كاسبرسكي تحذر من رموز QR: تهديد صامت يهدد ملايين المستخدمين

مع تسارع وتيرة التحول الرقمي في العالم، أصبحت رموز الاستجابة السريعة المعروفة بـ”QR Code” جزءًا لا يتجزأ من تفاصيل الحياة اليومية.

هذه الرموز الصغيرة التي تظهر على عبوات الزبادي، قوائم الطعام، فواتير الخدمات، اللافتات الإعلانية، وحتى في مواقف السيارات، يستخدمها ملايين الأشخاص حول العالم لتنفيذ إجراءات سريعة تشمل فتح مواقع إلكترونية، تحميل تطبيقات، الاشتراك في برامج ولاء، إجراء مدفوعات، تحويل الأموال، بل وحتى التبرع للأعمال الخيرية.

ورغم سهولة استخدامها وملاءمتها للسرعة والراحة، فإن هذه التقنية البسيطة باتت هدفًا مباشرًا لمجرمي الإنترنت. إذ أصبحت رموز QR وسيلة مفضلة لهؤلاء المهاجمين لاستدراج الضحايا إلى مواقع خبيثة أو تحميل برمجيات ضارة دون علم المستخدمين.

الخبراء الأمنيون في شركة كاسبرسكي العالمية المتخصصة في الأمن السيبراني، حذروا من المخاطر الكامنة خلف مسح رموز QR دون التحقق من مصدرها.

وأكد خبراء كاسبرسكي أن رموز QR ليست مجرد وسيلة تقنية بل أصبحت أداةً شائعة للهجمات الإلكترونية، خاصة في ظل اعتماد المستخدمين المتزايد عليها في شتى مناحي الحياة اليومية، مما يجعلها سلاحًا رقميًا يمكن استغلاله بسهولة من قبل القراصنة الإلكترونيين.

التصيد الإلكتروني وتحميل البرمجيات الخبيثة أبرز التهديدات المرتبطة بالرموز

تشير التحذيرات الأمنية إلى أن من أبرز أساليب الهجمات عبر رموز QR هي إعادة توجيه المستخدمين إلى مواقع إلكترونية مزيفة تم تصميمها لسرقة المعلومات الشخصية، مثل بيانات تسجيل الدخول وكلمات المرور، وأرقام بطاقات الائتمان.

وغالبًا ما تكون هذه المواقع شبيهة جدًا بالمواقع الرسمية مثل منصات البنوك أو خدمات البث، مما يصعّب على المستخدمين التمييز بينها.

كما يمكن أن يؤدي مسح رمز QR إلى تحميل تطبيقات خبيثة مباشرة على الجهاز، مما يشكل خطرًا كبيرًا على بيانات المستخدم، خاصة في حال عدم وجود حماية من التثبيت غير المرخص.

في حالات كثيرة، لا يدرك المستخدم ما حدث إلا بعد فوات الأوان، عندما تكون بياناته قد سُرقت أو تم استخدام جهازه في أنشطة إلكترونية ضارة.

كذلك حذر الخبراء من إمكانية استغلال رموز QR في عمليات احتيال الدفع، خاصة في المواسم التي تكثر فيها العروض والتخفيضات مثل الأعياد والمناسبات الخاصة، حيث يتم توزيع رموز QR مزيفة تدفع المستخدمين لإجراء تحويلات مالية إلى حسابات احتيالية.

الاتصال التلقائي بشبكات خبيثة يزيد من احتمالية تسريب البيانات

من الأخطار الأخرى المرتبطة باستخدام رموز QR، أن بعضها قد يكون مبرمجًا للاتصال التلقائي بشبكات واي فاي يديرها مهاجمون إلكترونيون.

هذا النوع من الاتصالات يمكن أن يؤدي إلى اعتراض المعلومات المرسلة والمستقبلة من الجهاز، بما في ذلك الرسائل والبيانات الحساسة، مما يشكل تهديدًا مباشرًا لخصوصية المستخدم.

وفي هذا السياق، صرح سيف الله الجديدي، رئيس قنوات المستهلكين في الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا لدى شركة كاسبرسكي، قائلاً: “رموز QR أصبحت جزءًا أساسيًا من حياتنا اليومية، لكنها في الوقت ذاته تفتح المجال أمام تهديدات لا حصر لها.

