
طالب الدكتور عمرو السمدوني، سكرتير عام شعبة النقل الدولي واللوجستيات بغرفة القاهرة التجارية، بضرورة أن تتبنى الدولة فكرة إنشاء جهاز مستقل لتنظيم اللوجستيات في مصر، بهدف الحد من الفوضى التي تخلقها بعض الخطوط والتوكيلات الملاحية، خاصة وقت الأزمات، من خلال رفع أسعار نوالين الشحن بشكل غير مبرر.
وأشار السمدوني إلى أن الجهاز المقترح يجب أن يخضع للمرجعيات الدولية والمنظمات اللوجستية العالمية التي تنظم آليات تسعير نوالين الشحن في ظل الأزمات، مع أهمية تشكيل لجنة متخصصة لإدارة الأزمات وقت الحروب، تتولى تقييم الوضع بدقة، ومن ثم تحدد الأسعار الملائمة سواء بالتثبيت أو الخفض أو الرفع لعمليات الإبحار.
وأكد أن مثل هذا الجهاز سيكون له دور حيوي في الحد من التلاعب بالسوق وضبط ارتفاع أسعار الشحن غير المبررة، خصوصًا أن تلك الأسعار تؤثر مباشرة على عوائد قناة السويس، أحد أهم الموارد الاقتصادية للدولة.
توحيد المعايير ومنع الاحتكار ضمن اختصاصات الجهاز المقترح
أوضح السمدوني أن فكرة إنشاء الجهاز لم تكن وليدة اللحظة، حيث سبق أن طُرحت من جانب وزارة النقل وعدد من الخبراء في السنوات الماضية، لكنها لم تدخل حيز التنفيذ حتى الآن، مشيرًا إلى أهمية إعادة إحيائها الآن في ضوء التحولات الجارية بسوق النقل الدولي واللوجستيات.
وأضاف أن الجهاز سيساهم بشكل كبير في وضع معايير موحدة ومواصفات واضحة للخدمات اللوجستية على مستوى الجمهورية، بما يضمن جودة الخدمات ويحمي حقوق جميع المتعاملين، سواء من مقدمي الخدمات أو المتلقين.
وشدد على أن وجود جهاز منظم سيحد من الفوضى الحالية، كما سيتصدى لعمليات الاحتكار من بعض الكيانات، ويوفر إطارًا قانونيًا لمنافسة عادلة، ويضمن رفع كفاءة الخدمات اللوجستية المقدمة داخل مصر.
تنظيم سوق اللوجستيات وفتح المجال أمام الشركات العالمية
بيّن الدكتور السمدوني أن الكيان المقترح سيتبع وزارة النقل، وسيكون مسؤولًا عن منح تراخيص مزاولة الأنشطة اللوجستية، وتحديد مستويات الجودة، بالإضافة إلى دوره في إعداد الكوادر البشرية، ومواجهة العقبات التي تواجه الشركات العاملة في هذا القطاع الحيوي.
وأوضح أن الجهاز سيقوم كذلك بوضع اشتراطات الأمن والسلامة، وضمان التنظيم المؤسسي للمنافسة، ومعالجة التحديات التي تعرقل انسيابية عمل الشركات، مما يُسهم في تعزيز كفاءة الخدمات ورفع تصنيف مصر على خريطة الخدمات اللوجستية العالمية.
وأكد السمدوني أن الجهاز لا يهدف فقط إلى ضبط السوق المحلي، بل يسعى إلى استقطاب الشركات الدولية المتخصصة في اللوجستيات وسلاسل التوريد، وهو ما يعزز من فرص توطين الصناعة العالمية داخل مصر من خلال شبكة نقل ولوجستيات متكاملة.
مصر مؤهلة للتحول إلى مركز لوجستي عالمي بفضل موقعها
لفت سكرتير عام شعبة النقل الدولي إلى أن إنشاء جهاز مستقل لتنظيم اللوجستيات سيكون خطوة مكملة لما أنجزته الدولة المصرية في ملف تطوير البنية التحتية، حيث تحققت طفرة كبيرة في هذا المجال خلال السنوات الأخيرة، ولكن يبقى التحدي القائم هو إعادة ترتيب البنية الفوقية لضمان تشغيل هذه البنية بكفاءة مثلى.
وشبّه السمدوني الجهاز الجديد بجهاز تنظيم الاتصالات، الذي ساهم في ضبط سوق الاتصالات بمصر، مشيرًا إلى أن قطاع النقل والخدمات اللوجستية في حاجة ماسة لكيان تنظيمي مشابه، لضبط السوق ورفع مستوى الأداء.
وأكد أن ذلك يأتي في إطار خطة الدولة لتحويل مصر إلى مركز عالمي للوجستيات والتجارة، مستفيدة من موقعها الجغرافي الفريد بين البحرين الأحمر والمتوسط، وامتلاكها لأحد أهم الممرات الملاحية في العالم وهو قناة السويس، ما يعزز من فرص الربط بين سلاسل التوريد الدولية.
قد يهمك أيضا:-