افتتح المهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، فعاليات الدورة الرابعة من منتدى مصر للتعدين EMF، المقام هذا العام تحت شعار “تسريع الاكتشاف التجاري، والاستكشاف، والاستخراج وتحقيق القيمة المضافة من الخامات”.
وشهدت الجلسة الافتتاحية مشاركة وزراء من دول عربية وأفريقية، ونواب البرلمان المصري، ومحافظين، وسفراء عدد من الدول، بالإضافة إلى رؤساء ومديري كبرى شركات التعدين العالمية.
حضر المنتدى المستشار محمود فوزي وزير الشئون النيابية والقانونية، والدكتور صالح الخرابشة وزير الطاقة الأردني، والمهندس خالد المديفر نائب وزير الصناعة السعودي لشئون التعدين، والسيد أنطونيو أوبورو وزير المناجم بغينيا الاستوائية.
كما شارك الدكتور خالد عبدالحليم محافظ قنا، والمستشار أحمد سعد الدين وكيل أول مجلس النواب، والنائب محمد السلاب رئيس لجنة الصناعة، ونواب محافظي الوادي الجديد والبحر الأحمر وأسوان.
المنتدى شهد أيضاً تواجد كبار مسؤولي قطاعات التعدين بالدول العربية والأفريقية، وممثلي كبرى الشركات المحلية والعالمية، ما يعكس أهمية المنتدى كمنصة استراتيجية لتطوير قطاع التعدين في مصر والمنطقة.
كلمات وزير البترول: نحو إطلاق العنان لإمكانات التعدين المصري
في كلمته الافتتاحية، رحّب الوزير كريم بدوي بالمشاركين، مؤكدًا على أهمية المنتدى كمنصة رفيعة المستوى لتبادل الرؤى حول تعظيم الاستفادة من ثروات مصر المعدنية.
وأشار إلى أن المنتدى هذا العام يركز على تسريع المحادثات الخاصة بالاستثمار، وتحديث السياسات والتراخيص، وتوطين التكنولوجيا، وبناء سلاسل توريد مرنة للمعادن.
أكد الوزير أن مصر تمتلك موقعًا استراتيجيًا فريدًا، وبنية تحتية قوية، إلى جانب احتياطات كبيرة من الذهب والنحاس والفضة والزنك والبلاتين، مما يضعها في مقدمة الدول التعدينية عالميًا.
كما شدد على دعم الحكومة الكامل لهذا القطاع من خلال الإصلاحات الاقتصادية، وجذب الاستثمارات الأجنبية والمحلية.
أوضح الوزير أن تحويل هيئة الثروة المعدنية إلى “هيئة اقتصادية” يعكس التزام الدولة بتحقيق نقلة نوعية، من خلال استقلالية مالية وإدارية، وإعادة هيكلة تعزز من مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي.
تشريعات جديدة تعزز مناخ الاستثمار التعديني
أعلن الوزير عن صدور القانون الخاص بتحويل هيئة الثروة المعدنية إلى “هيئة الثروة المعدنية والصناعات التعدينية”، والذي يضمن لها استقلالية مالية وإدارية.
وقد وافق مجلس النواب على هذا القانون يوم 7 يوليو 2025، بعد مروره بمراحل الموافقة في لجان الصناعة والتشريع.
كما تم تعديل نموذج اتفاقية استغلال الذهب والمعادن لتصبح أكثر توافقًا مع المعايير الدولية، مع الحفاظ على توازن المصالح بين الدولة والمستثمرين.
وقد تمت الموافقة على الاتفاق في جلسات متعددة بمجلس الوزراء ومجلس النواب، والتوقيع عليه بالأحرف الأولى في أبريل 2025 مع شركتي باريك جولد وأنجلوجولد أشانتي.
هذا النموذج الجديد يدعم تحقيق نتائج اقتصادية متوازنة، ويعزز مكانة مصر على خريطة الاستثمار العالمي في قطاع الذهب والمعادن.
نتائج إيجابية في مؤشرات قطاع التعدين خلال عام 2024/2025
استعرض الوزير كريم بدوي أبرز مؤشرات قطاع التعدين خلال العام المالي 2024/2025، حيث بلغ إنتاج الذهب والفضة 640 ألف أوقية بزيادة 14% عن العام السابق، بإجمالي مبيعات 1.5 مليار دولار، بارتفاع نسبته 57%.
كما تم إنتاج 26 مليون طن من الخامات التعدينية بزيادة 39%، وبلغت صادراتها 1.4 مليون طن بقيمة 52.5 مليون دولار، باستثناء خام الفوسفات، وحققت عائدات تنمية الثروة المعدنية 446 مليون دولار، بنسبة زيادة 131% عن العام السابق.
وشهدت المزايدة العامة رقم (1) لعام 2024 للبحث عن الرمال الكاولينية والزجاجية بالصحراء الشرقية، إقبالاً من 20 شركة، وفازت بها شركات بارزة منها العربية للمناجم، وباسيفيك للتعدين، وإنكوم للخدمات البترولية.