لذا من المهم أن نكون على وعي بكيفية التعامل معها بأمان ومسؤولية، خاصة عندما نجدها مطبوعة على الإيصالات، المنشورات، والإعلانات المنتشرة في كل مكان.”

وأضاف الجديدي أن المهاجمين لا يحتاجون إلا لهفوة بسيطة من المستخدم كي ينفذوا خططهم الاحتيالية، مشددًا على أهمية تثقيف المستخدمين حول أفضل ممارسات استخدام رموز QR دون تعريض بياناتهم ومعلوماتهم للخطر.

توصيات كاسبرسكي للحماية من مخاطر رموز QR

ولمواجهة هذه التهديدات المتزايدة، قدمت شركة كاسبرسكي مجموعة من التوصيات لحماية المستخدمين عند التعامل مع رموز QR، تضمنت أولًا ضرورة التحقق من مصدر رمز QR والتأكد من موثوقيته قبل مسحه.

كما يجب الحذر من الرموز المنتشرة في الأماكن العامة أو التي تكون مطبوعة بطريقة غير واضحة أو موضوعة بشكل مريب.

ثانيًا، دعت كاسبرسكي المستخدمين إلى فحص عنوان الموقع الإلكتروني الذي يتم التوجيه إليه بعد مسح الرمز، والتأكد من مطابقته للموقع الرسمي قبل إدخال أي معلومات حساسة. في حالة وجود اختلاف بسيط أو عنوان غير مألوف، يُنصح بعدم التفاعل مع الموقع.

كما شددت التوصيات على أهمية عدم إدخال أي معلومات شخصية أو مصرفية عبر المواقع الناتجة عن مسح رموز QR، إلا إذا كان المستخدم متأكدًا من مصدرها وشرعيتها بشكل كامل.

حماية شاملة للحياة الرقمية عبر حلول أمنية متقدمة

أوصى خبراء كاسبرسكي بضرورة تثبيت برامج متقدمة للحماية من الهجمات السيبرانية، وعلى رأسها حل “Kaspersky Premium”، والذي يوفر طبقات متعددة من الحماية، ويقوم برصد التهديدات في الوقت الفعلي، وينبه المستخدم عند اكتشاف أي نشاط مريب أو محاولة احتيال رقمية.

تؤكد الشركة أن الوقاية الرقمية تبدأ بالوعي، وتكتمل باستخدام أدوات أمنية موثوقة، حيث لم يعد كافيًا أن يكون المستخدم حذرًا فقط، بل يجب أن يدعم ذلك بحلول تقنية تواكب تطور التهديدات الإلكترونية.

كاسبرسكي: خبرة عالمية في مكافحة التهديدات السيبرانية

تأسست شركة كاسبرسكي عام 1997، وتُعد من الشركات العالمية الرائدة في مجال الأمن السيبراني وحماية الخصوصية الرقمية.

استطاعت الشركة تأمين أكثر من مليار جهاز حول العالم ضد التهديدات الإلكترونية المعقدة والناشئة، من خلال مجموعة من الحلول الأمنية المتكاملة والمتطورة.

توظف كاسبرسكي خبرتها الطويلة في مجال تحليل معلومات التهديدات لتقديم حلول مبتكرة تحمي الأفراد، الشركات، الحكومات، والبنية التحتية الحساسة.

وتشمل محفظة الشركة الأمنية منتجات للأفراد، وخدمات مخصصة للشركات والمؤسسات الكبرى، إلى جانب حلول “المناعة السيبرانية” المصممة خصيصًا لمكافحة أكثر التهديدات تعقيدًا.

تخدم كاسبرسكي ملايين المستخدمين حول العالم، إلى جانب أكثر من 200,000 عميل من الشركات، وتساعدهم في الحفاظ على أمن بياناتهم وخصوصيتهم في عالم رقمي سريع التغير.

لمزيد من المعلومات، يُرجى زيارة الموقع الرسمي: www.kaspersky.com

قد يهمك ايضا

كاسبرسكي تحذر: الحوسبة الكمومية تفتح أبواب تهديدات سيبرانية غير مسبوقة 

كاسبرسكي تحذر من موجة جديدة من برمجيات الفدية المدعومة بالذكاء الاصطناعي

كيف تحمي منزلك الذكي من الاختراق؟ كاسبرسكي تقدم الإجابة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى