نجح الذهب في تسجيل أداء إيجابي للأسبوع الثاني على التوالي، لينهي الأسبوع الماضي على ارتفاع ملحوظ بالرغم من بدايته السلبية.
ويُعزى هذا الارتفاع إلى تزايد الطلب على الذهب كملاذ آمن، نتيجة تصاعد حالة عدم اليقين في الأسواق العالمية إثر قرارات التعريفات الجمركية الأخيرة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
سجل سعر أونصة الذهب في السوق العالمية ارتفاعًا بنسبة 0.6% خلال الأسبوع الماضي، ليصل إلى أعلى مستوى له في أسبوعين عند 3368 دولارًا للأونصة، بينما سجل أدنى مستوى له عند 3282 دولارًا للأونصة، واختتم تداولات الأسبوع عند مستوى 3355 دولارًا للأونصة.
وفي يوم الجمعة، ارتفع سعر الذهب العالمي بنسبة 1%، ليُسجل أعلى مستوياته في أسبوعين ويغلق التداولات أعلى من مستوى المقاومة البالغ 3350 دولارًا للأونصة. وتُشير توقعات شركة جولد بيليون إلى احتمالية استمرار هذا الاتجاه الصعودي في الأسبوع المقبل، خاصة في ظل إشارات إيجابية من مؤشرات الزخم الفني.
تصعيد في الإجراءات الأمريكية يُشعل حالة عدم اليقين بالأسواق
تراجعت مؤشرات الأسهم العالمية بشكل جماعي بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن إجراءات جمركية تصعيدية ضد كندا، شملت فرض رسوم بنسبة 35% على الواردات الكندية بدءًا من الشهر المقبل، إلى جانب اعتزامه فرض رسوم جمركية شاملة بنسبة تتراوح بين 15% و20% على معظم الشركاء التجاريين الآخرين.
وفي خطوة أكثر حدة، أعلن ترامب أيضًا فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على واردات النحاس القادمة إلى الولايات المتحدة، بالإضافة إلى فرض رسوم مماثلة على الواردات البرازيلية. كما تم إرسال إشعارات جمركية مسبقة إلى شركاء تجاريين رئيسيين آخرين مثل اليابان وكوريا الجنوبية، على أن تدخل هذه الرسوم الجديدة حيز التنفيذ في الأول من أغسطس المقبل.
وتعكس هذه القرارات تصعيدًا كبيرًا في السياسة التجارية الأمريكية، الأمر الذي أعاد حالة عدم اليقين للأسواق المالية بقوة، رغم التراجع النسبي في التوترات الجيوسياسية التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط مؤخرًا.
وقد ساهم ذلك في تعزيز الطلب على الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا، مما مكنه من تحقيق مكاسب ملحوظة على مدار الأسبوع الماضي، بالرغم من انتعاش الدولار الأمريكي وارتفاع عوائد السندات الأمريكية.
مكاسب الذهب تتقلص جزئياً بفعل قوة الدولار وارتفاع عوائد السندات
أنهى مؤشر الدولار الأمريكي تداولاته الأسبوعية على ارتفاع بنسبة 0.9%، وهو أعلى معدل ارتفاع أسبوعي منذ يناير الماضي، ما شكل عامل ضغط على أسعار الذهب نظرًا للعلاقة العكسية بينهما. ومع صعود الدولار، يتراجع الإقبال على الذهب المقوم به، ما يؤثر سلبًا على قدرته على تحقيق مكاسب أكبر.
وفي السياق ذاته، استقرت عوائد السندات الحكومية الأمريكية عند أعلى مستوياتها خلال الثلاثة أسابيع الماضية، مما أسهم في تقليص جاذبية الذهب نتيجة لزيادة تكلفة الفرصة البديلة لحائزيه، حيث أن الذهب لا يقدم أي عائد.
من جهة أخرى، أشار كريستوفر والر، محافظ البنك الاحتياطي الفيدرالي، إلى إمكانية خفض أسعار الفائدة خلال الشهر الجاري، وهي تصريحات دعمت توقعات الأسواق بشأن تخفيضات محتملة تصل إلى 50 نقطة أساس بحلول نهاية العام.
تأتي هذه التصريحات عقب محضر اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي الأخير، والذي أظهر أن قلة قليلة من الأعضاء تؤيد خفض الفائدة قريبًا، بينما يفضل الغالبية تأجيل ذلك إلى وقت لاحق من العام في ظل استمرار المخاوف المرتبطة بالتضخم الناتج عن السياسات الجمركية التي ينتهجها ترامب.
تدفقات قياسية على صناديق الذهب المادي تعكس ثقة المستثمرين
على صعيد الطلب الفعلي على الذهب، كشف مجلس الذهب العالمي عن تسجيل صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب المادي تدفقات نقدية داخلة بلغت 74.6 طنًا خلال شهر يونيو الماضي، مما يشير إلى تزايد الإقبال المؤسسي على الذهب.
ووفقًا للمجلس، فإن هذه التدفقات تُعد الأعلى على أساس نصف سنوي منذ النصف الأول من عام 2020، حيث بلغ إجمالي قيمة الاستثمارات الجديدة نحو 38 مليار دولار. ويعكس هذا التحول الإيجابي في الطلب المؤسسي تزايد القلق بين المستثمرين بشأن مستقبل الاقتصاد العالمي، ما يدفعهم إلى تعزيز حيازاتهم من الذهب كأداة للتحوط.
قد يهمك ايضا
استقرار ملحوظ بجميع الأعيرة..أسعار الذهب اليوم 9-7-2025
إيهاب واصف: أسعار الذهب في مصر تتحرك بتذبذب محدود رغم الدعم العالمي
الجنيه الذهب يرتفع إلى 37160 جنيهًا..أخر أسعار الذهب اليوم 8-7-2025
