بمشاركة 12 دولة أفريقية.. مصر تواصل نقل خبراتها في وقاية النباتات لدعم الزراعة المستدامة

استقبل معهد بحوث وقاية النباتات وفدًا يضم 23 باحثًا ومتدربًا يمثلون 12 دولة أفريقية، وذلك ضمن جهود دعم الأمن الغذائي وتطوير الزراعة المستدامة في القارة.

وجاء ذلك في إطار توجيهات السيد علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، وتعليمات الدكتور عادل عبد العظيم، رئيس مركز البحوث الزراعية، بنقل الخبرات المصرية الرائدة في مجال وقاية النباتات إلى الدول الأفريقية الشقيقة، وتعزيز أواصر التعاون المشترك.

جاءت هذه الزيارة في إطار فعاليات البرنامج التدريبي “المكافحة المتكاملة للآفات (IPM)”، الذي ينظمه المركز المصري الدولي للزراعة (EICA) التابع لوزارة الزراعة بالتعاون مع الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية بوزارة الخارجية، بهدف التعرف على أحدث مخرجات البحث العلمي في مجال وقاية النباتات، وتعزيز قدرات الباحثين الزراعيين الأفارقة.

أهمية التدريب في تعزيز التعاون الزراعي بين مصر وأفريقيا

أوضح الدكتور أحمد عبد المجيد، مدير معهد بحوث وقاية النباتات، أن هذه البرامج التدريبية تسهم في توطيد العلاقات بين مصر والدول الأفريقية، مشددًا على حرص المعهد على تقديم خبراته لدعم التنمية الزراعية في دول الجوار، وكذلك في الدول العربية ودول القرن الأفريقي.

وأضاف عبد المجيد أن “العلم هو الجسر الذي يربط بين الشعوب، ومن خلال هذه الزيارات والبرامج العلمية، نسعى إلى تحقيق تأثير إيجابي على أرض الواقع، من خلال نقل المعرفة والتقنيات الحديثة لمكافحة الآفات وتعزيز الإنتاج الزراعي المستدام.”

شهدت الزيارة جولة ميدانية داخل المعهد، شملت عددًا من المعامل المتخصصة، حيث اطلع الوفد الأفريقي على معمل إنتاج العوامل الحيوية لمكافحة آفات المزارع العضوية، بالإضافة إلى وحدة مكافحة الآفات الاقتصادية باستخدام الجاذبات الحيوية.

وقد أبدى أعضاء الوفد اهتمامًا كبيرًا بالتقنيات الحديثة التي تستخدم في السيطرة على الآفات بطرق طبيعية، بعيدًا عن الاعتماد على المبيدات الكيميائية التقليدية، مما يساهم في تعزيز الإنتاج الزراعي وحماية البيئة.

كما تضمنت الجولة زيارة المعمل المركزي ومكتبة المعهد، بالإضافة إلى المتحف المصري المرجعي للحشرات، التابع لقسم بحوث الحصر والتصنيف، والذي يعد قاعدة بيانات رئيسية للحشرات في الشرق الأوسط وأفريقيا.

ويعتمد المتحف على جمع المعلومات وتحليلها لتحديد مستوى التهديد الذي تشكله الآفات على المحاصيل الزراعية والبيئة، إلى جانب وضع الاستراتيجيات المناسبة لمكافحتها.

دور المعهد في تطوير استراتيجيات مكافحة الآفات

كما شملت الزيارة معمل التصنيف المرئي الدقيق، حيث تعرف الوفد على دوره الحيوي في تحديد هوية الحشرات، مما يساعد في حماية المزروعات من الآفات المحلية أو الوافدة، خاصة في ظل التبادل التجاري الذي قد يؤدي إلى انتشار أنواع جديدة من الآفات الزراعية.

من جهتهم، أعرب أعضاء الوفد الأفريقي عن إعجابهم بالجهود التي يبذلها معهد بحوث وقاية النباتات لدعم البحث العلمي والابتكار في مجال مكافحة الآفات الزراعية، مؤكدين أن هذه التجربة ستساعدهم على تطوير مهاراتهم وتمكينهم من نقل المعرفة والتقنيات الحديثة إلى بلدانهم، بهدف تعزيز الإنتاج الزراعي وتحقيق الأمن الغذائي في أفريقيا.

المعهد.. صرح بحثي بارز في مجال وقاية النباتات

يُعد معهد بحوث وقاية النباتات واحدًا من أبرز المؤسسات البحثية في المنطقة، حيث يلعب دورًا محوريًا في تطوير استراتيجيات مكافحة الآفات، ودعم الزراعة المستدامة، ليس فقط في مصر، ولكن على مستوى القارة الأفريقية، من خلال توفير حلول علمية متطورة لمواجهة التحديات الزراعية، والمساهمة في نقل المعرفة إلى الأشقاء الأفارقة لتعزيز التنمية الزراعية في بلدانهم.