
افتتح علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، فعاليات ورشة العمل الأولى الخاصة بتنفيذ التزامات إعلان كمبالا، والتي تستضيفها جمهورية مصر العربية تحت عنوان: “من الالتزام إلى العمل لتنفيذ استراتيجية كمبالا للبحث والتطوير الزراعي في إفريقيا”.
وأكد فاروق في كلمته الافتتاحية أهمية تعزيز التعاون الإفريقي المشترك لمواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تواجه القارة، والاستفادة المثلى من مواردها المتنوعة والغنية.
وأشار الوزير إلى أن الورشة تمثل بداية حقيقية لتطبيق إعلان كمبالا الصادر عن القمة الإفريقية الاستثنائية المنعقدة في العاصمة الأوغندية في يناير 2025، والتي شارك بها نيابة عن رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، مؤكدًا أن هذا الحدث يكتسب أهمية متزايدة في ظل المتغيرات العالمية المتسارعة التي تُلقي بظلالها على أمن الغذاء والتنمية المستدامة في القارة السمراء.
وشدد فاروق على أن مصر، من خلال مؤسساتها الزراعية والبحثية، ملتزمة التزامًا كاملًا بما جاء في استراتيجية إعلان كمبالا، وتسعى من خلال الورشة إلى تحويل تلك الالتزامات إلى واقع عملي عبر التعاون المؤسسي وتبني أحدث التكنولوجيات وبناء القدرات البشرية.
الوزير يؤكد التزام مصر بتنفيذ إعلان كمبالا وتحقيق الأمن الغذائي في إفريقيا
وتطرق وزير الزراعة إلى الأهداف الرئيسية للاستراتيجية، وعلى رأسها تعزيز الإنتاج الغذائي المستدام، وتسريع التحول في النظم الغذائية والزراعية، وتشجيع التجارة البينية داخل القارة، إلى جانب الاستثمار والتمويل الفعال في قطاع الزراعة، وضمان الأمن الغذائي والتغذوي، وبناء أنظمة زراعية مرنة وعادلة.
وأوضح أن ورشة العمل تمثل الانطلاقة العملية لتنفيذ هذه الأهداف من خلال إعداد خريطة طريق واضحة لتطوير البحث والتطوير الزراعي في إفريقيا، خاصة في ظل التحديات المناخية والاقتصادية والتنموية الضاغطة التي تحتاج إلى تحرك جماعي واستراتيجيات موحدة.
وأضاف أن إعلان كمبالا يمثل التزامًا سياسيًا وتنمويًا من قادة الدول الإفريقية لتحويل نظم الغذاء إلى أنظمة أكثر صمودًا واستدامة وعدالة، مبينًا أن الورشة تهدف إلى بناء قاعدة مشتركة للعمل المؤسسي وتهيئة البيئة التشريعية والتمويلية اللازمة لتحقيق ذلك.
برنامج التنمية الزراعية الإفريقية في صميم استراتيجية كمبالا
واستعرض الوزير الدور المحوري الذي يلعبه برنامج التنمية الزراعية الشاملة لإفريقيا (CAADP) منذ اعتماده في قمة مابوتو عام 2003، مشيرًا إلى أنه يمثل القوة الدافعة وراء الجهود الزراعية الإفريقية، من خلال أهداف واضحة تشمل تسريع النمو الاقتصادي، تقليل الفقر، وتعزيز الأمن الغذائي من خلال الزراعة.
وأكد أن استراتيجية العمل الجديدة المنبثقة عن إعلان كمبالا تعتمد على ستة أهداف رئيسية تُشكل العمود الفقري للتحول الزراعي والغذائي في القارة، وتجسد التزامات رؤساء الدول والحكومات.
كما شدد فاروق على أهمية المضي قدمًا في تنفيذ تلك الخطط وفق آليات واقعية وقابلة للتطبيق، مع ضرورة تفعيل دور مراكز البحوث الإفريقية والمؤسسات الإقليمية والدولية المعنية.
جهود مصرية حثيثة للنهوض بالقطاع الزراعي وتعزيز التعاون الإفريقي
وسلط وزير الزراعة الضوء على الإنجازات التي حققتها الدولة المصرية في القطاع الزراعي خلال العقد الأخير، والتي شملت التوسع الأفقي باستصلاح نحو 4 ملايين فدان لزيادة إنتاج المحاصيل الاستراتيجية وتقليص الفجوة الغذائية، إضافة إلى التوسع الرأسي باستنباط أصناف زراعية جديدة عالية الإنتاج وقليلة استهلاك المياه ومقاومة للتغيرات المناخية.
وأشار إلى أن الدولة ضاعفت استثماراتها في قطاع الزراعة، ونفذت مشروعات قومية كبرى، ووفرت بيئة جاذبة للاستثمار الزراعي، مع الاهتمام بتقنيات الري الحديثة ومعالجة مياه الصرف الزراعي، بما يضمن الاستخدام الرشيد للموارد المائية.
وأضاف فاروق أن جهود مصر تشمل أيضًا خفض نسب الفاقد والهدر الغذائي من خلال توسيع نطاق برنامج الصوامع، وتطوير سلاسل الإمداد، إلى جانب دعم الأمن الغذائي والاجتماعي من خلال برامج “تكافل وكرامة” والمبادرة الرئاسية “حياة كريمة”، التي غطت أكثر من 60% من سكان مصر.
دعوة مفتوحة لتعزيز الشراكات وتمويل المشروعات الزراعية الإفريقية
واختتم وزير الزراعة كلمته بالتأكيد على أن ورشة العمل الحالية تمثل فرصة لوضع خطة عمل واضحة وقابلة للتنفيذ، يتم دعمها من قبل المؤسسات الدولية وشركاء التنمية، بهدف تسريع وتيرة التغيير وتحقيق التنمية المستدامة في الزراعة الإفريقية.
وأكد أن هذه الجهود تتطلب تعاونا أوثق بين المؤسسات البحثية الوطنية والإقليمية والدولية، لبناء أنظمة صحية وغذائية قادرة على مواجهة التحديات وتحقيق التكامل الاقتصادي والاجتماعي داخل القارة.
وأشار إلى أن وزارة الزراعة المصرية، من خلال مراكزها البحثية وفي مقدمتها مركزي البحوث الزراعية والصحراء، على أتم الاستعداد لتقديم كافة أشكال الدعم والمشورة للأشقاء الأفارقة، تسخيرًا للخبرات والإمكانيات في سبيل إنجاح هذه المبادرة القارية الطموحة.
قد يهمك أيضا:-