
في إطار المبادرة التي أطلقها مركز البحوث الزراعية لتفعيل دور المراكز الإرشادية الزراعية بجميع أنحاء الجمهورية، أعلنت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي عن تنفيذ أكثر من 1875 نشاطًا إرشاديًا متنوعًا خلال شهر يونيو الماضي، استفاد منها أكثر من 43,850 مزارعًا.
ويأتي هذا النشاط المكثف تماشيًا مع توجيهات القيادة السياسية بشأن تطوير الريف المصري، وتنفيذًا لتوجيهات السيد علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، وتحت إشراف مباشر من الدكتور عادل عبدالعظيم رئيس مركز البحوث الزراعية، ضمن خطة تستهدف تعميم الأنشطة الإرشادية على مستوى الجمهورية.
وأكد الدكتور ياسر الحيمري، مدير معهد بحوث الإرشاد الزراعي والتنمية الريفية والمنسق العام للبرامج الإرشادية والتدريبية بمركز البحوث الزراعية، أن البرنامج يأتي في إطار دعم المزارعين بالمعلومات الفنية والإرشادات التطبيقية لتحسين الإنتاج الزراعي والتنمية الريفية، بالتعاون مع مديريات الزراعة بالمحافظات.
ندوات وزيارات ميدانية تغطي 300 مركز إرشادي
أوضح الدكتور الحيمري أن الأنشطة التي تم تنفيذها خلال شهر يونيو شملت تنظيم نحو 750 ندوة إرشادية، و75 حلقة نقاشية، بالإضافة إلى 1050 زيارة ميدانية للمزارعين، حيث تم تغطية أكثر من 300 مركز إرشادي بمختلف محافظات الجمهورية.
وأشار إلى أن هذه الجهود الواسعة تأتي في إطار خطة شاملة لدعم المزارعين فنيًا وتوعيتهم بأحدث الممارسات الزراعية، وتوفير الإرشادات الفنية المناسبة لكل منطقة ومحصول.
ويهدف البرنامج إلى رفع كفاءة المزارعين في التعامل مع المحاصيل المختلفة وتقليل نسب الفاقد وتحسين جودة الإنتاج.
وأضاف أن الأنشطة شملت تقديم الدعم الفني للمزارعين في مجالات متعددة، من أبرزها الممارسات الزراعية الجيدة، ممارسات ما بعد الحصاد، تقليل الفاقد، والمتابعة الدقيقة للحالة الصحية للمحاصيل، بما يسهم في تعزيز الإنتاج الزراعي وتحقيق أقصى استفادة من الموارد المتاحة.
دعم المحاصيل الصيفية وتوصيات فنية دقيقة
شملت الأنشطة الإرشادية توعية المزارعين بالتوصيات الفنية المرتبطة بالمحاصيل الصيفية، مثل: القطن، الأرز، الذرة الشامية والرفيعة، قصب السكر، فول الصويا، مع التأكيد على الالتزام بالسياسة الصنفية واستخدام أصناف محسنة، بما يسهم في رفع الإنتاجية وتحسين جودة المحاصيل.
كما تم التأكيد على أهمية المتابعة الميدانية للمحاصيل، والكشف المبكر عن أي إصابات مرضية أو حشرية وسرعة مكافحتها، للحد من الخسائر الناتجة عن الآفات والأمراض، وتمت الاستعانة بخبرات الباحثين في هذا الشأن لضمان دقة التوصيات الفنية المقدمة للمزارعين.
وتضمنت الأنشطة أيضًا التوعية بأهمية استخدام الممارسات الزراعية الجيدة، وترشيد استخدام المياه، وتوزيع الأسمدة والمبيدات بالشكل الأمثل لضمان الاستفادة القصوى من كل وحدة أرض ومياه، والمساهمة في الحفاظ على الموارد الطبيعية.
التوسع في دعم محاصيل الخضر والبساتين والنباتات الطبية
امتدت الأنشطة لتشمل محاصيل الخضر المختلفة مثل البطاطس، الطماطم، الخيار، بالإضافة إلى محاصيل بستانية متنوعة مثل الموالح، الرمان، العنب، المانجو، نخيل البلح، الموز، والزيتون، إلى جانب النباتات الطبية والعطرية، ومحاصيل العلف.
