
التعافي العالمي لأسعار الذهب بعد هبوط حاد
شهدت أسعار الذهب العالمية تعافيًا ملحوظًا خلال تداولات اليوم، بعد أن وصلت الأسعار في جلسة الأمس إلى أدنى مستوياتها منذ أكثر من أسبوع.
هذا التراجع السابق دفع بعض المستثمرين إلى استغلال هذا الانخفاض للدخول في صفقات شراء جديدة، مما ساعد على عودة الطلب تدريجيًا على الذهب وارتفاع أسعاره خلال جلسة اليوم.
سجلت أونصة الذهب ارتفاعًا بنسبة 0.6%، لتصل إلى أعلى مستوى لها اليوم عند 3265 دولارًا للأونصة، بعد أن افتتحت التداول عند 3237 دولارًا.
وتتداول حالياً عند مستوى 3253 دولارًا، وفقًا لبيانات جولد بيليون، وسط أجواء من الترقب لبيانات التضخم الأمريكية المرتقبة، والتي قد تحدد اتجاهات الأسواق خلال الفترة القادمة.
وكان الذهب قد انخفض في جلسة الأمس بنسبة 2.7%، ليسجل أدنى مستوى له منذ أكثر من أسبوع عند 3207 دولارات للأونصة، مما ساهم في تعزيز حركة الشراء المض في الأسواق العالمية، ودعم الاتجاه الصعودي المؤقت خلال تداولات اليوم.
تخفيض الرسوم الجمركية يعزز الأسواق العالمية
جاء هذا الارتفاع المحدود في أسعار الذهب بالتزامن مع إعلان الولايات المتحدة والصين عن تخفيضات كبيرة في الرسوم الجمركية، بعد مفاوضات استمرت يومين في مدينة جنيف.
وأعلنت الولايات المتحدة عن تخفيض الرسوم على الواردات الصينية من 145% إلى 30%، بينما خفضت الصين الرسوم على الواردات الأمريكية من 125% إلى 10%.
أدى هذا التفاهم التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم إلى انتعاش الأسواق المالية وارتفاع مؤشرات الأسهم العالمية، وهو ما عزز من معنويات المستثمرين، خاصة في ظل الآمال بتحسن في النمو الاقتصادي العالمي خلال الفترة المقبلة.
ورغم التحسن في المشهد الاقتصادي العام، إلا أن هناك إقبالًا ملحوظًا على شراء الذهب عند مستوياته الحالية، حيث يرى بعض المستثمرين أن هذه الأسعار لا تزال جذابة في ظل حالة عدم اليقين المرتبطة بمصير أسعار الفائدة الأمريكية والتقلبات الجيوسياسية.
تحركات الدولار وتأثيرها على الذهب
شهد الدولار الأمريكي تراجعًا طفيفًا خلال تداولات اليوم، بعد أن كان قد ارتفع بنسبة 1.4% في جلسة الأمس، مدعومًا بتأثير الاتفاق التجاري بين الصين والولايات المتحدة.
ووفقًا لمؤشر الدولار، فقد وصل الدولار إلى أعلى مستوياته منذ أربعة أشهر، ما شكّل ضغطًا إضافيًا على أسعار الذهب.
تأتي هذه التحركات في ظل ترقب الأسواق لبيانات التضخم الأمريكية، والتي يُنتظر صدورها لاحقًا اليوم. ويتطلع المستثمرون للحصول على مؤشرات جديدة حول توجهات السياسة النقدية للبنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
ومن المتوقع أن يظل مؤشر أسعار المستهلك – وهو المقياس الرئيسي للتضخم – ثابتًا مقارنة بالشهر السابق، خاصة في ظل ارتفاع الرسوم الجمركية الأمريكية، والتي أدت إلى زيادة واسعة في الأسعار على مستوى البلاد.
الفيدرالي وتوقعات أسعار الفائدة تؤثر على الذهب
تشير التوقعات إلى أن بيانات مؤشر أسعار المستهلك قد تؤثر بشكل مباشر في قوة الدولار الأمريكي، ومن ثم في التوقعات الخاصة بتحركات البنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة خلال الفترة القادمة، وهي عوامل ترتبط بشكل وثيق بتوقعات أسعار الذهب.