تطوير المنصات الرقمية وتعزيز الشفافية في الاستثمار التعديني
أكد الوزير على الانتهاء من مرحلتي التطوير الأولى والثانية لبوابة مصر للتعدين، والتي تهدف إلى دعم المستثمرين وتحسين كفاءة الهيئة.
وتعد المنصة الرقمية حجر الزاوية في ترويج فرص الاستثمار، ومن المقرر الانتهاء من مرحلتها الأخيرة قريبًا.
وشهدت الفترة الماضية توقيع الاتفاقيات النهائية لتنفيذ مجمع صناعي ضخم لإنتاج حامض الفوسفوريك في هضبة أبوطرطور، بتكلفة 658 مليون دولار.
ويستهدف المشروع إنتاج 250 ألف طن سنويًا، مما يُعد نقلة نوعية في تعظيم القيمة المضافة من خامات الفوسفات.
كما تم توقيع مذكرة تفاهم مع شركة السويدي كاب للاستثمار لتقييم وإنتاج خام الفوسفات في منطقة وادي النيل، بإنتاج مستهدف مليون طن سنويًا في حال ثبوت الجدوى الاقتصادية.
نتائج واعدة في التنقيب الجيولوجي وبداية مشروعات استراتيجية
أعلن الوزير عن تحقيق نتائج واعدة لاكتشافات خام الذهب في وادي العلاقي، حسب تقرير شركة باريك جولد، إضافة إلى إنهاء برنامج الحفر الماسي في منطقة أبو مروات، والتي أظهرت تقاطعات معدنية عالية القيمة.
وقد تضمنت نتائج الحفر تركيزات بلغت 44.59 جرام/طن من الذهب، و419 جرام/طن من الفضة، بما يؤكد الإمكانات الجيولوجية الغنية لمصر، خاصة في الصحراء الشرقية.
كما تم الإعلان عن مشروع استراتيجي يشمل إجراء مسح جوي شامل باستخدام صور الأقمار الصناعية لتحديث قاعدة البيانات الجيولوجية والتعدينية وتحديد المناطق الواعدة.
توقيع اتفاقيات جديدة وافتتاح أول مدرسة للتعدين في مصر
خلال المنتدى، تم التوقيع بالأحرف الأولى على اتفاقية ترخيص للبحث عن خام الذهب بين الوزارة وهيئة الثروة المعدنية وشركة سنتامين التابعة لأنجلوجولد أشانتي.
كما وقعت الوزارة اتفاقًا إطارياً مع شركة باريك العالمية، في خطوة تؤكد ثقة الشركات العالمية بمناخ الاستثمار المصري.
وفي مجال تطوير الكوادر، أعلن الوزير عن قرب افتتاح أول مدرسة متخصصة في التعدين بمنطقة مرسى علم، بالتعاون مع إنجلوجولد ومؤسسة السويدي، لتأهيل الكوادر البشرية للعمل في قطاع التعدين.
كما تم تنفيذ برامج تدريب دولية في كندا، الصين، اليابان وتنزانيا، وتدريب متخصصين بالهيئة على معايير JORC الدولية.
نحو تعدين صديق للبيئة وشراكة مع وزارة البيئة
أكد الوزير اهتمام الوزارة بمبادرات التعدين الأخضر ضمن التوجه العالمي لخفض الكربون، مشيرًا إلى التنسيق مع وزارة البيئة لصياغة استراتيجيات بيئية متكاملة.
ووجه الشكر لوزيرة البيئة على دعمها المتواصل، مناشدًا جميع شركات التعدين بمواصلة الالتزام بخفض الانبعاثات وتحقيق الاستدامة البيئية في أنشطة التعدين.
وشدد على أهمية العمل الجماعي بين الحكومة والقطاع الخاص والمنظمات الدولية لتحقيق الأهداف الاستراتيجية، مشيرًا إلى التزام رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي بدعم قطاع التعدين ورفع مساهمته في الاقتصاد الوطني.
ختام المنتدى: تأكيد على الشراكة الدولية ودعم القيادة السياسية
في ختام كلمته، رحّب وزير البترول بالحضور متمنيًا لهم مؤتمراً ناجحاً، مؤكداً أن المنتدى يمثل منصة مهمة لعرض الإصلاحات وخطط التنمية في قطاع التعدين المصري.
كما توجه بالشكر لرئيس الوزراء على دعمه المستمر، مشيداً بزيارته الميدانية الأخيرة لمنجم السكري واجتماعه مع مسؤولي “أنجلو جولد أشانتي” لبحث خطط التوسعات المستقبلية.
وأكد الوزير أن الدولة ملتزمة بتقديم الدعم الكامل وتسريع وتيرة الإجراءات لتصبح مصر من أهم المراكز التعدينية على مستوى العالم، مشيراً إلى أهمية النقاشات المرتقبة في المؤتمر حول قانون التعدين الجديد، وسُبل جذب الشركاء الاستراتيجيين.
قد يهمك أيضا:-
