
أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، أن تغير المناخ بات يشكل تحديًا كبيرًا أمام القطاع الزراعي في مصر، مما يتطلب التوجه إلى حلول مبتكرة ومستدامة، على رأسها الزراعة الحيوية.
جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقتها الوزيرة في فعاليات منتدى “تأثير اقتصاد المحبة على التنمية المجتمعية في مصر”، والذي استضافته جامعة هليوبوليس للتنمية المستدامة، بالتعاون مع الجمعية المصرية للزراعة الحيوية ومؤسسة سيكم.
وأوضحت فؤاد أن التغيرات المناخية أثرت بشكل واضح على إنتاجية الأراضي الزراعية وجودة المحاصيل، ما يجعل من التحول إلى الزراعة الحيوية ضرورة وليس خيارًا، لمواجهة تلك التحديات البيئية والاقتصادية.
إشادة بالدور الريادي للجامعات والمجتمع المدني في تعزيز الزراعة المستدامة
استعرضت وزيرة البيئة خلال المنتدى الدور الحيوي الذي تقوم به جامعة هليوبوليس والجمعية المصرية للزراعة الحيوية في تعزيز مفهوم الزراعة المستدامة داخل المجتمع المصري.
وقالت الوزيرة: “بدأت الحكاية عندما قررنا إعادة النظر في أسلوب التعامل مع الأرض والمياه والموارد الطبيعية، حتى المخلفات الزراعية مثل قش الأرز، الذي تحول من عبء بيئي إلى مورد اقتصادي هام إذا تم استغلاله بطريقة صحيحة”.
وأكدت أن التجربة المصرية في هذا المجال تمثل قصة نجاح حقيقية في كيفية تحويل تحديات المناخ إلى فرص استثمارية وتنموية، من خلال شراكات فاعلة بين القطاع الحكومي والجهات الأكاديمية ومنظمات المجتمع المدني.
شهادات الكربون تفتح آفاقًا جديدة للتنمية الزراعية المستدامة
أشارت الدكتورة ياسمين فؤاد إلى أن وزارة البيئة بدأت بتطبيق شهادات الكربون كأداة لتعزيز التنمية المستدامة، وخاصة في مجالي الزراعة والإسكان، بهدف خفض انبعاثات الكربون وتحسين كفاءة استخدام الموارد.
وأضافت أن الوزارة نجحت في البداية بدعم 2000 مزارع حيوي ضمن هذه المبادرة، واليوم تجاوز العدد 30 ألف مزارع، مشيرة إلى أن الطموح المستقبلي يتمثل في الوصول إلى نصف مليون مزارع حيوي خلال السنوات القادمة.
وأكدت أن توسيع نطاق تطبيق شهادات الكربون لا يقتصر على الزراعة فقط، بل يشمل أيضًا القطاع السكني، ضمن رؤية شاملة لتحقيق الاستدامة البيئية في مختلف القطاعات.
التزام حكومي بتعزيز الزراعة المستدامة عبر دعم التعاون المؤسسي
اختتمت وزيرة البيئة كلمتها بالتأكيد على التزام الحكومة المصرية بدعم الزراعة المستدامة كجزء لا يتجزأ من استراتيجيتها لمكافحة التغيرات المناخية وتحقيق التنمية الشاملة.
وشددت على أهمية التكامل بين الجهات الحكومية والجامعات ومنظمات المجتمع المدني من أجل بناء منظومة زراعية مرنة قادرة على مواجهة التحديات البيئية، وتوفير فرص تنموية واقتصادية للمزارعين في مختلف أنحاء الجمهورية.
وأكدت فؤاد أن تعزيز كفاءة الموارد وتوسيع الاعتماد على نظم الزراعة الحيوية، سيسهم في تحسين الإنتاج الزراعي، وخفض تكاليف المعالجة البيئية، وتحقيق الأمن الغذائي للأجيال الحالية والمستقبلية.
قد يهمك أيضا:-