
في إطار دعم التعاون المشترك والشراكة وتبادل الخبرات مع الدول الأفريقية، شهد الدكتور محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، احتفالية تخريج دفعة جديدة تضم 31 متدربًا أفريقيًا، شاركوا في برامج تدريبية متخصصة حول نظام SCADA في شبكات توزيع الكهرباء، إلى جانب برنامج متقدم عن استخدامات الهيدروجين منخفض الكربون.
أقيمت الاحتفالية بحضور المهندس جابر دسوقي، رئيس الشركة القابضة لكهرباء مصر، والسفير محمد عزمي، نائب الأمين العام للوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية التابعة لوزارة الخارجية، حيث تم توزيع الشهادات على المتدربين من دول الساحل والصحراء.
وأكد الدكتور عصمت خلال كلمته أن القيادة السياسية المصرية، برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي، تولي اهتمامًا بالغًا بتعزيز العلاقات مع الدول الأفريقية، وتحرص على دعم أطر الشراكة وتبادل الخبرات، خاصة مع دول الساحل والصحراء.
وشدد على أن وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة تضع كامل إمكاناتها في خدمة الأشقاء الأفارقة، في ظل التحديات المشتركة التي تواجهها القارة.
برامج تدريبية متقدمة لبناء القدرات الفنية
أوضح وزير الكهرباء أن البرامج التدريبية التي تنفذها الوزارة تهدف إلى بناء القدرات الفنية وتطوير المهارات في مجالات الكهرباء المختلفة، بما يشمل الإنتاج، والنقل، والتوزيع، والتحكم، إلى جانب الطاقة الجديدة والمتجددة.
وأضاف أن قطاع الكهرباء المصري يمتلك التكنولوجيا والخبرة الكافية لدعم الدول الشقيقة، من خلال إيفاد الخبراء، وعقد ورش العمل، وتنفيذ الدراسات الفنية.
وأكد عصمت أن البرامج التدريبية لا تقتصر على المعرفة النظرية فقط، بل تشمل تطبيقات عملية وزيارات ميدانية لتوفير تجربة تعليمية متكاملة، تسهم في تحقيق الاستفادة المشتركة.
ووجه المشاركين بضرورة نقل الخبرات التي اكتسبوها إلى بلدانهم، بما يسهم في تطوير قطاعات الكهرباء، وتحقيق الاستدامة في إمدادات الطاقة، وتعزيز العلاقات المتبادلة بين الدول الأفريقية.
وأعرب الوزير عن تهنئته للمتدربين بعد إتمامهم البرامج التدريبية بنجاح، مؤكدًا استمرار تلك البرامج خلال المرحلة المقبلة بالتعاون مع الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية.
تفاصيل برنامج SCADA في شبكات توزيع الكهرباء
وتضمن البرنامج التدريبي الخاص بنظام SCADA تدريب 18 متدربًا من دول بوركينا فاسو، وتشاد، والنيجر. وقد تم تعريف المشاركين بمكونات وبنية هذا النظام المتقدم، وكيفية تصميمه وتنفيذه ودمجه مع شبكات التوزيع.
كما شمل التدريب استخدام نظام SCADA بكفاءة عالية في المراقبة والتحكم وإدارة الأعطال، إلى جانب تطبيق تدابير الأمن السيبراني لحماية الشبكات.
وتخلل البرنامج زيارات ميدانية للمنشآت المجهزة بهذا النظام، مما أتاح للمشاركين فرصة الاطلاع العملي على أحدث التقنيات المستخدمة في هذا المجال.
وحرص المدربون خلال البرنامج على الجمع بين المحتوى النظري والتطبيقي لضمان تكامل المعرفة، وتمكين المشاركين من العودة إلى بلدانهم محملين بالخبرات اللازمة لدعم البنية التحتية الكهربائية.
الهيدروجين منخفض الكربون: تقنيات حديثة وآفاق واعدة
أما برنامج التدريب على استخدام الهيدروجين منخفض الكربون، فقد ضم 13 متدربًا من دول بوركينا فاسو، وتشاد، ومالي، والنيجر.
وتم خلاله تقديم شرح شامل لتقنيات توليد الطاقة باستخدام توربينات الهيدروجين وخلايا الوقود، إلى جانب كيفية دمج هذه التقنيات ضمن الشبكات الكهربائية القائمة.
كما تعرف المشاركون على سياسات وخطط الهيدروجين في مناطق مختلفة حول العالم، منها الاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة الأمريكية، ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وآسيا.
وشمل البرنامج مراجعة لمشاريع الهيدروجين الأخضر حول العالم، إلى جانب بروتوكولات سلامة التعامل مع الهيدروجين وتخزينه.
وتميز البرنامج بالتنوع المعرفي والاطلاع على تجارب دولية متقدمة، مما يسهم في بناء رؤية متكاملة لدى المتدربين حول مستقبل الطاقة النظيفة والآمنة في القارة.
إشادات المتدربين وتقديرهم للدور المصري
وعقب تسلمهم الشهادات، أعرب المتدربون عن تقديرهم العميق لمصر، قيادة وشعبًا، مشيدين بالدور الكبير الذي تقوم به وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة في دعم القدرات الأفريقية، كما أشادوا بمستوى مراكز التدريب، وجودة المحتوى التدريبي النظري والعملي، وكفاءة المدربين.
وأشار المتدربون إلى ما شاهدوه خلال الزيارات الميدانية من تطور غير مسبوق في شركات تصنيع المهمات الكهربائية المصرية، مؤكدين أنهم سيعملون على نقل ما اكتسبوه من معارف وخبرات إلى دولهم، من أجل تحسين منظومة الكهرباء وضمان استدامة الطاقة بها.
وتأتي هذه البرامج في إطار رؤية مصر الاستراتيجية لتعزيز دورها الريادي في القارة الأفريقية، وتقديم نموذج ناجح للتعاون والتكامل بين دول الجنوب.
قد يهمك أيضا:-