منتدى اقتصاد المحبة: تحول نوعي في الزراعة المصرية نحو الاستدامة

عقدت الجمعية المصرية للزراعة الحيوية (EBDA) بالشراكة مع جامعة هليوبوليس للتنمية المستدامة ومبادرة “اقتصاد المحبة”، المنتدى الثالث بعنوان “تأثير اقتصاد المحبة على التنمية المجتمعية في مصر”، وذلك في حرم جامعة هليوبوليس.

وشهد المنتدى حضورًا مميزًا من كبار المسؤولين الحكوميين وصناع القرار إلى جانب خبراء البيئة والأكاديميين، بهدف تسليط الضوء على نموذج “اقتصاد المحبة” كوسيلة فعالة لتحسين مستوى معيشة الأفراد من الناحية الاجتماعية، من خلال الانتقال إلى نظم الزراعة العضوية المستدامة.
وأكد المشاركون أن النموذج يُمثل بُعدًا تنمويًا شاملًا يربط بين الإنسان والبيئة والاقتصاد، بما يعزز الاستدامة ويخلق فرصًا تنموية جديدة للمجتمعات الريفية.

حضور حكومي رفيع المستوى يدعم المنتدى

وقد شهد المنتدى مشاركة رفيعة من ممثلي الحكومة المصرية، حيث حضرت معالي الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، إلى جانب معالي الدكتور خالد عبد الحليم محافظ قنا، والمهندس عمرو لاشين نائب محافظ أسوان، والدكتور محمد أبو زيد نائب محافظ المنيا.
كما حضر الدكتور جابر الكلحى وكيل وزارة الزراعة بمحافظة الأقصر، والمهندس خالد كسبة وكيل وزارة الزراعة بمحافظة دمياط، واللواء هشام الشيمي سكرتير عام مساعد محافظة الأقصر.
يعكس هذا الحضور الكبير دعم الدولة لمبادرات الزراعة المستدامة وأهمية “اقتصاد المحبة” كأداة لتمكين المجتمعات الريفية وتحقيق التنمية المتوازنة.

جلسات حوارية ثرية وتسليط الضوء على “أبطال المناخ”

ناقشت الجلسات الحوارية إمكانات التوسع في تطبيق نظام الزراعة الحيوية في مختلف أنحاء الجمهورية، بالإضافة إلى دور التمويل الكربوني كوسيلة لدعم المزارعين وتحفيز التنمية المجتمعية.

ومن أبرز فعاليات المنتدى كان الاحتفاء بـ”أبطال المناخ”، وهم مجموعة من المزارعين الذين أظهروا التزامًا استثنائيًا بممارسات الزراعة الحيوية وبذلوا جهودًا واضحة في عزل الكربون، وذلك ضمن نموذج “اقتصاد المحبة”.
شمل التكريم مزارعين من محافظات متعددة، منها دمياط، المنيا، قنا، الأقصر، وأسوان، حيث تم استعراض تجاربهم الملهمة في التحول إلى الزراعة المستدامة.

إنجازات سيكم في نشر مفهوم الزراعة المستدامة

وفي كلمته خلال المنتدى، صرّح السيد حلمي أبو العيش، الرئيس التنفيذي لمجموعة سيكم ورئيس مجلس أمناء جامعة هليوبوليس، قائلاً: “نهدف إلى تحويل سبعة ملايين مزارع في مصر إلى الزراعة الحيوية، بعدما لم يكن العدد يتجاوز 400 مزارع فقط في عام 2022”.
وأضاف أن ما تحقق من نمو يُعزى إلى الدعم العلمي والتدريب المستمر، حيث أصبح اليوم أكثر من 30,000 مزارع قادرين على تطبيق نظم الزراعة الحيوية، بل وحصلوا أيضًا على شهادات الكربون.
وأكد أن فلسفة سيكم ترتكز على أن الاستدامة ليست مجرد هدف بيئي، بل رؤية متكاملة تشمل البيئة والاقتصاد والثقافة والرفاه الاجتماعي.