وفي هذا السياق، صرح بنك جولدمان ساكس أن الفيدرالي من المرجح أن يخفض أسعار الفائدة مرة واحدة فقط هذا العام، مقارنة بتوقعات سابقة كانت تشير إلى ثلاث تخفيضات. بينما ترى الأسواق احتمال خفض أسعار الفائدة بمقدار 55 نقطة أساس خلال هذا العام، بدءًا من شهر سبتمبر القادم.
ومن جهة أخرى، شهد الأسبوع المنتهي في 9 مايو خروجًا لصافي التدفقات النقدية من صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب، بمقدار 4.4 طن، وهو أول خروج أسبوعي منذ 14 أسبوعًا متتاليًا من التدفقات الداخلة، ما يعكس حالة الترقب والحذر في الأسواق.
صناديق الاستثمار تسجل خروجًا بعد 14 أسبوعًا من التدفقات
وكانت التدفقات الخارجة من صناديق الذهب بقيادة الصناديق الأوروبية، التي سجلت صافي خروج بمقدار 3.9 طن، تليها صناديق أمريكا الشمالية التي شهدت خروجًا بمقدار 3.1 طن، مما أثر على أداء الذهب في الأسواق العالمية خلال الأسبوع الماضي.
وتعكس هذه التحركات حالة من القلق في أوساط المستثمرين بشأن توجهات الفيدرالي الأمريكي، بالإضافة إلى المخاوف من استمرار الضغط على الذهب في حال استمرت قوة الدولار وتراجع الطلب المؤسسي على المعدن النفيس.
رغم هذه التطورات، لا يزال الذهب يحظى بدعم جزئي من المستثمرين الأفراد وبعض المؤسسات الصغيرة، التي ترى أن أسعار الذهب الحالية توفر فرصة جيدة للدخول، خاصة في ظل التوقعات بمزيد من التقلبات في أسواق العملات وأسعار الفائدة.
أسعار الذهب في مصر ترتفع وسط استقرار الدولار
محليًا، شهد سعر الذهب في مصر ارتفاعًا معتدلًا خلال تداولات اليوم، بعد الهبوط الكبير الذي شهده عند افتتاح جلسة أمس، حيث يتبع الذهب المحلي التحركات الحالية لأسعار الذهب العالمية، خاصة مع غياب تأثير واضح من سعر صرف الدولار مقابل الجنيه المصري.
افتتح الذهب عيار 21، وهو الأكثر شيوعًا في السوق المحلي، تداولات اليوم الثلاثاء عند مستوى 4630 جنيهًا للجرام، ليتداول لاحقًا عند 4625 جنيهًا، وفقًا لما أفادت به جولد بيليون. وكان الذهب قد افتتح جلسة الأمس عند 4570 جنيهًا وأغلق عند 4605 جنيهات، ليسجل ارتفاعًا يوميًا بقيمة 35 جنيهًا.
الجدير بالذكر أن سعر الذهب المحلي شهد في جلسة الأمس انخفاضًا حادًا عند الافتتاح، إذ تراجع بمقدار 120 جنيهًا عن إغلاق الجلسة السابقة. إلا أن إغلاقه فوق مستوى 4600 جنيه ساعد على تعافيه النسبي خلال تداولات اليوم.
زخم محدود في السوق المحلي رغم التعافي
رغم تحسن الأسعار، لا يزال زخم الصعود في السوق المحلي ضعيفًا، نتيجة للضغوط المستمرة التي يواجهها الذهب عالميًا وتراجع شهية المخاطرة لدى المستثمرين. .
ويأتي التعافي في أسعار الذهب المحلي نتيجة لتبعات الحركة الصاعدة في أسعار الذهب العالمي، والتي ارتفعت بعد الفشل في كسر خط الاتجاه الصاعد الثانوي قصير الأجل، وإغلاق الأسعار فوق مستوى الدعم عند 3230 دولارًا للأونصة، وهو ما يعتبر مستوى تصحيحي هام بنسبة 50%.
وبالتالي، فإن قدرة الذهب على الإغلاق فوق هذا المستوى ساهمت في دعم الأسعار محليًا، رغم استمرار حالة الحذر في الأسواق وتراجع مؤشرات الزخم، ما يجعل حركة الذهب خلال الأيام المقبلة مرهونة بتطورات السوق العالمي وبيانات التضخم الأمريكية.
قد يهمك أيضا:-