيه على تسعير الذهب محليًا، لتظل الأسعار في نطاق تداول محدود.
سجلت أونصة الذهب عالميًا اليوم 3370 دولارًا، مقارنة بـ3350 دولارًا خلال الأسبوعين الماضيين، بينما ما زال مؤشر الزخم يُظهر أداءً محايدًا حتى الآن.
وفي السوق المصري، استمر سعر جرام الذهب عيار 21 حول 4650 جنيهًا، وسط غياب أي زخم حقيقي لتحريك الأسعار خارج النطاق العرضي المسيطر خلال الفترة الأخيرة.
قد يهمك ايضا
استقرار نسبي في جميع الأعيرة..أخر أسعار الذهب اليوم 21-7-2025
يواصل صعوده في السوق المحلي.. أحدث أسعار الذهب اليوم 17-7-2025
ارتفاع طفيف في أسعار الذهب اليوم 15-7-2025.. وعيار 21 يواصل الصعود