شهادات الكربون وأدوات الاقتصاد الأخلاقي

أوضح أبو العيش أن شهادات الكربون ضمن اقتصاد المحبة توفر أدوات عملية بيد المزارعين لتحسين دخلهم وتحقيق أثر بيئي إيجابي.
وأشار إلى أن هذه المبادرة لا تساهم فقط في دعم الاقتصاد الريفي، بل تشكل حجر الأساس لبناء مستقبل مستدام وشامل للمجتمعات الزراعية في مصر.
ويُعد ذلك جزءًا من استراتيجية أوسع تتبناها سيكم والجمعية المصرية للزراعة الحيوية لتحويل الزراعة المصرية إلى نموذج عضوي حيوي متكامل.

قصص نجاح ملهمة من الواقع المصري

وشهد المنتدى عرضًا لتجربة ناجحة من محافظة دمياط، حيث قدّم المزارع محمد الصديق قصته الملهمة في الانتقال من الزراعة التقليدية إلى تبني مبادئ اقتصاد المحبة.
وأعرب عن التغيير الجذري الذي شهده في جودة التربة والمحاصيل ومستوى الدخل بعد تطبيق الممارسات الحيوية الجديدة.
وتفاعل الحاضرون مع التجربة التي تُجسّد مدى التأثير الإيجابي الحقيقي الذي يُمكن أن تُحدثه مفاهيم الزراعة المستدامة في حياة الأفراد.

استمرار المبادرات لدعم “أبطال المناخ”

يُعد هذا المنتدى هو الثالث من نوعه خلال عام 2025، ضمن سلسلة من الفعاليات التي نظمتها الجمعية المصرية للزراعة الحيوية لتكريم المزارعين المعروفين بـ”أبطال المناخ”.
وقد تم تنظيم فعاليات مماثلة في محافظات مثل دمياط، المنيا، قنا، الأقصر، وأسوان، مما يعكس التزام الجمعية بتوسيع نطاق التأثير الإيجابي لنظام الزراعة الحيوية في مصر.
وتهدف الجمعية من خلال هذه المبادرات إلى تعزيز التحول الزراعي الإيجابي وتمكين المزارعين من تحقيق حياة أكثر استدامة.

نبذة عن المؤسسات المنظمة

تأسسـت مبادرة سيكم في عام 1977 على يد الدكتور إبراهيم أبو العيش في قلب الصحراء المصرية، بهدف دعم التنمية المستدامة من خلال رؤية شمولية تجمع بين الأبعاد الاقتصادية والبيئية والاجتماعية والثقافية.
تقوم مجموعة شركات سيكم بإنتاج ومعالجة وتسويق الأغذية العضوية والمنسوجات والأدوية العشبية محليًا ودوليًا.
وحصلت المجموعة على “جائزة نوبل البديلة” عام 2003، وتخصص جزءًا من أرباحها لتمويل مؤسسة سيكم للتنمية، التي تُشرف على مدارس ومراكز طبية ومبادرات تعليمية.

جامعة هليوبوليس للتنمية المستدامة

تأسست جامعة هليوبوليس في عام 2012 كجزء من رؤية سيكم، وهي أول جامعة في المنطقة تدمج مفاهيم التنمية المستدامة في تخصصاتها الأكاديمية.
تهدف الجامعة إلى إعداد جيل جديد من القادة القادرين على إحداث تغيير فعّال في المجتمع من خلال تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وقد وقعت الجامعة على “الميثاق الأعظم للجامعات” وتم إدراجها في تصنيف “تايمز للتعليم العالي” لعام 2024، إلى جانب تصنيف ويبوميتركس للاستشهادات العلمية.

الجمعية المصرية للزراعة الحيوية (EBDA)

تأسست الجمعية منذ 30 عامًا ككيان مستقل يسعى إلى تعزيز الزراعة الحيوية من خلال تطوير معيار “اقتصاد المحبة”، المستوحى من فلسفة سيكم.
تركز الجمعية على دعم المزارعين في الانتقال من الزراعة التقليدية إلى نموذج حيوي وتجديدي أكثر ربحية واستدامة.
حتى الآن، دعمت الجمعية أكثر من 15,000 مزارع وساهمت في تحويل أكثر من 47,000 فدان من الأراضي إلى الزراعة الحيوية.

قد يهمك ايضا

وزير الري: مستقبل الزراعة الحيوية في مصر يمر عبر توطين النباتات الطبية والعطرية

الزراعة: وقاية النباتات يضيف توصيتين جديدتين لأحد مركباته الحيوية

وزير الزراعة يبحث مع المستشار الهولندي دعم المزارعين وتطوير التعاونيات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى