
شهدت أسعار الذهب العالمية استقرارًا خلال تعاملات اليوم الاثنين، وذلك بعد تسجيل مكاسب متواضعة خلال الأسبوع الماضي، حيث لا يزال الدولار الأمريكي عند أدنى مستوياته في أربعة أشهر، مما عزز الطلب على المعدن النفيس كملاذ آمن في ظل التوترات الاقتصادية والتجارية المستمرة.
بحسب تقرير منصة “جولد بيليون”، يتداول سعر أونصة الذهب خلال جلسة اليوم بالقرب من 2912 دولارًا، بعد أن وصل إلى أعلى مستوى له عند 2918 دولارًا، فيما سجل أدنى مستوى عند 2896 دولارًا.
لا تزال تحركات أسعار الذهب العالمية تتسم بالتذبذب للجلسة الرابعة على التوالي، حيث فشل المعدن الأصفر في تجاوز مستوى المقاومة الرئيسي عند 2930 دولارًا للأونصة. ويتطلع المستثمرون إلى أي محفزات تدفع الذهب لاختبار القمة التاريخية الأخيرة التي سجلها عند 2956 دولارًا للأونصة.
تراجع الدولار يمنح الذهب دعمًا قويًا
يستمر الذهب في الاستفادة من تراجع الدولار الأمريكي، حيث انخفضت العملة الخضراء إلى أدنى مستوياتها في 4 أشهر مقابل سلة من العملات الرئيسية. وتُعزى هذه العلاقة العكسية إلى أن ضعف الدولار يجعل الذهب، المسعر بالدولار، أكثر جاذبية للمستثمرين في الأسواق العالمية.
إلى جانب ذلك، يُواصل المستثمرون تحليل البيانات الاقتصادية الأمريكية الأخيرة، لا سيما تقرير الوظائف الأمريكية، بالإضافة إلى تصريحات جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، لمعرفة الاتجاه المستقبلي لأسعار الفائدة الأمريكية، وهو ما يؤثر بشكل مباشر على حركة الذهب.
شهدت الأسواق صدور بيانات الوظائف غير الزراعية الأمريكية، والتي أظهرت أن الاقتصاد أضاف 151 ألف وظيفة فقط في فبراير، وهو ما جاء أقل من التوقعات، مما زاد من المخاوف بشأن تباطؤ سوق العمل الأمريكي. كما تم تعديل بيانات يناير لتشير إلى 125 ألف وظيفة فقط بدلًا من 143 ألفًا، مما يعكس ضعفًا أكبر في سوق العمل.
في الوقت ذاته، ارتفع معدل البطالة إلى 4.1%، ما زاد من التوقعات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيضطر إلى خفض أسعار الفائدة أكثر من مرة خلال العام الجاري لدعم الاقتصاد.
من جانبه، أكد جيروم باول أن الاحتياطي الفيدرالي لا يزال يراقب البيانات الاقتصادية عن كثب، مشيرًا إلى أن الاقتصاد الأمريكي لا يزال في وضع جيد على الرغم من حالة عدم اليقين السائدة في الأسواق.
التوترات التجارية وتأثيرها على الذهب
تواصل السياسات التجارية الأمريكية فرض حالة من عدم الاستقرار في الأسواق المالية، حيث قرر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب فرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 25% على بعض الواردات القادمة من المكسيك وكندا والصين.
ومع ذلك، تراجع ترامب عن قراره جزئيًا، حيث قدم إعفاءات مؤقتة على بعض الواردات المكسيكية والكندية، مما أدى إلى إرباك الأسواق وخلق حالة من عدم اليقين بشأن مستقبل التجارة الدولية.
تشير التقارير إلى أن المستثمرين ينظرون بحذر إلى هذه التطورات، حيث أن الرسوم الجمركية قد تؤدي إلى ارتفاع معدلات التضخم في الولايات المتحدة، وهو ما قد يجبر الفيدرالي الأمريكي على إعادة النظر في سياساته النقدية.
في ظل هذه التوترات، يظل الذهب ملاذًا آمنًا للمستثمرين الذين يسعون إلى التحوط من المخاطر السياسية والاقتصادية، مما يعزز من استمرار ارتفاع أسعاره خلال الفترة القادمة.

الأسواق تترقب بيانات التضخم الأمريكية
ينتظر المستثمرون هذا الأسبوع صدور بيانات التضخم الرئيسية في الولايات المتحدة، حيث ستصدر:
- مؤشرات أسعار المستهلكين (CPI) يوم الأربعاء، والتي تعكس التغيرات في مستوى الأسعار الاستهلاكية.
- مؤشر أسعار المنتجين (PPI) يوم الخميس، والذي يقيس معدل التغير في أسعار السلع والخدمات التي يدفعها المنتجون.
يُنظر إلى هذه البيانات باعتبارها مؤشرات رئيسية على توجهات التضخم، وبالتالي فإن أي قراءة أقل من المتوقع قد تدفع الفيدرالي إلى الإسراع في خفض أسعار الفائدة، مما يعزز مكاسب الذهب.
يشهد سوق الذهب المحلي تحركات عرضية واستقرارًا نسبيًا، حيث افتتح عيار 21 تداولات اليوم عند 4110 جنيهات للجرام، قبل أن يرتفع إلى 4120 جنيهًا للجرام وقت إعداد التقرير.
عوامل استقرار أسعار الذهب محليًا
- تذبذب الأسعار العالمية: بسبب استمرار التحركات العرضية للذهب عالميًا.
- تراجع الدولار أمام الجنيه: حيث انخفض سعر صرف الدولار بشكل تدريجي، مما ساهم في استقرار السوق المحلي.
- محاولات الذهب المحلي لاختراق مستوى 4130 جنيهًا: حيث لا يزال السعر يتحرك أسفل هذا المستوى في انتظار الزخم الكافي لمواصلة الارتفاع واستهداف القمة الأخيرة عند 4175 جنيهًا للجرام.
وفقًا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، فقد تراجع معدل التضخم في مصر إلى 12.8% خلال فبراير، مقارنة بنسبة 24% في نفس الشهر من العام الماضي.
ويعود هذا التراجع الملحوظ إلى تعديل سنة الأساس، وهو ما انعكس على أرقام التضخم المسجلة خلال الشهر الماضي، مما يشير إلى استقرار نسبي في الأسعار المحلية.
التوقعات المستقبلية لأسعار الذهب
التوقعات العالمية
- استمرار تداول الذهب فوق مستوى 2900 دولار للأونصة، مع احتمالية اختبار مستوى المقاومة 2930 دولارًا قريبًا.
- إذا جاءت بيانات التضخم الأمريكية ضعيفة، فقد يؤدي ذلك إلى تعزيز توقعات خفض الفائدة، مما قد يدفع أسعار الذهب للارتفاع مجددًا نحو القمة التاريخية عند 2956 دولارًا للأونصة.
التوقعات المحلية
- يواصل الذهب محاولاته لتخطي حاجز 4130 جنيهًا، وإذا نجح في ذلك فقد يستهدف مستوى 4175 جنيهًا للجرام.
- تراجع سعر الدولار مقابل الجنيه قد يحد من ارتفاع الأسعار المحلية، لكنه لن يمنع التأثير المباشر لتحركات الأسعار العالمية.
أقرا المزيد|
جولد بيليون: تعافي الدولار عالمياً يضغط على الذهب نحو الهبوط
جولد بيليون: ارتفاع الذهب العالمي بعد توقف الدولار عن الصعود
توقعات أسعار الذهب في مصر والبورصة العالمية من جولد بيليون
جولد بيليون: استقرار الذهب محليًا عند 4120 جنيهًا للجرام وسط تحركات الدولار