
في خطوة تعكس التزام مصر بتحديث أنظمة سلامة الغذاء ومواكبة المستجدات العالمية، شارك الدكتور طارق الهوبي، رئيس الهيئة القومية لسلامة الغذاء، في مؤتمر فيينا لسلامة الغذاء، الذي ينعقد هذا العام تحت عنوان: “إمكانات التحول الرقمي في نظم سلامة الغذاء”.
ويشارك في هذا المؤتمر رفيع المستوى عدد كبير من الخبراء الدوليين، وصناع السياسات، وممثلي منظمات دولية بارزة معنية بالأمن الغذائي على مستوى العالم.
وتأتي هذه المشاركة في إطار حرص الهيئة على الاطلاع على التجارب الدولية الناجحة، وتبادل الخبرات، ومناقشة أبرز التحديات المستقبلية في قطاع سلامة الغذاء، ولا سيما فيما يتعلق بالتحول الرقمي، الذي يشكل محورًا أساسيًا في استراتيجيات تطوير أنظمة الرقابة الغذائية الحديثة.
وقد حظيت مشاركة الهيئة المصرية باهتمام كبير خلال فعاليات المؤتمر، لا سيما في ظل التحولات التقنية الكبرى التي يشهدها القطاع الغذائي على الصعيد العالمي، حيث أصبح التحول الرقمي ضرورة ملحة لتحسين الأداء وتعزيز الكفاءة.
كلمة رئيس الهيئة: عرض للتجربة المصرية في الرقمنة وتعزيز الشفافية
خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، ألقى الدكتور طارق الهوبي كلمة استعرض فيها أبرز جهود الدولة المصرية في مجال تطوير منظومة سلامة الغذاء، مع التركيز على الإنجازات المحققة في ملف التحول الرقمي.
وأكد الدكتور الهوبي أن الهيئة القومية لسلامة الغذاء عملت خلال السنوات الأخيرة على تنفيذ سلسلة من المبادرات الاستراتيجية التي تهدف إلى تحديث أنظمة الرقابة، وتعزيز التتبع الإلكتروني لسلسلة الإمداد الغذائي.
وأوضح أن الهيئة نجحت في تطبيق تقنيات متقدمة في مجال الرقابة الغذائية، بما يسهم في الكشف المبكر عن المخاطر، وتحسين سرعة الاستجابة للأزمات المحتملة، فضلًا عن تعزيز مستويات الشفافية والموثوقية لدى المستهلكين والأسواق الدولية على حد سواء.
كما أشار إلى أن الهيئة وضعت على رأس أولوياتها تكامل قواعد البيانات وربطها إلكترونيًا لتسهيل عمليات الرصد والتحليل، بما ينعكس إيجابًا على سلامة المنتجات الغذائية المتداولة في الأسواق المصرية.
أهمية التعاون الدولي والتقنيات الرقمية في رفع كفاءة الرقابة الغذائية
وفي سياق حديثه، شدد رئيس الهيئة على أهمية توطيد أواصر التعاون الدولي وتبادل المعرفة والخبرات في مجال التحول الرقمي في سلامة الغذاء، معتبرًا أن الرقمنة أصبحت من الأدوات الحاسمة في تطوير المنظومات الرقابية وتجاوز التحديات التقليدية.
وأكد أن التحول الرقمي ليس مجرد خيار تقني، بل هو ضرورة حتمية لتحقيق غذاء آمن ومستدام، وهو ما يتطلب تكاتف الجهود وتبادل الخبرات بين الدول والمنظمات المعنية على الصعيد الدولي.
وخلال جلسات المؤتمر، تناول المشاركون قضايا محورية تتعلق بإدماج التكنولوجيا الحديثة في منظومات سلامة الغذاء، حيث جرى استعراض تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وتقنيات تحليل البيانات الضخمة، وتكنولوجيا سلاسل الكتل (البلوك تشين)، في مجال الرقابة الغذائية والتتبع اللحظي واتخاذ القرار الفوري في الأزمات.
دعم استراتيجية مصر 2030 وبناء شراكات دولية فاعلة
تأتي هذه المشاركة في إطار استراتيجية الهيئة القومية لسلامة الغذاء الرامية إلى دعم أهداف رؤية مصر 2030 في مجال تحقيق الأمن الغذائي المستدام، من خلال تعزيز القدرات الوطنية، والانفتاح على التجارب الدولية الرائدة، وبناء شراكات فاعلة مع المؤسسات الإقليمية والدولية ذات الصلة.
وأكدت الهيئة في بيانها أن تعزيز الحضور الدولي يعد من الركائز الأساسية لتحسين جودة منظومة الغذاء في مصر، كما يسهم في تطوير البنية التحتية الرقمية اللازمة لتأمين سلاسل الإمداد الغذائي بشكل أكثر دقة وكفاءة.
وشددت الهيئة على أن مشاركتها في مؤتمر فيينا تمثل منصة مهمة لعرض التقدم المحرز في مصر، وفتح آفاق جديدة للتعاون الدولي في مجال التقنيات الرقمية الحديثة المرتبطة بالأمن الغذائي، بما يسهم في تعزيز الثقة في جودة المنتجات الغذائية المصرية على المستوى الدولي.
قد يهمك أيضا:-