
عقد المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، اجتماعاً موسعاً مساء أمس لمتابعة الموقف التنفيذي لمشروع حدائق تلال الفسطاط، الذي يتم تنفيذه في منطقة مصر القديمة بمحافظة القاهرة.
حضر الاجتماع مسؤولو وزارة الإسكان والجهاز المركزي للتعمير، إلى جانب استشاري المشروع وممثلي الشركات المنفذة.
وفي مستهل الاجتماع، أكد وزير الإسكان على أهمية المتابعة المستمرة للمشروع الذي يُعد أحد أهم المشروعات القومية ذات الطابع التراثي والثقافي، مشدداً على ضرورة الالتزام بالجداول الزمنية المحددة للانتهاء من التنفيذ.
واستعرض الوزير موقف جميع مكونات المشروع، وعلى رأسها منطقة المغامرة، وما تشهده من أعمال ميدانية ونسب تنفيذ.
كما وجه الوزير بضرورة تكثيف أعمال الزراعة في كافة أجزاء المشروع، مع إجراء التعديلات الفنية اللازمة إذا اقتضت الحاجة، بهدف تحسين المشهد البصري العام وضمان التناسق البيئي، كما تابع تطورات الأعمال بمنطقة التلال التي يتم فيها حالياً تكثيف أعمال الزراعة والتنسيق العام.
التركيز على الأعمال الجارية بمناطق النهر والأسواق والقصبة
تابع المهندس شريف الشربيني الأعمال الجارية بمنطقة النهر، حيث شدد على ضرورة زراعة جانبي النهر ضمن خطة التطوير البيئي والارتقاء الحضري، لما لهذه المنطقة من أهمية بصرية وطبيعية داخل المشروع.
كما استعرض الوزير الموقف التنفيذي للمنطقة الاستثمارية، وما يتضمنه من أنشطة تجارية وخدمية وفندقية.
كما تمت مناقشة تقدم الأعمال في منطقة الحدائق التراثية، التي تمثل واحدة من أبرز مكونات المشروع، فضلاً عن متابعة الأعمال في منطقة الأسواق الشعبية، ومنطقة القصبة التي من المخطط أن تضم أنشطة ثقافية وتراثية متنوعة تعكس الأصالة المعمارية والتجارية لمصر القديمة.
الاجتماع تضمن مراجعة دورية لكافة التفاصيل التنفيذية لضمان الالتزام الكامل بتوجيهات الدولة في تحويل هذا الموقع من أرض مهملة كانت تستخدم كمقلب للمخلفات إلى وجهة ثقافية وسياحية رائدة على مستوى المنطقة.
توجيهات بسرعة الإنجاز ومتابعة الأداء بصرامة
وفي ختام الاجتماع، وجه وزير الإسكان بضرورة تكثيف العمالة بالموقع وتكثيف أعمال التشجير والزراعة، مع مراجعة كافة الأعمال المرتبطة بها لضمان الانتهاء منها في الوقت المحدد.
كما طالب الوزير الشركات المنفذة بالالتزام الكامل بما تم الاتفاق عليه، وعدم السماح بأي تهاون في تنفيذ المهام.
وشدد الشربيني على التعامل الفوري مع الشركات المتقاعسة عن أداء مهامها، وضرورة الإبلاغ الفوري عن أية تحديات قد تواجه التنفيذ حتى يتم معالجتها دون تأخير، مؤكداً أهمية التنسيق الكامل والتكاتف بين جميع الجهات المعنية لضمان الانتهاء من المشروع في الوقت المحدد.
وتأتي هذه التوجيهات في إطار حرص الدولة المصرية على تنفيذ المشروعات القومية الكبرى في مواعيدها، خاصة تلك التي تمثل نقاط تحول في إعادة إحياء التراث المصري وتطوير القاهرة التاريخية ضمن رؤية متكاملة تجمع بين الحداثة والأصالة.
مشروع حدائق تلال الفسطاط.. معلم حضاري وثقافي فريد
جدير بالذكر أن مشروع حدائق تلال الفسطاط يقع على مساحة تبلغ 500 فدان، ويجري تنفيذه في موقع مركزي بقلب القاهرة التاريخية، في أرض كانت تستخدم كمقلب للمخلفات، ليتم تحويلها الآن إلى واحدة من أكبر الحدائق التراثية في منطقة الشرق الأوسط.
يتضمن المشروع مجموعة متنوعة من الأنشطة والمرافق التي تهدف إلى إحياء التراث المصري عبر العصور، بدءاً من الفرعوني والقبطي والإسلامي ووصولاً إلى العصر الحديث.
كما يحتوي على مناطق للأنشطة الثقافية، وأسواق تراثية، ومرافق فندقية، ومسارح مكشوفة، ومواقع للآثار والحفريات القديمة.
تتوسط المشروع هضبة طبيعية كبيرة توفر تواصلاً بصرياً فريداً مع أبرز معالم القاهرة، من بينها أهرامات الجيزة، وقلعة صلاح الدين، ومآذن القاهرة، مما يعزز من القيمة الجمالية والثقافية للمشروع ويجعله وجهة رئيسية للسياحة المحلية والدولية.
قد يهمك أيضا:-