شهدت أسعار الذهب العالمية ارتفاعاً ملحوظاً خلال تداولات اليوم، حيث سجلت أعلى مستوى منذ بداية الأسبوع في ظل تركيز الأسواق على تطورات الرسوم الجمركية التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي، إلى جانب ترقب بيانات التضخم الأمريكية المرتقبة هذا الأسبوع.
وفقًا لتقرير “جولد بيليون”، ارتفعت أسعار أونصة الذهب بنسبة 0.5% لتسجل أعلى مستوى عند 2776 دولاراً للأونصة، قبل أن تستقر عند 2774 دولاراً، بعد افتتاح التداولات عند 2758 دولاراً. يأتي هذا بعد تذبذب الذهب خلال جلسة أمس التي أغلقت على انخفاض، عقب قرار البنك الفيدرالي الأمريكي بتثبيت أسعار الفائدة في أول اجتماع للسياسة النقدية خلال 2025.
أكد رئيس البنك الفيدرالي، جيروم باول، أن خفض أسعار الفائدة لن يكون قريباً إلا في حالة وجود بيانات إيجابية تتعلق بالتضخم وسوق العمل، فيما التزم الفيدرالي بسياسة نقدية تقييدية لتحقيق هدف التضخم البالغ 2%. ارتفاع أسعار الفائدة يضغط عادة على أسعار الذهب، حيث يقلل من جاذبية المعدن النفيس مقارنة بالأصول ذات العوائد.
من ناحية أخرى، أوضح تحليل “جولد بيليون” أن تصعيد الحرب التجارية وفرض تعريفات جمركية عدوانية قد يدفع الذهب للصعود باعتباره ملاذاً آمناً. وتأتي تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول فرض تعريفات جمركية بنسبة 25% على الواردات من كندا والمكسيك، مع احتمالية استهداف سلع صينية، لتزيد من مخاوف التضخم والاضطرابات الاقتصادية.
توقعات ارتفاع أسعار الذهب
يتوقع المحللون أن يؤدي الطلب الاستثماري على الذهب إلى دفع الأسعار إلى مستويات تتراوح بين 2900 و3000 دولار للأونصة، اعتماداً على المتغيرات في السياسة النقدية، معدلات التضخم، والمخاطر الجيوسياسية.
بيانات التضخم وترقب الأسواق
تنتظر الأسواق إعلان بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي هذا الأسبوع، الذي يعد المؤشر المفضل للتضخم لدى البنك الفيدرالي، مع توقعات أن تؤثر هذه البيانات بشكل مباشر على حركة أسعار الذهب.
وفي سياق آخر، شهد سوق الذهب في لندن عمليات اقتراض كبيرة للذهب من البنوك المركزية، نتيجة زيادة شحنات الذهب إلى الولايات المتحدة، وسط المخاوف المتعلقة بالتعريفات الجمركية الأمريكية وتأثيرها على الأسواق العالمية.
الذهب في السوق المحلي
على الصعيد المحلي، سجلت أسعار الذهب في مصر ارتفاعاً تدريجياً خلال تداولات اليوم مدعومة بارتفاع السعر العالمي واستقرار سعر صرف الدولار مقابل الجنيه. بدأ الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً التداول عند مستوى 3865 جنيهاً للجرام، قبل أن يرتفع إلى 3870 جنيهاً، مقارنة بإغلاق الأمس عند 3845 جنيهاً.
هذا الارتفاع التدريجي يعكس تتبع السوق المحلي لحركة الأسعار العالمية، إلى جانب استقرار الأوضاع الاقتصادية محلياً، مع تفاؤل بعودة الملاحة في قناة السويس إلى طبيعتها بعد اتفاق الهدنة في غزة، وهو ما يعزز استقرار السوق.
توقعات السوق المحلي
يرى المحللون أن الذهب المحلي قد يواصل ارتفاعه تدريجياً، خاصة مع استقرار سعر الدولار. وإذا استطاع الذهب العالمي تجاوز مستوى 2790 دولاراً للأونصة، فقد ينعكس ذلك إيجابياً على السوق المحلي، حيث يتوقع أن يكسر عيار 21 حاجز 3880 جنيهاً ليستهدف 3950 جنيهاً للجرام.