وتم توعية المزارعين بأحدث الأساليب العلمية والفنية اللازمة لتحسين جودة المحاصيل وزيادة العائد منها، بالإضافة إلى سبل المكافحة المتكاملة للآفات والأمراض، بما يحقق استدامة زراعية حقيقية تسهم في تنمية القطاع الزراعي وتحسين مستويات الدخل للمزارعين.
كما شملت الأنشطة التوعوية برامج متخصصة لمساعدة المزارعين على مواجهة التغيرات المناخية وتأثيرها على الإنتاج الزراعي والحيواني، مع تقديم توصيات واضحة حول كيفية الحد من تلك الآثار وتفادي خسائرها المحتملة على الإنتاجية.
الإرشاد يشمل الإنتاج الحيواني والداجني والثروة السمكية
امتدت البرامج الإرشادية لتغطي جوانب الإنتاج الحيواني والداجني، حيث تم تنفيذ لقاءات توعوية مع المربين والمزارعين للتعرف على احتياجاتهم وتقديم الدعم الإرشادي المناسب، وشملت تلك اللقاءات التوعية بالتربية السليمة، التغذية الصحية، والرعاية البيطرية.
كما تناولت الأنشطة التوعوية سبل الوقاية من أمراض سوء التغذية، وأهمية التحصينات البيطرية، والتعامل مع الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان وطرق الوقاية منها، لضمان سلامة السلاسل الإنتاجية وتحقيق الأمن الغذائي.
وشملت البرامج أيضًا دعم أنشطة الاستزراع السمكي، وتقديم النصائح الفنية المرتبطة بالتغذية السليمة للأسماك، وإدارة المزارع السمكية بشكل يضمن تحقيق أفضل معدلات الإنتاجية والحفاظ على جودة المنتج النهائي.
تدوير المخلفات الزراعية وتمكين المرأة الريفية في قلب المبادرات
تضمنت الأنشطة الإرشادية موضوعات هامة أخرى، أبرزها تدوير المخلفات الزراعية بهدف تعظيم الاستفادة من المنتجات المتبقية بعد الحصاد، والحفاظ على البيئة، وتعزيز مفهوم الاستدامة الزراعية وتحقيق دخل إضافي للمزارعين.
كما أولت المبادرة اهتمامًا خاصًا بتمكين المرأة الريفية والشباب، من خلال تنظيم برامج تدريبية حول ريادة الأعمال، ودعم المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، بهدف تنمية المجتمع الريفي وتحسين مستوى المعيشة لأسر الريف المصري.
ويأتي ذلك ضمن رؤية شاملة لتطوير الموارد البشرية في الريف، وتمكين الفئات الأكثر احتياجًا من الوصول إلى مصادر المعرفة والتمويل والفرص، مما يسهم في تحقيق تنمية شاملة ومستدامة.
خبراء متخصصون من مختلف المعاهد يشاركون في التنفيذ
شارك في تنفيذ هذه الأنشطة نخبة من الخبراء والباحثين التابعين لمركز البحوث الزراعية من مختلف المعاهد البحثية المتخصصة، بما في ذلك معاهد: الإرشاد الزراعي، المحاصيل الحقلية، البساتين، وقاية وأمراض النبات، الاقتصاد الزراعي، الإنتاج الحيواني، صحة الحيوان، الأراضي والمياه والبيئة، الهندسة الزراعية، وتكنولوجيا الأغذية.
كما شاركت المعامل المركزية المتخصصة مثل: الزراعة العضوية، بحوث الحشائش، المبيدات، وتطوير نخيل البلح، إلى جانب العاملين بالإدارة المركزية للإرشاد الزراعي، ومديريات الزراعة في جميع المحافظات، مما يعكس تكامل الجهود واحترافية الأداء.
ويأتي هذا التنسيق بين مختلف الجهات المعنية بالقطاع الزراعي لخلق منظومة متكاملة تضمن توفير الدعم الإرشادي والعلمي المستدام للمزارعين في مختلف أنحاء الجمهورية، بما يسهم في تحسين الإنتاج وزيادة جودة المحاصيل وتحقيق الأمن الغذائي.
قد يهمك أيضا:-