
تبرعت بميراثها، وذهبها، وسيارتها لإسعاد الأطفال الأيتام، ورأت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام، لتصبح قصتها مصدر إلهام للكثيرين، إنها ريهام مصطفى، مؤسسة دار “ارسم فرحة”، التي حصلت على تكريم خاص من برنامج قلادة ذهبية على قناة CBC، مع الإعلامية هبة عبد الفتاح، تقديرًا لدورها الإنساني الملهم.
بداية القصة: حب والدها الدافع الأكبر
تروي ريهام أن حبها لوالدها كان المحفز الأساسي وراء هذه الرحلة. بعد وفاة والدها، شعرت بوحدة كبيرة رغم أنها كانت متزوجة في ذلك الوقت. وصفت تلك الفترة بأنها الأصعب في حياتها، حيث طاردتها الكوابيس وملأتها مشاعر الوحدة والضياع. قررت أن تفعل شيئًا يُدخل السرور على روح والدها، لكن لم تكن قد حددت بعد نوع العمل الخيري الذي ستقوم به.
من الزيارات البسيطة إلى دار “ارسم فرحة”
بدأت ريهام بزيارة دور الأيتام، حيث كانت تقدم الطعام والحلوى للأطفال لرسم البسمة على وجوههم. لكنها سرعان ما شعرت بمسؤولية أكبر تجاه هؤلاء الأطفال. وعندما سألتهم عن أحلامهم، كانوا يحلمون برحلات إلى أماكن ترفيهية، مثل “أكوا بارك”، وهو أمر مكلف جدًا نظرًا لعدد الأطفال الكبير وتكاليف الرحلة المرتفعة.
ومع ذلك، قررت ريهام تحقيق أحلامهم، فبدأت بالتواصل مع الفنادق لإقناعهم باستضافة الأطفال الأيتام، مؤكدة لهم أن “وشهم هيكون حلو عليكم”. وبالفعل، بعد استضافة الأطفال في إحدى الفنادق خلال فترة كورونا، أكدت إدارة الفندق أن الإقبال قد ازداد بشكل ملحوظ بعد هذه الزيارة. ومن هنا، ولدت مبادرة “فسّح طفل يتيم”، التي نجحت في تنظيم رحلات داخل القاهرة وخارجها، بدعم من الفنادق التي بدأت في تقديم الدعوات للأطفال الأيتام لقضاء أيام مليئة بالمرح.
مرحلة جديدة: دعم الأيتام بعد سن 18
عندما بلغ الأطفال الأيتام سن 18 عامًا واضطروا لمغادرة الدار وفقًا للقوانين، أدركت ريهام أن مسؤوليتها لم تنتهِ. استأجرت شقة وفرشتها لاستيعاب هؤلاء الشباب، وركزت على إكمال تعليمهم. بعد التواصل مع وزارة التضامن الاجتماعي والحصول على التراخيص اللازمة، استقبلت ست فتيات فوق سن 18 عامًا، تمكنت من احتضانهن وتعليمهن حتى تزوجت اثنتان منهن، بينما استمر تعليم البقية في مراحل مختلفة.
التضحيات: بيع السيارة لشراء حافلة
كانت موارد الدار محدودة جدًا، مما دفع ريهام لاتخاذ قرارات صعبة. اضطرت لبيع سيارتها الخاصة لشراء حافلة لتوصيل الأطفال إلى مدارسهم، حيث كانت تكلفة الحافلات المدرسية باهظة جدًا. في لحظة حيرة ويأس، لجأت ريهام إلى الصلاة، وفي المنام رأت الرسول صلى الله عليه وسلم يخبرها بأن المشكلة ستحل. في اليوم التالي، باعت سيارتها واشترت حافلة للأطفال في غضون 48 ساعة.
القيم والدروس المستفادة
ريهام مصطفى هي نموذج للإنسانية والعطاء، حيث قدمت كل ما تملك من أجل إسعاد الآخرين وإحداث فرق في حياة الأطفال الأيتام. قصتها ملهمة وتعكس معاني الإيثار وحب الخير.